العقوبات على #إيران.. من هم المتضرّرون؟

عدن لنج/ متابعات

ترى "كاثي غيلسينان"، كاتبة لدى مجلة "ذا أتلانتيك"، تغطي شؤون العالم والأمن القومي، أن إيران من بين أكثر دول العالم تعرضاً لعقوبات، دخل آخرها حيز النفيذ أمس مع خطوة أمريكية أكبر نحو خنق اقتصاد إيران المعتمد على النفط، في سياق سياسة متكاملة بدأت يانسحاب الرئيس الأمريكي قبل عام، من الصفقة النووية الإيرانية.

العقوبات حرمت إيران من أموال تدفعها لوكلائها، ما اضطر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لطلب تبرعات

وكما تشير غيلسينان، تعهدت الإدارة الأمريكية، منذ ذلك الحين، تصفير صادرات إيران النفطية، بعدما بلغت في بداية الشهر الماضي حوالي مليون برميل يومياً. وفي سعيهم لتحقيق ذلك الهدف، هدد مسؤولون أمريكيون دولاُ تواصل استيراد النفط الإيراني، بعد تاريخ 2 مايو(أيار)، بعقوبات.

-ماذا يجري؟
وتلفت كاتبة المقال إلى أنه عندما انسحب ترامب من الصفقة النووية، التي قضت في جزء منها برفع عقوبات مقابل وعود إيرانية بضبط نشاطها النووي، منح مستهلكو نفط إيران مدة ستة أشهر لإيجاد موارد أخرى للنفط، أو مواجهة عقوبات مالية. وعندما انقضت تلك المدة في نوفمبر(تشرين الثاني) الأخير، منحت دول عدة، بينها مستتودرون كبار مثل الصين وحلفاء لأمريكا كالهند وتركيا، إعفاءات لمواصلة استيراد النفط الإيراني. ولكن تلك الإعفاءات انتهت يوم أمس.

وترى الكاتبة أنه في حال لم تأخذ بعض الدول التهديد الأمريكي بجدية، أو وجدت صعوبة في تأمين حاجتها من النفط، كما يحتمل في حالة الصين التي تستورد نصف مليون برميل يومياً، فقد تفرض أمريكا عقوبات على بعض حلفائها.

-السبب؟
يرجع كل ذلك لما تسميه الولايات المتحدة حملة "الضغط الأقصى" ضد الحكومة الإيرانية، والتي يقول مسؤولون إنها تهدف لتعديل سلوك النظام – بما فيه دعمه لوكلاء إرهابيين، وتهديده لجيرانه من حلفاء أمريكا، وتطوير برنامجه الصاروخي، إلخ. ويؤكد مسؤولو وزارة الخارجية الأمريكية أن هذه ليست سياسة لتغيير النظام، رغم أن مستشار الأمن القومي، جون بولتون أيد تلك السياسة عندما قال على شاشة فوكس نيوز: "أعتقد أن الشعب الإيراني يستحق حكومة أفضل. ولا تكمن المشكلة في ديكتاتورية دينية وحسب، بل في ديكتاتورية عسكرية. وسنرى ما سيحدث عندما يتواصل الضغط الاقتصادي".

-كيف سترد إيران؟
وتقول الكاتبة إنه لم يصدر عن إيران حتى الآن سوى جعجعة. فقد هددت بالانسحاب من الصفقة النووية، ما يعني احتمال إعادة استئناف البرنامج النووي. وردت إيران بالمثل على تصنيف الحرس الثوري كتنظيم إرهابي، عندما أعلنت أن القوات الأمريكية في المنطقة إرهابية. كما هددت بإغلاق مضيق هرمز، ممر رئيسي لتجارة النفط في العالم، في خطوة قال بولتون إنها ستكون مرفوضة.

وترى الكاتبة أن هناك بضعة مؤشرات على تغيير مأمول في السلوك، من بينها فكرة تبادل سجناء تقدم بها وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، أثناء زيارته الأخيرة إلى نيويورك.

-من الخاسر؟
برأي الكاتبة، سيكون الخاسر الأكبر هو النظام الإيراني ووكلاؤه، واقتصاده وشعبه. وقد أشار مسؤولون في الإدارة إلى أن العقوبات حرمت إيران من أموال تدفعها لوكلائها، ما اضطر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لطلب تبرعات. وبالنظر لتقديرات الإدارة الأمريكية بأن الحرس الثوري الإيراني يسيطر على ما بين 20% إلى 50% من الاقتصاد الإيراني، فإن الضربة الاقتصادية ستعيق أيضاً قدرة الحرس على كسب المال. ولكن لم يبرز بعد أي مؤشر على أن العقوبات أثرت بجدية على نشاطات الحرس الثوري، رغم أنها حدت من قدرته على تمويل وكلائه.