الصحفيين الجنوبيين تطالب رئيس الحكومة باحترام العمل النقابي
نددت نقابة الصحفيين الجنوبيين، بقرار رئيس الوزراء أحمد بن مبارك، بإلغاء قرار وزارة الشؤون الاجتماعية...
الذكرى السابعة لإعلان عدن...ثنائية الطموح والممكن
ثابت حسين صالح
تحدثنا في منشور سابق عن نشأة المجلس الانتقالي الجنوبي وأهمية هذا الحدث في مسار نضال شعب الجنوب من أجل استعادة وبناء دولته المستقلة وعاصمتها عدن، بعد فشل تجرية الوحدة مع اليمن وتحولها إلى احتلال للجنوب منذ ١٩٩٤/٧/٧م.
كما تطرقنا إلى أهم النجاحات والانجازات التي تحققت للجنوب بعد تحرير عدن ٢٠١٥م وبقية مناطق الجنوب تباعا.
واذا كان القارئ ينتظر منا أيضا أن نشير إلى أبرز الإخفاقات والسلبيات في نشاط المجلس...فإنه يجدر بنا أن نتحلى بقدر معقول من الموضوعية والإنصاف للتفريق بين الأخطاء والسلبيات وبين الصعوبات والتعقيدات، أي التفريق بين ماهو موضوعي (خارج إرادة المجلس) وبين ماهو ذاتي (ناتج عن أخطاء وقصور قيادي أو إداري).
حجم المعاناة التي يعاني منها ويكابدها الجنوبيون في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانهيار سعر صرف العملة جعلت البعض يستغل ذلك ليرمي بالمسؤولية الأولى بل والكاملة على المجلس الانتقالي وحده، بوصفه ممثل الجنوب في السلطة القائمة وشريكاً فيها.
أما الحقيقة فإن السبب الجوهري الأول كان وما زال هو نهج "التجريب والتقسيط والتأجيل والترحيل وسلق الحلول والتسويات" التي يسير عليها التحالف والمجتمع الدولي وبالطبع وقبلهم جميعا الجناح الشمالي في السلطة الذي لايرى اولوية له غير منع وتعطيل أي تحسن للأوضاع الاقتصادية والأمنية في الجنوب وما سيترتب على ذلك من ارتفاع مكانة وشعبية المجلس الانتقالي الجنوبي والصوت الجنوبي...
وهذه السياسة والممارسات المعادية لشعب الجنوب تلتقي مباشرة أو غير مباشرة وتدعم الحوثيين والجماعات الارهابية التي تكالبت جميعها على الجنوب والجنوبيين.
إذا نحن أمام معضلات خارجية بحكم الوضع العام لليمن تحت الفصل السابع وتحكم الرباعية المكونة من الولايات المتحدة وبريطانيا والمملكة والإمارات.
ولكي نكون أكثر دقة وشفافية فإن الأجندات الأمريكية والبريطانية هي الطاغية والضاغطة على التحالف وعلى الانتقالي معا.
وعلى الجانب الآخر تقف روسيا والصين اللتان تتنافسان حد الصراع مع أمريكا وبريطانيا، باستخدام الوكلاء وعلى قاعدة عدو عدوي صديقي وصديق عدوي عدوي.
لذلك كان على الانتقالي أن يتعامل بحذر شديد مع هذه السياسة المحفوفة بالمخاطر التي لا تحكمها أخلاق أو حقوق بل مصالح أنانية مفرطة.
الإشكالية الأخرى وهي طبيعية ومشروعة، إن جمهور وانصار الانتقالي كانت آمالهم أعلى بكثير مما أمكن تحقيقه.
وقد ساهم بعض المزايدين من جانبهم في تعميق هذا التناقض بين الطموح والممكن، من خلال رفع سقف الوعود والتباشير ونشر أخبار وتوقعات غير واقعية بهدف خلق هوة سحيقة بين القيادة والقاعدة، ومن خلال حملات التشويه المنظمة ضد قيادات المجلس الانتقالي بل وضد أي جهد مخلص وصادق يعمل لصالح الجنوب.
في ضوء قراءة كلمة الرئيس عيدروس الزبيدي في حفل الذكرى السابعة لإعلان عدن التي لامست الجرح الجنوبي والمعاناة المتصاعدة يمكن أن نستشف ونتوقع ليس فقط صمود شعب الجنوب وقيادته ، بل ونتوقع ايضا تصعيد هذا النضال بمختلف الوسائل والطرق.
هذا سيكون لب وجوهر مقال قادم بإذن الله تعالى.