ألغام #الحوثيين في #اليمن.. مسلسل من الموت لا يتوقف

عدن لنج/خاص

بات إستخدام ميليشيات الحوثي الإنقلابية للألغام ليس بغرض الدفاع عن النفس أو تكتيك عسكري، بل أصبح سياسة ممنهجة لبث الرعب في نفوس المواطنين وإرغامهم على تجنيد أبنائهم واستخدام مناطقهم كمواقع عسكرية للميليشيات.

 

الميليشيات الحوثية التي تمثل الذراع الإيرانية في اليمن، تتفنن من آن لآخر في زراعة تلك الألغام والمتفجرات؛ حيث استخدمت أساليب كثيرة للتمويه في زراعة الألغام بين الأحجار والكتل الخرسانية وعلى جنبات الطرق وتحت الأشجار، مرورًا بصناعة ألغام على شكل جذوع النخيل وزراعتها وسط المزارع، وصولًا إلى تفخيخ الحيوانات وإطلاقها بعشوائية لتقتل المدنيين.

 

آخر تلك الجرائم الحوثية تمثل في انفجار «جمل» فخخته الميليشيات داخل مدينة الحديدة، السبت الماضي، حيث أقدمت الميليشيات على تفخيخ الجمل بربط شحنة متفجرات حوله وأطلقته نحو عناصر وحدات المقاومة اليمنية المشتركة المتمركزين في خطوط التماس بشارع الخمسين في الحديدة؛ إلا أنه انفجر بحمولته قبل أن يصل للقوات نظرًا لكثرة الحواجز التي كانت الميليشيات وضعتها بنفسها في الطريق قبل دحرها.

 

-طريقة التصنيع

 

في مشهد تكرر كثيرًا منذ انقلاب الحوثيين على الشرعية في اليمن، احتجزت الميليشيا 20 شاحنة مساعدات خاصة بمستشفيات محافظة «إب»، في إبريل الماضي، في جرائم إرهابية ضد العمل الإنساني، وقالت اللجنة العليا للإغاثة باليمن: إن الشاحنات تحمل مساعدات إغاثية ومشتقات نفطية مقدمة من برنامج الأغذية العالمي.

 

وخلال حلقة نقاش أقيمت مطلع الشهر الحالي، في مقر الكونجرس الأمريكي بهدف تسليط الضوء على هذه الجريمة الحوثية، أوضح خبراء في الشأن اليمني أن الميليشيات تستولى على المشتقات النفطية والمساعدات الإغاثية في تجميع وتكوين الألغام؛ حيث تحصل على المواد الداخلة في تركيب المفخخات والقطع التي تتكون منها من إيران، وتعمل على تجميعها باستخدام تقنيات إيرانية أيضًا.

 

الفعالية شهدت مشاركة عدد من المختصين والمهتمين بالشأن اليمني وهم: مدير المركز الدولي لتثبيت الاستقرار والتعافي من آثار الصراع «كين ريثرفورد»، المدير التنفيذي لمكتب التأثير الاستراتيجي الدولي «جيري وايت»، والباحثة المتخصصة في الشأن اليمني والعربي بمعهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى «إيلانا دوزير»، إضافة إلى رئيس معهد مارشال «بيري بالتيمور»، وخلصت الحلقة النقاشية إلى أن الحوثيين يستخدمون المفخخات بشكل عشوائي وتخريبي لنشر الرعب وترويع المواطنين ومعاقبة أهالي المناطق التي يطرد عناصرها منها.

 

وفي كلمته، قال الدكتور «أحمد بن مبارك» السفير اليمني في واشنطن: إن فئتي النساء والأطفال هما الأكثر عرضة لمخاطر الألغام الحوثية، مشيرًا إلى أن إصرار الحوثيين على استعمالها رغم كونها محظورة بمعاهدات دولية، فإنهم بذلك يؤكدون طبيعتهم الوحشية ورغبتهم في إحكام قبضتهم على السلطة بالرعب والقتل؛ لقناعتهم بأنهم يفتقدون المشروعية والمصداقية.

 

وأوضح «بن مبارك»، أن التقارير الدولية وضحت بدقة أن المواد المستخدمة في صنع الألغام من صنع إيراني، وهذه هي هدية النظام الإيراني لليمن، وهذه إسهاماتهم في التنمية بقطع أطراف الأطفال وتشويه النساء والشباب وقتل المسنين.

 

وأكد أن استخدام الحوثيين للألغام ونشرها في اليمن يتم بمعدل مرتفع جدًا ومثير للقلق، مشيرًا إلى زراعة مليون لغم أرضي، ووصف ذلك بأنه «جريمة شنعاء وغير مسبوقة، وأنه ينبغي على المجتمع الدولي ألا يسكت عليها، وأن يجرم ويعاقب من يقوم بها ويشارك في تصنيعها».

 

 

-مئات الضحايا

 

على صعيد متصل، أصدرت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، تقريرًا يؤكد أن الاستخدام الواسع للميليشيات الحوثية للألغام الأرضية على طول الساحل الغربي لليمن منذ منتصف 2017 قتل وجرح مئات المدنيين ومنع منظمات الإغاثة من الوصول إلى المجتمعات الضعيفة، لافتة إلى أن القانون اليمني و«اتفاقية حظر الألغام» لعام 1997 يحظران استخدام الألغام المضادة للأفراد؛ لكن الحوثيين استخدموا الألغام المضادة للمركبات عشوائيًا في انتهاك لقوانين الحرب، ما شكل خطرًا على المدنيين، وطالبت المنظمة مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بالتحقيق في جرائم الحرب التي ترتكبها الميليشيات.

 

وأشار التقرير إلى أن الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون في الأراضي الزراعية والقرى والآبار والطرق قتلت 140 مدنيًّا على الأقل، من بينهم 19 طفلًا في محافظتي الحديدة وتعز منذ 2018، كما منعت الألغام الأرضية والأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع المنظمات الإنسانية من الوصول إلى السكان المحتاجين، وأدت إلى منع الوصول إلى المزارع وآبار المياه، وألحقت الأذى بالمدنيين الذين يحاولون العودة إلى ديارهم.

 

ولفتت المنظمة إلى أنها رصدت أدلة على أنه بالإضافة إلى زرع الألغام الأرضية المضادة للأفراد، زرعت الميليشيات الحوثية الألغام المضادة للمركبات في المناطق المدنية، والألغام المضادة للمركبات المعدلة لكي تنفجر من وزن الشخص، والأجهزة المتفجرة يدوية الصنع المموهة على شكل صخور أو أجزاء من جذوع الأشجار، كما وجدت المنظمة أن الحوثيين استخدموا الألغام المضادة للأفراد في حيران، قرب الحدود السعودية، واستخدموا الألغام البحرية على الرغم من المخاطر التي تتعرض لها سفن الصيد التجارية وسفن المساعدات الإنسانية.

 

وشددت المنظمة على أن الميليشيات الحوثية تتحمل المسؤولية الأساسية عن الإصابات بين المدنيين والأضرار المدنية المتوقعة من الألغام الأرضية، لافتة إلى أن وسائل الإعلام التابعة للميليشيات تعاملت مع وفاة خبراء ألغام تابعين للحكومة الشرعية أثناء تفكيك ألغام على أنه انتصار للحوثيين.