المليشيات الحوثية تحمي نفسها بألغام فتاكة تقتل السكان
تواصل المليشيات الحوثية، تشكيل خطر وجودي ضد السكان على صعيد واسع من خلال توسعها في زراعة الألغام الت...
لا تزال الأزمة اليمنية تشهد تعقيدات عديدة، في ظل جهود دولية وأممية لتحقيق السلام في البلاد، لم تثمر عن أية نتائج في ظل تعنت مليشيات الحوثي ورفضها لمبادرات إنهاء الأزمة.
غير أن الخيارات المتاحة أمام إيجاد حل للحرب الحوثية في اليمن لا تزال قائمة، ومن ذلك ما أعلن عنه المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مؤخرا، هانس غروندبرغ، والذي تضمن التوجه نحو الشرق؛ لإحياء جهود السلام في اليمن.
دور بالغ الأهمية
غروندبرغ أعلن من العاصمة الصينية أن دور بكين يظل على نفس القدر من الأهمية، كما كان في أي وقت مضى، لدعم جهود الوساطة التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن، معتبرا أنه “أمر بالغ الأهمية”.
وقال المبعوث الأممي إنه على اتصال وثيق مع نظرائه الصينيين، لبناءً علاقة قائمة على الثقة والصراحة، وهي علاقة ستؤدي إلى نتائج حقيقية، متطلعا إلى استمرار دعم الصين لجهود الوساطة التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن.
وأشار غروندبرغ إلى أن الصين كانت منذ فترة طويلة داعمًا قويًا لتسوية سياسية للنزاع في اليمن، آملا أن يستمر صوت الصين في دفع ذلك الحل وأن يستمر سماع هذا الصوت، باعتبار أن دور الصين يظل مهمًا كما كان دائمًا، ليس فقط من أجل الوساطة الأممية، ولكن أيضًا من أجل الشعب اليمني.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الصين هي إحدى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وبالتالي، فهي تحمل صوتًا مهمًا داخل مجلس الأمن، بحسب غروندبرغ.
وأكد أن التزام الصين تجاه اليمن يعود إلى عقود عديدة، بل إلى أكثر من نصف قرن، من خلال المساهمة الحاسمة التي قدمتها الصين في أوائل الخمسينيات في بناء الطريق، الشريان الحيوي، الذي يربط ميناء الحديدة مع صنعاء.
ولفت إلى أنه تم إنشاء هذا الطريق بفضل المساهمة الصينية، وقد فقد العديد من عمال البناء الصينيين حياتهم أثناء بناء هذا الطريق. لذا فإن مشاركة الصين في اليمن تعود إلى عدة عقود.
مذكرا بما قامت به بكين في استضافة اجتماع مهم للغاية، أدى إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية، وهذا ليس إنجازًا صغيرا، معتقدا أن استئناف العلاقات أمر بالغ الأهمية، بما يصب في خدمة القضية اليمنية.
فرص نجاح الوساطة الصينية
محللون وخبراء يمنيون، تحدثوا عن قدرة الوساطة الصينية في حلحلة الأزمة اليمنية، بحكم امتلاكها قنوات تواصل مع كل الأطراف في اليمن، لتحريك جهود الوساطة لإنهاء الأزمة.
المحلل السياسي اليمني أدونيس الدخيني، قال: إن “بكين أبقت طول السنوات الماضية قنوات الاتصال مفتوحة مع كل الأطراف وامتلكت علاقة معها لكنها لم ترقَ إلى حد التعويل على إمكانية الضغط على الحوثيين في ملف التسوية السياسية باليمن”.
وأضاف: “شاهدنا على سبيل المثال أن الصين لجأت إلى إيران غداة هجمات مليشيات الحوثي على الملاحة الدولية، وطالبتها بالضغط على الحوثيين لإيقاف الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن، كما كشف تقرير نشرته وكالة رويترز قبل أشهر.
لم تضغط هي، وبالتالي، استبعد وصول الدور الصيني المرتقب إلى حد المساهمة في دفع المليشيات الحوثية إلى طاولة المفاوضات، مشيرا إلى أن العلاقة بين الجانبين يمكن اعتبارها محدودة، بحسب الدخيني.
ولفت إلى أن أساس توقف المفاوضات هو ذهاب مليشيات الحوثي إلى جولة تصعيد في البحر الأحمر، وهذا التصعيد لم توقفه المليشيات ذاتها عندما طلبت بكين قبل أشهر.
وأوضح الدخيني أن هناك دولا إقليمية تملك تأثيرا أكبر من بكين على الحوثيين، ومع ذلك لم تستطع الضغط على الأخيرة، وعليه، لن يخرج الدور الصيني عن عادته في دعم مهمة الوسيط الدولي إلى اليمن في مجلس الأمن الدولي.