تحليل : للصبر حدود

عدن لنج / ثابت حسين صالح

أثارت الرسائل الواضحة والقوية والحاسمة التي وجهها الرئيس عيدروس الزبيدي خلال اجتماعه الثلاثاء الماضي بعدد من أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، ورؤساء الهيئات بالمجلس، ووزراء المجلس في الحكومة...أثارت ارتياحا شعبيا كبيرا.
مرد هذا الارتياح في تقديري يعود إلى عدد من الأسباب أهمها:
أولا: وضوح هذه الرسائل التي أعلن فيها الزبيدي "أن استمرار الوضع القائم لم يعد مقبولا، والمجلس الانتقالي الجنوبي لن ينتظر إلى ما لانهاية تجاه فشل الحكومة وعجزها، واستمرار تدهور الأوضاع المعيشية، ووصولها إلى حد فاق قدرة أبناء شعبنا على الصبر والتحمّل".
وأضاف الرئيس:" المجلس الانتقالي، كيان سياسي من شعب الجنوب وإليه، ولن يكون أبداً بعيدا عن معاناته، كما أن لديه من القدرة والشجاعة ما يكفي لتحّمل مسؤولياته الوطنية تجاه شعبنا".
ثانيا: الظرف الزمني والمكاني لهذه التصريحات في ظل تفاقم الاوضاع المعيشية والخدمية في مناطق الجنوب وبشكل خاص العاصمة عدن جراء السياسات ليس فقط الفاشلة للحكومة، فحسب، بل والمتعمدة انتهاج وممارسة سياسة العقاب الجماعي وتوظيف هذا الملف توظيفا سياسيا لئيما وخبيثا.
ثالثا: ثقة أبناء شعب الجنوب أن تصريحات الرئيس الزبيدي بالذات ليست للمزايدة السياسية أو للاستهلاك الإعلامي،بل تتسم بقدر كبير من المصداقية والجدية في اتخاذ قرارات والاقدام على إجراءات حاسمة لتخفيف معاناة الناس بكل الوسائل والإمكانات المتاحة...مهما كانت الضغوطات والتعقيدات.
لذلك يكون الرئيس قد وضع النقاط على الحروف وحسم الجدل الذي دار خلال الأسابيع الماضية، وتم استغلاله من قبل خصوم الجنوب، عن موقف المجلس الانتقالي ورئيسه من سياسات الحكومة في مضاعفة معاناة أبناء الجنوب.
وحملت تصريحات الزبيدي رسائل واضحة وقوية إلى كل من أبناء الجنوب (أن المجلس منهم واليهم ولن يكون إلا معهم).
والى الحكومة ومجلس القيادة : (أن الانتقالي ممثلا لشعب الجنوب وقائدا لنضالاته ومعبرا عن تطلعاته...لن يسمح باستمرار معاناة شعبنا جراء فساد وفشل ولؤم سياسات الحكومة والقيادة (الجناح الشمالي).
والى التحالف العربي: (أن شعب الجنوب ايمانا بوعيه المسؤول والناضج في دعم عمليات التحالف العربي شمالا بدماء ابنائه وبكل الوسائل المتاحة...قد طال انتظاره وصبره ويأسه وفقدانه لأدنى ثقة أو مصداقية لدى الجناح الشمالي في الشرعية انطلاقا من تجربة عملية قاسية خلال العشر السنوات الماضية).
وخلاصة الخلاصة أن على جميع الجنوبيين رص الصفوف والاستعداد لدعم وتأييد قرارات المجلس الانتقالي الجنوبي والتنسيق التكامل والتوحد تحت قيادة المجلس ورئيسه لمواجهة كافة التحديات والضغوطات والتداعيات.
هذه المرحلة تضع الجميع أمام إختبار مدى جديتهم وحرصهم على مصلحة الجنوب حاضرا ومستقبلا...ولم يعد هناك مجال للمزايدات والمناورات أو الوقوف في المناطق الرمادية بين مصلحة شعب الجنوب ومصلحة خصومه.