مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بعدن ينظم مؤتمراً خاصًا حول إدارة حالة الطفل
نظم مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بعدن، ممثلًا بإدارة الدفاع الاجتماعي، بالتعاون مع منظمة الأمم المت...
عقب النجاحات الكبيرة التي حققها الفيلم العدني "المرهقون" في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية والعربية، تم عرض الفيلم في مركز (منارة السعديات) في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وتابعه عدد من الجمهور العربي والأجنبي، الذي خرج بانطباعات إيجابية حول أحداث الفيلم والتي ترجمتها قصة واقعية وقعت تفاصيلها لإحدى الأسر الفقيرة في مدينة عدن نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية، وما خلفته الحرب من تداعيات سلبية عكست نفسها على الوضع الاجتماعي العام في البلاد.
تتمحور قصة الفيلم حول زوج وزوجة لديهم ثلاثة أطفال، فقدا وظيفتهما بسبب الأزمة الاقتصادية في البلاد، وتكشف الزوجة عن حملها الرابع في هذا الوقت الصعب الذي لا يستطيعان فيه تحمل تكاليف تربية طفل أخر.
"............" ترصد انطباعات عدد من الصحفيين والمهتمين الأجانب الذين حضروا لمتابعة الفيلم.
مشاهدة ما خلف أسوار البيوت
مواطن فرنسي يدعى "إيتان" وصف الفيلم بالرائع من حيث التصوير والإخراج على الرغم من شحة الإمكانات، وما خلفتها ظروف الحرب.
وقال: "إن الفيلم نقل تجربة واقعية مؤلمة وقاسية، كما أنه نقل الصورة الحقيقية من داخل بيوت الأسر الفقيرة التي عايشنا من خلال الفيلم تجاربها المريرة التي أثرت فينا بشكل خاص كمواطنين أجانب".
وأضاف: "نحن شاهدنا الكثير من الأعمال العربية، التي غالبا ما تنقل لنا مشاهد من الشارع، لكن هذا الفيلم جعلنا أيضا ننتقل إلى داخل بيوت الناس لنشاهد طبيعة الظروف الصعبة التي يعايشونها في منازلهم".
شعرت بمعاناة المرأة الفقيرة
وتحدثت المواطنة الفرنسية وتدعى "كلاريس"، حرصت على المجيء خصيصا إلى هذا العرض لمشاهدة الفيلم المستوحاة من قصة واقعية، تفاصيلها مست وجداني، وأجهشت بالبكاء وأنا أشاهده بتمعن كبير كونني امرأة شعرت بمدى الألم التي مرت به هذه الأم (بطلة الفيلم)، وبدأنا ندرك مدى صعوبة وخطورة ما تواجه العائلات في المجتمعات الفقيرة، كون هذه القضايا لم تكن مألوفة في المجتمعات العربية المحافظة".
وأشارت إلى أن ظروف الحرب، وما تخلفه من أثار اقتصادية سلبية لاسيما في المجتمعات النامية، كفيلة ببروز مثل هذه القضايا الخطيرة، لذلك مازلنا نطالب بوقف الحروب في كل أنحاء العالم ونشر السلام والاستقرار لأن دائما ما تكون ضحية هذه الحروب هي الشعوب، والأسر الفقيرة هي من تدفع ثمن حياتها، وتقبع ما بين سندان الواقع المؤلم، ومطرقة الفقر المدمر".
الفيلم حقق أصداء جميلة
المواطن البريطاني "أوليفر" حرصت بالمجيء لمشاهدة هذا الفيلم، بعدما قمت بحجز مقعدي من على الموقع الرسمي لمكان العرض.
وعن سبب حرصه لمتابعة الفيلم، قال: "لقد سمعت عن مشاركته في مهرجانات مختلفة، وقد حقق أصداء جميلة ورائعة، وسمعت عنه الكثير من أصدقاء أوربيين تسنى لهم مشاهدته، وتحدثوا بإعجاب عنه، طبعا قادني الشغف لمشاهدته، وأعجبت به كثيرا لأنه يحاكي الواقع الذي يعيشه الكثير من اليمنيين بسبب الحرب، وتدهور الأوضاع الاقتصادية فيها".
وقال: "إن إعجابي بهذا الفيلم هو أنه نقل بالصوت والصورة ما كنا نقرأه عن الناس في اليمن، لكن هذا الفيلم لخص لنا الكثير من المواقف والتجارب القاسية والسئية التي يعانوها الناس في هذا البد الذي يعاني الكثير من الأزمات الطاحنة".
وأضاف: "هذا الفيلم مثل تجربة جريئة في تسليط الضوء على واحدة من القضايا التي تعتبر من القضايا المحظورة في المجتمع الذي تتسيده قواعد وتقاليد صعبة، يمنع تداول مثل هذا القضايا بدوافع دينية وأحرى مرتبطة بثقافة الأسرة اليمنية المحافظة"، بحسب تعبيره.
عدن كانت حاضرة في التفاصيل
وقال الصحفي جهاد محسن معلقا على الفيلم، بعيدا عن تعارضه مع الشرع والدين إلا أن ذلك لا يمنع من التطرق إلى قضية بالغة التأثير والخطورة الناتجة بسبب الفقر المدقع التي يعانيه الملايين من المواطنين في اليمن".
ووصف أحداث الفيلم بأنه يمثل تجسيد صادق لواقع مؤلم باتت تعيشه الكثير من العائلات التي كانت ضحية الأوضاع الاقتصادية في البلد، لاسيما وأنه يجسد أيضا حالة اليأس والقنوط الأسري التام الذي دفعها في التفكير في أمور لم تكن تخطر على بال أحد.
مضيفا: "بعيدا ما تناوله الفيلم من قصة مؤسفة حدثت بالفعل، وهي تعد واحدة من عشرات الحالات والقضايا التي مازلت مستورة، هو تركيز مخرج الفيلم عمرو جمال، على إبراز الصورة العدنية بكل تفاصيلها الأصلية من حيث اللهجة والهوية، ومعالمها الأثرية، وأحياءها الشعبية، وأزقتها وشوارعها العتيقة في المنطقة التاريخية كريتر التي تقطنها الأسر العدنية البسيطة".
وأكد في الختام: "إن للسينما والمسرح دور أساسي موازيا للدور الإعلامي في تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية ونقل الصورة الحقيقية بكل جرأة وشفافية لإيصال رسالة صريحة للرأي العام حول خطورة ما وصل إليه حال بعض الأسر من ضغوطات وتحديات يومية تعيشها كل لحظة وساعة من حياتها".
مشاهد نقلت التفاصيل المؤلمة
وقال الصحفي محمد الكندي أن أكثر ما شد انتباه هي الحبكة الدرامية التي كانت جميلة من حيث إبراز التفاصيل الدقيقة لحياة الناس في عدن، ونقلت الصورة الطبيعية لما آلت إليه الأوضاع الاجتماعية والأسرية في مدينة عدن التي عكست نفسها بصورتها القاسية على المواطن العادي.
لافتا: إلى "إن قصة الفيلم لها بعد إنساني خطير، وهي تجسيدا لواقع مؤلم تعيشه الأسر، وربما تكون واحدة من أكثر القضايا ايلاما التي جرى تناولها بوضوح وشفافية على الرغم من الظروف الصعبة التي واجهها فريق العمل، باعتبار السينما تنقل الواقع المعيشي للناس على طبيعته، وهو دور أساسي تلعبه السينما في نقل الوقائع والقضايا الاجتماعية التي قلما تغيب عن وسائل الإعلام".
الفيلم هو تلخيص لما نعانيه
يقول المواطن باسل الزامكي الذي حضر لمتابعة الفيلم، حقيقة ما لمسته في الفيلم من حوارات بين أبطاله وبلهجة العدنية العامة، كأنه كان يحاكي تماما الحديث الذي يدور في أوقات مختلفة بيني وبين عائلتي، وهو تلخيص كامل لما نعانيه فعليا سواء في بيوتنا أو حتى في مجتمعنا من تجارب واقعية ومعاناة يومية.
مختتما: "إن هذا العمل أضفى شيئا من الخصوصية العدينة، ممثلة بملامحها الاجتماعية والإنسانية، والحفاظ على لهجتها الشعبية التي باتت تنكمش خلال الثلاثة العقود الماضية، كما ساهم بالنهوض بالأعمال المسرحية والسينمائية لمدينة عدن منبر الثقافة والريادة، بعد حالة الركود الذي أصاب المسرح والفن في هذه المدينة الأصيلة فنا وتراثا وتاريخا وإنسانا".