مؤسسة العون للتنمية تدشن فعالية منتدى تضامن للتنمية 2024
دُشن صباح اليوم بمدينة المكلا، فعالية منتدى تضامن للتنمية 2024، الذي تنظمه مؤسسة العون للتنمية...
تتسبب مياه السيول الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة في اليمن، بجرف الألغام والعبوات الناسفة والذخائر غير المتفجرة إلى مختلف المناطق الآمنة، لتتحول تلك المناطق من مربع آمن إلى قنبلة موقوتة، وتهديد حقيقي يستهدف حياة المواطنين.
في هذا الصدد، أفاد مشروع "مسام" لنزع وتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، في بيان صحفي نشره الأربعاء الماضي بأن: "الكم الهائل من الألغام العشوائية والمموهة والمنتشرة في كل مكان، يجعل من سيول الأمطار سيناريو مخيفًا لكوارث محتملة".
وأضاف البيان، أن: "السيول تجرف كل ما في طريقها، لكن طريقها لم يعد آمنًا كما كان، وإنما بات مسرحًا لعلب مهلكة للحرث والنسل، وتنقلها بين ثنايا السيول يهلك كل من تمر به".
وعلى مدار الأسبوع الماضي الذي شهدت فيه العديد من المدن والمناطق اليمنية أمطارًا غزيرة تحولت إلى سيول جارفة، استطاعت الفرق الميدانية التابعة لمشروع "مسام"، نزع نحو 797 لغمًا وعبوة ناسفة غير متفجرة، وذلك وفق ما أعلنته غرفة عمليات المشروع في بيان لها أصدرته الأحد الفائت.
في غضون ذلك، وبالتزامن مع بدء هطول الأمطار هذا العام، أصدر المرصد اليمني للألغام بلاغًا تحذيريًّا، أهاب من خلاله بالمواطنين أخذ الحيطة والحذر من الألغام والذخائر، التي تجرفها مياه السيول إلى المناطق المأهولة ومحيط مخيمات النزوح.
وأشار المرصد اليمني، إلى أن "الأعوام السابقة سجَّلَ عددٌ من المحافظات اليمنية المختلفة حوادث متفرقة جراء انفجار الألغام وذخائر أخرى في مناطق كانت آمنة، تحوّلت إلى مُهددة للحياة بعد أن جرفت مياه السيول إليها الكثير من الأجسام الخطيرة".
بدوره، أفاد المدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام فارس الحميري، في حديث مقتضب لـ"إرم نيوز"، بأن: "الألغام التي جرفتها السيول من الصعوبة التخلص منها بسهولة، وأن الأمر بحاجة إلى وقت طويل، وجهد كبير".
وأشار الحميري، إلى أن الصورة ما زالت غير واضحة بخصوص عدد الضحايا الذين تعرضوا لانفجار الألغام التي جاءتهم إلى مواطنهم الآمنة، بسبب انجرافها مع مياه السيول، كون موسم الأمطار لا يزال مستمرًّا.
وبحسب شهادات حية، فقد انتهجت ميليشيا الحوثي في حربها على اليمنيين "سياسة غير أخلاقية"، حيث حرصت في كل مرة تشعر فيها بقرب زوال سيطرتها على أي منطقة أو مدينة، وفقدان زمام المواجهات القتالية فيها، على المسارعة إلى تفخيخها من خلال زرع المتفجرات والألغام في الشوارع والأحياء والطرقات والمساكن والمزارع وغيرها من المواقع.
وأوضح المدير التنفيذي للمركز الأمريكي للعدالة (ACJ) عبد الرحمن برمان، أن خطورة الألغام تتأتّى من بضع نواحٍ، أولاها: عدم تسليم ميليشيا الحوثي أي خرائط لمواقع الألغام التي زرعتها، حتى تُسهّل على الفرق الهندسية إزالتها، خصوصًا في المناطق التي يوجد فيها مدنيون، التي انسحبت منها الميليشيا.
وتابع برمان في حديثه لـ"إرم نيوز": "أما الناحية الثانية، فإن كميات الألغام التي زُرعت في اليمن مهولة للغاية، ربما تتراوح بين 2 إلى 3 ملايين، وهذا يشكّل تهديدًا مستمرًّا لحياة اليمنيين، حتى إن توقفت الحرب، سينتج عن تلك الفرضية تواصل سقوط ضحايا الألغام وربما بأعداد مضاعفة، بسبب تنقلهم وتحركهم بأريحية أكثر.
وأضاف: "ناهيك عما تجرفه مياه السيول في طريق سريانها وجريانها من ألغام وعبوات تنقلها معها إلى مناطق آمنة، بين الأهالي والمواطنين ومخيمات النزوح وغيرها من المواقع"، لافتًا إلى أن "زراعة ميليشيا الحوثي للألغام تتم بطريقة ممنهجة، تستهدف المدنيين وليس العسكريين فقط، وذلك انتقامًا من اليمنيين أجمع"، مشيرًا إلى أنه وفق عملية رصد نفّذها المركز الذي يديره، قبل نحو عامين، تبيّن لهم زراعة ميليشيا الحوثيين للألغام داخل منازل المواطنين، وسجلت عدة حوادث انفجار داخل المنازل فور عودة ساكنيها ومالكيها من نزوحهم الإجباري الذي فرضه اجتياح ميليشيا الحوثيين لمناطقهم.
*قرن قادم من المعاناة*
وعرجّ مدير المركز الأمريكي، خلال حديثه، على جزئية مهمة ذُكرت في التقرير الصادر عنه في أبريل/نيسان من العام 2022، عقب عملية الرصد التي أجراها برفقة فريقه في المركز، عن زراعة الألغام في اليمن، إذ ذكر أنه أثناء إعدادهم للتقرير توجهوا باستفسار إلى خبراء دوليين مختصين في الألغام عن المدة الزمنية التي من المكن أن تستمر فيها فاعلية أي لغم وهو في باطن الأرض؟.
لتأتيهم وقتئذ الإجابة الصادمة، حدّ تعبيره، بأن فاعلية اللغم يمكن أن تبقى بين 70 إلى 90 عامًا، ما يعني أن اليمنيين سيظلون يدفعون ثمن هذه الجريمة التي ارتكبت بحقهم نحو قرن قادم من الزمان.