بتفويض الشعب.. المجلس الانتقالي الممثل الشرعي للجنوب

عدن لنج / محمد الزبيري

في الرابع من مايو 2017 خرج الشعب الجنوبي في حشد مليوني مفوضاً القائد عيدروس الزبيدي لتشكيل كيان سياسي يعبر عن تطلعات الشعب الجنوبي وحقه في تقرير مصيره واستعادة الدولة الجنوبية التي دخلت في وحدة طوعية مع جمهورية اليمن الشمالية بدوافع قومية وعربية واعتقاداً من قادة وشعب الجنوب أن الوحدة ستكون بين الدولتين ستكون طريقاً للتنمية والازدهار وفرصة لبناء نظام ديمقراطي قائم على التعددية السياسية، ومؤسسات يحكمها النظام والقانون واحترام الدستور، قبل أن يتفاجأ الجنوبيون بغدر شركاء الوحدة ونيتهم المبيته في اسقاط الجنوب وتدمير مقومات الدولة الجنوبية وهو ما حدث في صيف94 باجتياح نظام اليمن الشمالي مسنوداً بالقوى الدينية والقبلية واسقاط دستور دولة الوحدة وتحولها إلى احتلال ما زال جاثماً على أرض الجنوب حتى اللحظة.
كان قرار الوحدة متسرعاً ودون دراسة كافية ومعرفة بنظام اليمن الشمالي الذي يفتقد لأبسط مقومات الدولة.
وبموجب الإجماع الجنوبي والتفويض الكاسح للرئيس الزبيدي تم تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي ككيان سياسي يمثل الجنوب ويتبنى أهداف الشعب الجنوبي المطالب بعودة الدولة الجنوبية وطرد الاحتلال.
في هذا التقرير سنوضح لماذا خرج الشعب الجنوبي لتفويض الرئيس الزبيدي لتأسيس كيان ممثل للشعب الجنوبي، وتوضيح مسألة اختلاف المجلس الانتقالي عن الأحزاب والمكونات باعتباره مظلة جامعة تتشكل من مختلف أطياف ومكونات الشعب الجنوبية السياسية والحزبية والمجتمعية، كما نتطرق لمهام المجلس والأهداف الذي تأسس لأجل تحقيقها وانتهاء دوره بعودة الجنوب وتحقيق الاستقلال.
• حامل سياسي لقضية شعب الجنوب
تأسس المجلس الانتقالي الجنوبي بموجب تفويض كاسح كن مختلف أطياف ومكونات وشرائح الشعب الجنوبي للرئيس الزبيدي لتأسيس كيان سياسي يمثل الشعب في الجنوب ويعمل على استعادة الدولة الجنوبية على حدود ماقبل 22 مايو 1990.
استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي وخلال فترة وجيزة من فرض القضية الجنوبية وإعادتها للواجهة الإقليمية والدولية.
وبعد سبع سنوات أصبح المجلس الانتقالي الجنوبي يمتلك علاقات واسعة ولديه تواصل مع الكثير من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية وهو ما انعكس بالإيجاب على القضية الجنوبية من خلال تسليط الضوء عليها وتعريف العالم بمأساة شعب الجنوب وتفهم الدول الإقليمية والدولية لضرورة ايجاد حل للقضية بعد إقرار التحالف العربي والمجتمع الدولي بطرح المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أكد أن أي حلول تتجاهل القضية الجنوبية سيكون مصيرها الفشل.
*الانتقالي الجنوبي مظلة جامعة لمختلف شرائح الشعب*
تتشكل الأطر القيادية للمجلس الانتقالي الجنوبي من مختلف أطياف وشرائح المجتمع الجنوبي وكل مكوناته السياسية، الثورية، الاجتماعية، والمهنية.
حرص الرئيس الزبيدي على أن يكون المجلس الانتقالي ممثلاً حقيقياً لكل ابناء الجنوب، وعمل على ايجاد تمثيل لكل القوى الجنوبية في هيئات ودوائر المجلس الانتقالي واستيعاب الجميع من المؤمنين بقضية الجنوب بمختلف انتماءاتهم السياسية والفكرية.
تحول المجلس الانتقالي بفضل هذا التنوع السياسي والاجتماعي والثوري مظلة جامعة للقوى الجنوبية ورافعة سياسية حظيت بإجماع شعب الجنوب لتحقيق الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية.
*المجلس الانتقالي إطار وطني
المجلس الانتقالي الجنوبي ليس حزب ولا مكون سياسي أو اجتماعي له مشروع سياسي خاص بأعضائه ومنتسبيه، فالمجلس الانتقالي إطار وطني جامع يظم كل القوى الجنوبية المؤمنة بالتحرير والاستقلال وله هدف واضح ومحدد وهو تنسيق كل الجهود والقدرات صوب تحقيق أهداف وتطلعات الشعب الجنوبي، وصولاً إلى بناء مؤسسات الدولة الجنوبية المستقلة ثم ينحل كيانه المؤسسي وتنتهي مهمته، وتبقى الحرية لرموزه ومنتسبيه عقب ذلك في إعادة تنظيم أنفسهم وفق أي أطر سياسية طبقاً لدستور وقانون الدولة الجنوبية القادمة.
*بناء مؤسسي وفق الانتماء الجنوبي
البناء المؤسسي والتنظيمي في المجلس الانتقالي الجنوبي يقوم على أساس الانتماء والولاء الفكري والوجداني لأهداف وغايات المشروع الوطني التحرري الجنوبي وليس على الانتماء العضوي الذي يعتبر أساس بناء الأحزاب والمكونات.
*لم الشتات الجنوبي
جاء إعلان تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في وقت حرج لينقذ القضية الجنوبية من مؤامرات خطيرة تستهدف ابتلاعها والقضاء النهائي عليها.
سبب تشكيل المجلس صدمة قوية للقوى المحتلة والمعادية للجنوب، والتي كانت تهدف لاستعادة السيطرة عليه رغم التضحيات التي قدمها شعب الجنوب والانتصارات الكبرى التي حققتها المقاومة الجنوبية في مواجهة مليشيات الحوثي.
ولأن مصالح هذه القوى أصبحت مهددة بتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي فقد توحدت على هدف واحد هو محاولة القضاء على المجلس وكان هذا الهدف محل إجماع كل القوى المحتلة سواء الحوثيين أو القوى المنضوية تحت مسمى الشرعية، ومحاولة احتواء القضية الجنوبية وابقاء الشعب الجنوبي في حالة شتات وتمزق من خلال تمييع القضية وتمرير حلول منقوصة لها بما يضمن مصالح مراكز قوى صنعاء واستمرار احتلالها ونهبها للجنوب، لكن كل هذه المؤامرات فشلت أمام تلاحم الشعب الجنوبي والتفافه حول قيادته.
*الالتفاف حول قيادة المجلس الانتقالي
المرحلة الراهنة التي يمر بها الجنوب ووسط الحديث عن اتفاقيات وحلول تنهي الحرب المستمرة منذ تسعة أعوام ومع ظهور مؤشرات على سعي بعض دول التحالف العربي على فرض حلول تضمن مصالحها فقط وتتجاهل مصالح الشركاء ومنهم الجنوب والذي تحاول بعض الدول اعادة تسليمه لباب اليمن ثمناً لاتفاق يضمن مصالحها يجب على كل مواطن جنوبي الالتفاف حول القيادة الجنوبية برئاسة الزبيدي والاستعداد لمواجهة أي حلول أو مشاريع لا تلبي رغبات وتطلعات الشعب الجنوبي وحقه في استعادة أرضه ودولته الجنوبية.