اعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي أول خطوة حقيقية في مسار استقلال الجنوب

عدن لنج / محمد الزبيري

افتقد الجنوب منذ سقوطه في 94 يفتقد لقيادة جنوبية حقيقية تعمل على توجيه الشعب الجنوبي الذي ظل ثائراً ومقاوماً وتوحيد جهوده وتسخيرها في مواجهة الاحتلال واستعادة الدولة الجنوبية.
ظلت الخلافات والتباينات والمصالح الشخصية حجر عثراء في طريق استقلال الجنوب رغم التضحيات الجسيمة والدماء التي سالت طوال ثلاثة عقود
ورغم الفاتورة الباهظة التي دفعها الشعب الجنوبي في مقاومة الاحتلال إلا أن النتيجة كانت مزيداً من الفرقة والشتات وتعدد المكونات التي ساهمت في تعميق الخلافات وإثارة التباينات.
كان الاحتلال قد قام بتفريخ عشرات المكونات التي تحمل أسماء جنوبية وتعمل على نشر الفتن والتخوين وإعادة نبش الماضي وإثارة الأحقاد بين ابناء الجنوب.
كان تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي نقطة تحول حاسمة في مسار القضية الجنوبية، حيث انتهت بتأسيسه مرحلة الشتات والتفرق، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العمل الموحد والتنظيم المؤسسي والدفع بالقضية الجنوبية خطوات كبيرة في طريق استعادة الدولة الجنوبية.
• تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي أفشل محاولات القضاء على القضية الجنوبية
جاء إعلان تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في وقت حرج لينقذ القضية الجنوبية من مؤامرات خطيرة تستهدف ابتلاعها والقضاء النهائي عليها.
سبب تشكيل المجلس صدمة قوية للقوى المحتلة والمعادية للجنوب، والتي كانت تهدف لاستعادة السيطرة عليه رغم التضحيات التي قدمها شعب الجنوب والانتصارات الكبرى التي حققتها المقاومة الجنوبية في مواجهة مليشيات الحوثي.
ولأن مصالح هذه القوى أصبحت مهددة بتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي فقد توحدت على هدف واحد هو محاولة القضاء على المجلس وكان هذا الهدف محل إجماع كل القوى المحتلة سواء الحوثيين أو القوى المنضوية تحت مسمى الشرعية.
• بناء القوات المسلحة الجنوبية لردع أعداء الجنوب
أثبتت التجارب والأحداث التاريخية أن تحرير الدول وطرد المحتلين لن يتم إلا بقوة رادعة تجبر الاحتلال على المغادرة وتنتزع الاستقلال بقوة السلاح.
لهذا كان بناء القوات المسلحة الجنوبية من أولى اهتمامات المجلس الانتقالي الجنوبي والذي أيقن أن بقاؤه مرهون ببناء قوة عسكرية تعمل على مواجهة اعداء الجنوب.
بعد سبع سنوات من تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي نمتلك اليوم جيش جنوبي أثبت من خلال الانتصارات العظيمة التي حققها في مواجهة الحوثيين والتنظيمات الإرهابية أنه سور الجنوب الواقي والدرع الحصين.
بفضل الله ثم الجيش الجنوبي استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي تثبيت وجوده، وضرب كل المؤامرات التي تحاك ضد الجنوب، وما تزال جبهات الضالع وكرش ومكيراس مشتعلة لكن دون أن يتقدم الحوثيون شبراً واحداً رغم الخسائر الهائلة التي دفعوها في الأرواح والمعدات في محاولات يائسة لاجتياح الجنوب.
• دحر تنظيمات الإرهاب والتطرف من أراضي الجنوب
قبل تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي عمل نظام الاحتلال على زرع التنظيمات الإرهابية في الجنوب، وقدم لها كل أشكال الدعم ووفر لها الملاذات الآمنة، وساعدها على الانتشار وتنفيذ عملياتها الإرهابية والإجرامية ضد شعب الجنوب.
اليوم وبفضل القوات الأمنية الجنوبية التي أعاد المجلس الانتقالي بناءها وحرص على توفير أعلى درجات التأهيل والتدريب لها، أصبحت أغلب المحافظات الجنوبية آمنة ومستقرة، وتلقت التنظيمات الإرهابية ضربات موجعة أفقدتها القدرة على تنفيذ جرائمها الإرهابية، ووقع الكثير من قيادات وأعضاء التنظيمات الإرهابية في قبضة قوات الأمن الجنوبية.
• تعزيز ثقافة التصالح والتسامح في الجنوب
كان تعزيز ثقافة التصالح والتسامح أهم أهداف المجلس الانتقالي الجنوبي مسخراً كل الإمكانيات لطي صفحات الماضي وفتح صفحة جديدة تقوم على أساس المواطنة المتساوية وضمان العدالة والحرية والمساواة لكل مواطن جنوبي.
شكل المجلس الكثير من اللجان المختصة بالحوار الجنوبي الجنوبي، وقد أكد الرئيس الزبيدي أن الجنوب لن يكون إلا لكل وبكل ابناؤه مبدياً استعداد المجلس الجنوبي للذهاب لكل دول العالم من أجل الحوار مع القيادات الجنوبية في أماكن تواجدها إذا لم ترد العودة للعاصمة عدن.
بفضل ثقافة الانفتاح على الآخر، وتبني المجلس الانتقالي لثقافة القبول بالاختلاف والتنوع وتعدد الآراء أعلنت الكثير من المكونات الجنوبية والقادة الجنوبيون انضمامهم للمجلس وأصبح المجلس الانتقالي الجنوبي مضلة جامعة لكل المكونات والتيارات المؤمنة باستقلال الجنوب.
كان للنهج التحاوري وثقافة التسامح التي انتهجها المجلس أثراً كبيراً في طمأنة المواطن الجنوبي وتأكد الشعب أن المجلس الانتقالي يسير بخطوات ثابتة نحو بناء دولة فيدرالية تتجاوز كل أخطاء الماضي وتعمل على معالجة الأخطاء التي رافقت مسيرة الدولة الجنوبية منذ الاستقلال.
• الوقوف في وجه المد الفارسي
وقف المجلس الانتقالي الجنوبي بكل قوة في وجه المشروع الفارسي الذي يهدف لزعزعة أمن واستقرار الدول العربية وزرع المليشيات الشيعية المتطرفة التي تنفذ أهداف إيران.
فشلت المليشيات الحوثية في اسقاط الجنوب والسيطرة على العاصمة عدن وإعلانها كخامس عاصمة عربية تسقط في يد إيران بعد بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت.
في الجنوب تلقت إيران أول هزيمة ساحقة، وكان هذا النصر الجنوبي إعلان صريح بانتماء الجنوب للمشروع العربي ورفض الشعب الجنوبي وقيادته مخططات تمزيق الوطن العربي وإغراقه بالصراعات المذهبية والطائفية.
يحكم الحوثي اليمن الشمالي بالحديد والنار ويمارس كل صنوف القهر والإرهاب والظلم بحق الشعب اليمني، مكرساً ثقافة الاقصاء والتهميش وتغيير الهوية اليمنية وفرض المذهب الشيعي في اليمن، لهذه الأسباب تجد الشعب الجنوبي أكثر تمسكاً بالمجلس الانتقالي الجنوبي وقيادته.