انقطاعات مستمرة للكهرباء ووعود الإصلاح في مهب الريح... استياء واسع في العاصمة عدن من استمرار انقطاع الكهرباء في الصيف

عام تلو عام وأزمة الكهرباء في عدن ومحافظات الجنوب لا تزال مستمرة بل إنها تزداد عن العام السابق، الأمر الذي تسبب بمعاناة طويلة للمواطنين الذين أنهكتهم حرارة الصيف الشديدة.

رغم الوعود الكثيرة للحكومة والجهات المسؤولة عن الكهرباء والسلطة المحلية في إصلاح خدمة الكهرباء وان هذا العام سيكون عن السابقة وان أزمة الكهرباء ستنحل في الصيف، إلا أن هذا الأمل تبدد بدخول الصيف بعد أن تزايدت ساعات انقطاع الكهرباء حيث وصلت إلى 20 ساعة في اليوم.

مؤسسة الكهرباء قالت سبب انقطاع الكهرباء لساعات طويلة هو نتيجة رداءة الديزل الأخير في محطات الكهرباء إضافة إلى خروج معظم المحطات عن الخدمة نتيجة نفاذ الديزل، مشيرة إلى أنها ناشدت المجلس الرئاسي ورئيس الحكومة لتوفير مادة الديزل لجميع محطات الكهرباء بالعاصمة عدن.

* * تفاقم الأزمة

الإعلامي علي العمري أوضح في حديثه "لعدن لنج " أن أزمة انقطاع الكهرباء المتكررة على العاصمة عدن تفاقمت بشكل كبير، مما جعل المواطن يحصل على طاقة كهربائية بمعدل ساعتي كل خمس ساعة أي أنه يحصل عليه لمدة أربع ساعات تقريبا فقط خلال اليوم، وفي بعض الأيام تصل إلى 7 ساعات.

وقال العمري نحن سكان المدينة كنا نتوقع عقب تحريرها من قوات الحوثيين والمخلوع صالحا بأن المكافأة ستكون إصلاح التيار الكهربائي، كأحد أهم الاحتياجات التي ينشدون تلبيتها، لكن آمالنا ذهبت أدراج الرياح في ظل فشل دولتنا اليوم عن إدارة الأمور بالشكل المطلوب.

* * معاناة مستمرة

المواطنة ندى أحمد قالت تعبنا بسبب انقطاع الكهرباء المستمر ولساعات طويلة في ظل الحر الشديد بعدن، هذه الانقطاعات أثرت بشكل كبير على المواطنين، وخاصة كبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة كالقلب والضغط والسكري والربو وغيرها من الأمراض.

وأوضحت المواطنة ندى أن أبناء عدن ومحافظات الجنوب يعانون جراء الانقطاع المتواصل للكهرباء منذ أكثر ثماني سنوات وفي كل عام تزداد سوءا، مشيرة إلى أن الحكومة والمسؤولين لم يقوموا بواجبهم وتنصلوا على مسؤوليتهم تجاه المواطن.

* * خسائر كبيرة

أوضح نعمان محمد مالك بقالة أن أغلب المواد الغذائية كالدجاج واللحوم والآيس كريم وغيرها من المواد، التي تحتاج إلى برودة كبيرة، ونظرا لانقطاع الكهرباء لساعات طويلة تتلف وتفسد البضاعة وهذا الأمر يعرضني لخسائر كبيرة.

وأضاف نعمان من الصعب تشغيل الثلاجة بالمولد لعدم تحمله لقوتها، وأيضا ارتفاع سعر البترول، وللأسف لم تقم الحكومة بأي حلول ومعالجة لإنهاء أزمة الانقطاع التي تزداد يوما بعد يوم وخاصة في فصل الصيف.

* * وضع مترد

المعلمة تلال علي أوضحت في حديثها "لعدن لنج " أن وضع الكهرباء أصبح مترديا جدا، ونحن مقبلون على عام دراسي جديد، واعتقد أنه سيكون عام متعب على الطلاب، نتيجة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة إضافة إلى ازدحام الفصول الدراسية التي تكتظ بالطلاب، دون وجود حتى مروحة واحدة للتبريد والتخفيف من الحر الشديد.

وأشارت المعلمة تلال إلى أن نتيجة الحر الشديد لا يستطيع الطلاب استيعاب الشرح وكد المعلم لا يقدم الدرس بالشكل المطلوب ولا يستطيع إيصال المعلومة الكاملة للطلاب.

واختتمت المعلمة تلال على حديثها بالقول للأسف هذا حال الطلاب في كل عام في فصل الصيف، مع استمرار انقطاع الكهرباء، ونأمل من الحكومة والجهات المختصة بإيجاد حل جذري لإنهاء هذه المعاناة.

* * الديزل المغشوش

المواطن فهد محمد أشار إلى منذ أسابيع وساعات انقطاع الكهرباء يزداد الانقطاعات حيث وصلت إلى سبع ساعات انطفاء مقابل ساعتي تشغيل، بحجة أن الديزل في محطات الكهرباء رديء ومغشوش حيث إن جميع المحطات غطت سماء المدينة بالدخان الأسود، وأسباب أخرى منها نفاذ الديزل.

وأوضح فهد لا أدري لما هذه الأسباب تظهر فقط في فصل الصيف وخاصة في أيام اشتداد الحرارة، مشيرا إلى لماذا لا يتم توفير الديزل إلى المحطات قبل نفاذه ولماذا لا يتم فحص الديزل قبل سكبه في المحطات.

وفي ختام حديثه قال نريد من الحكومة تقوم بدورها وإيجاد حلول جذرية وإنهاء أزمة، ولا نريد وعودا واهية تذهب أدراج الرياح.