تحليل: في الذكرى التاسعة لانطلاق عاصفة الحزم، أين نجحت وأين أخفقت؟

عدن لنج / ثابت حسين صالح

في الذكرى التاسعة لانطلاق "عاصفة الحزم"، أين نجحت وأين أخفقت؟
في الذكرى التاسعة لانطلاق عاصفة الحزم صبيحة يوم 26 مارس 2015م...علينا أن نستخلص بقراءة موضوعية، أهم عوامل نجاحها واخفاقها.
جاء قرار انطلاق عاصفة الحزم في وقته كضرورة ملحة لوقف التمدد الايراني في المنطقة الذي يعني احتلال الأرض وهتك العرض وافساد العقيدة وزرع الفتن وزعزعة الأمن والاستقرار.
سارت مرحلة انطلاق العاصفة وفقا لفنون التكتيك العسكري، وخاصة استخدام عناصر المفاجأة والمباغتة والسرعة والتركيز على ضرب أهم الأهداف العسكرية الاستراتيجية.
1- تمكن طيران التحالف العربي من تدمير أو تحييد الطيران اليمني وجزء كبير من الصواريخ والدفاع الجوي، والسيطرة الجوية والبحرية...
2- تقديم الدعم اللوجستي للمقاومة الجنوبية وللمقاومة الوطنية في الشمال بل ومشاركة طلائع من القوات الاماراتية في تحرير عدن ومن ثم العند وابين باستثناء مكيراس، واجمالا أصبح الجنوب محررا عسكريا على ايادي المقاومة الجنوبية ودعم التحالف، وتم تحييد المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت...
3- تحرير الساحل الغربي وصولا إلى الحديدة، بل ودعم وتحرير عدد من محافظات الشمال كتعز ومارب والبيضاء والجوف.
عاصفة الامل:
غير إن اتخاذ القرار بإنهاء عاصفة الحزم وبدء عملية "إعادة الأمل" قد ترافق
مع الإخفاق شمالا واطالة أمد الحرب وفشل سلطة الشرعية في الجنوب.
لكن قبل الحديث عن ذلك من المفيد أن نذكر بأن الحوثيين قد ساعدتهم بعض العوامل:
١)استيلائهم على كل مقدرات الدولة وعتاد جيشين (الشمال والجنوب منذ حرب 1994م).
٢)تحالفهم لفترة طويلة مع الرئيس الأسبق الراحل علي صالح، ومن ثم الاستيلاء على كل قوته العسكرية والمالية والإعلامية.
٣)دعم إيراني لا محدود وبأسلحة وخبرات نوعية.
٤) القيادة الواحدة وبالأصح القائد الأوحد وفق عقيدة دينية وطاعة عمياء.
عوامل خارجية:
مثل الحوثي منصة ارتكاز ليس لإيران فقط ولكن لدول عظمى لتوظيفه في خدمة استراتيجيتها في المنطقة العربية.
-سمح له بالتمدد جنوبا، بل كانت هذه الدول تسارع لمنع هزيمته، والسماح لإيران بمده بالأسلحة الاستراتيجية والنوعية والخبراء دون اي اعتراض.
-وقف تحرير الحديدة وهذا الحدث مكن الحوثي من استخدام نافذة بحرية حيوية تحت غطاء اممي ودولي.
-السماح لدول في المنطقة بتوفير نقطة اتصال وأطلال للحوثي على العالم وعبرها يتم إمداده بالسلاح.
-السماح أو التغاضي عن تهديد الحوثيين لجيرانه والسماح له بضرب منشآت اقتصادية مؤثرة وهذا ضمن عمليات الضغط على تلك البلدان لمقايضات ومساومات في أمور أخرى
أما عوامل إخفاق التحالف والشرعية فيمكن ذكر ابرزها:
1-هيمنة حزب الإصلاح الإخوانية على الوضع في الشمال وسعيه لإطالة أمد الحرب بهدف توريط المملكة والإمارات واستنزافها وابتزازها، والتهيئة لقيام دولة الخلافة الإسلامية على أنقاضهم.
2-ضعف وفساد سلطة الرئيس السابق هادي.
3-سوء إدارة الحرب ومعها قيادة المعركة بالاعتماد على الضربات الجوية فقط وعلى معلومات واحداثيات غير دقيقة بل ومضللة.
4-السماح ببقاء قوات المنطقة العسكرية الاولى لتوفير خط امداد آمن لسلاح الحوثي.
-كانت الشرعية وخاصة جناحها الشمالي احد اسباب تقوية الحوثي لأنها حولت البوصلة جنوبا بدل انشاء مقاومة شمالا.
-عدم تسليح الجنوب بأسلحة موازيه لما يملكه الحوثي.
في الموضوع القادم إن شاء الله نحاول الإجابة على السؤال الملح: وماذا بعد؟
باحث ومحلل سياسي وعسكري