انتقالي العاصمة عدن يواصل الترتيب لإطلاق "مهرجان الأغنية العدنية الأول"
تواصل إدارة الإعلام والثقافة في القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالعاصمة عدن، الترتيب...
برعاية وزير المياه والبيئة المهندس توفيق الشرجبي ووزير الدولة - محافظ عدن أحمد حامد لملس، نظمت الهيئة العامة لحماية البيئة، اليوم، ورشة عمل بمناسبة اليوم العالمي للبيئة (5 يونيو 2024)، تحت شعار "أرضنا مستقبلنا.. معاً نستعيد كوكبنا"، والذي يركز على إصلاح الأراضي والتصحر والقدرة على التكيف مع الجفاف.
واستهل الورشة المهندس فيصل الثعلبي رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة، بكلمة أوضح فيها أن الاحتفال باليوم العالمي للبيئة بدأ من قبل كل دول العالم في العام 1973م عند انعقاد مؤتمر استكهولم للبيئة والذي أقر فيه الخامس من يونيو يوماً عالمياً للبيئة، وفي نفس العام تم تأسيس مرفق البيئة العالمي، حيث تحدد سنوياً إحدى الدول لاستضافة فعاليات يوم البيئة العالمي، يتم من خلاله استعراض المخاطر المحيطة بالبيئة، واتخاذ إجراءات سياسية وشعبية للحفاظ عليها.
وأضاف أن يوم البيئة العالمي تطور ليكون منصة عالمية لزيادة الوعي، واتخاذ إجراءات فعالة بشأن القضايا الضرورية، بدءاً بالتلوث البحري والاحتباس الحراري وصولاً إلى الاستهلاك المستدام والجرائم التي تمس بالحياة البرية.. مشيراً إلى أن العديد من الناس حول العالم يشاركون في هذا الحدث للعمل على تغيير العادات الاستهلاكية السائدة.
وتابع المهندس الثعلبي قائلا "وفي هذا العام 2024 أعلن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن يوم البيئة العالمي اتخذ شعارا للاحتفال تحت عنوان "استعادة الأراضي ومكافحة التصحر وتعزيز القدرة على التكيف مع الجفاف، والذي يرتبط بثلاثة أهداف رئيسية ضمن أهداف التنمية المستدامة، الهدف 6، ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع وإدارتها إدارة مستدامة، والهدف الثالث عشر اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره، والهدف 15 حماية النظم الإيكولوجية البرية وترميمها وتعزيز استخدامها على نحو مستدام. بناء عليه فقد صدر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة مجموعة من الرسائل التي من شأنها نشر المعرفة وزيادة الوعي لدى كافة شرائح المجتمع بهدف تحفيز الجميع وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في تفعيل دورهم المسؤول تجاه مستقبل الأرض والكوكب الذي لا نملك غيره، وبالتالي توجد مسؤولية مشتركة على الجميع قاطبة للعمل على حماية مستقبل الكوكب وما عليه من كائنات حية.. فالنظم الإيكولوجية في جميع أنحاء العالم معرضة للخطر، بدءاً من الغابات والأراضي الجافة ووصولاً إلى الأراضي الزراعية والبحيرات، حيث وصلت المساحات الطبيعية التي يعتمد عليها وجود البشرية إلى مرحلة الانهيار، الأمر الذي يندر بالخطر ولهذا السبب يركز اليوم العالمي للبيئة لعام 2024 على إصلاح الأراضي ووقف التصحر وبناء القدرة على التكيف مع الجفاف".
واستطرد المهندس فيصل الثعلبي رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة بالقول: "في كل عام يُفقد ما يقدر بنحو 12 مليون هكتار من الأراضي بسبب التدهور، مما يؤثر على إمدادات الغذاء والمياه في جميع أنحاء العالم. يتأثر نحو 55 مليون شخص بشكل مباشر بالجفاف كل عام، وتزيد المخاطر على الثروة الحيوانية والمحاصيل في كل جزء من العالم تقريباً".
وأكد أن تدهور الأراضي يؤثر على 3.2 مليار شخص، أو 40% من سكان العالم. فهو يضر بشكل غير متناسب بمن هم أقل قدرة على التكيف المجتمعات الريفية، وصغار المزارعين، والفقراء. ويمكن أن يؤدي تدهور الأراضي إلى خفض 12 مليون هكتار من الأراضي، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة تصل إلى 30% بحلول عام 2040".
وأكد الثعلبي "بحلول عام 2030، قد يجبر الجفاف وتدهور الأراضي والتصحر 135 مليون شخص على الهجرة إضافة إلى تفاقم أزمة المناخ. ويهدد تدهور الأراضي حقوق الإنسان في الحياة والصحة والغذاء والبيئة الصحية".
وأردف قائلاً "في البيئات الهشة، يمكن أن يؤدي تدهور الأراضي إلى تأجيج الصراع والعنف، بسبب النزوح على الموارد الشحيحة بين المجموعات المجتمعية المختلفة مثل المزارعين والرعاة".. مؤكداً "نحن في اليمن في ظل شحة المياه وتصحر الاراضي وانجراف التربة والتعرض لمخاطر التغيرات المناخية والفيضانات ماذا عملنا لمجابهة التصحر والجفاف؟ ما هي رؤية بلادنا المستقبلية؟ علينا أن نقف جميعاً وقفة جادة في هذا اليوم ونبحث عن كل سلبياتنا وإيجابياتنا في التعامل مع الطبيعة، فما زلنا نردم البحر ونقتل الحياة البرية النادة ونقتل الحياة البحرية النادرة ونحول الاراضي الزراعية إلى غابات إسمنتية.. أتمنى من كل من حضر اليوم توصيل رسالة هادفة بأن بلادنا ليس سوى أرض واحدة والتنمية المستدامة هي حق أجيالنا المستقبلية في العيش في ظروف أفضل من الحالية".
من جانبه تحدث وزير المياه والبيئة المهندس توفيق الشرجبي، مبيناً أن "الخامس من يونيو مناسبة غالية على قلوبنا جميعا، وهي اليوم العالمي للبيئة، الذي يأتي هذا العام تحت شعار "أرضنا مستقبلنا.. معاً نستعيد كوكبنا". إن هذا الشعار يحمل في طياته رسالة قوية تؤكد على أهمية البيئة والأرض والعمل المشترك لاستعادة كوكينا وحماية مستقبلنا".
واضاف الوزير الشرجبي قائلا "يركز اليوم العالمي للبيئة لهذا العام على قضية حيوية تمسنا جميعاً، وهي "استعادة الأراضي وتعزيز القدرة على التكيف مع التصحر والجفاف". إن التصحر والجفاف يمثلان تحديين كبيرين لليمن ويهددان سبل العيش واستدامة الموارد الطبيعية ويؤثران على الأمن الغذائي والمائي، وعلى صحة ونوعية حياة الملايين من حول العالم. فخلال السنوات العشر الأخيرة تعرضت اليمن للعديد من الأعاصير والفيضانات والكوارث الطبيعية والتي خلفت مادية وبشرية كبيرة".
وتابع "اليمن تصنف من ضمن الدول الأكثر هشاشة وعرضة للتغيرات المناخ، وأصبحت نتائج هذه الظاهرة نعاني منها يومياً جميعاً، فارتفاع درجات الحرارة وانخفاض المحتوى المائي في احواض المياه الرئيسية في الجمهورية وتصحر الأراضي وتغير المواسم الزراعية وانخفاض الغلة المحصولية للعديد من المحاصيل وارتفاع منسوب سطح البحر كل ذلك يمثل لنا العديد من التحديات".
وقال "نحن في وزارة المياه والبيئة ندرك تماماً خطورة هذه التحديات، ونعمل بجدية على تنفيذ استراتيجيات ومشاريع تهدف إلى استعادة الأراضي المتدهورة، وتعزيز القدرة على التكيف مع آثار التغير المناخي، وتحسين إدارة الموارد المائية. من بين هذه الجهود العمل على ايجاد مشاريع للتكييف وتحسين سبل العيش في العديد من المحافظات والريف اليمني، فمنها من بدأ في التنفيذ في سقطرى وحوف ومشاريع أخرى قيد الإعداد والتنسيق مع المنظمات الدولية، إضافة إلى ادراج مشروع لتحلية المياه في محافظة عدن كأولوية عاجلة".
وأضاف "ندعو جميع شركائنا في القطاعات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني، للمشاركة الفعالة في هذه الجهود، فالتعاون والتكاتف هما السبيل الوحيد لمواجهة هذه التحديات، وضمان مستقبل مستدام لأجيالنا القادمة".
وقال أيضاً"وفي هذا اليوم المهم، أود أن أشيد بجهود جميع العاملين في مختلف القطاعات والذين يكرسون وقتهم وجهودهم للحفاظ على بيئتنا واستعادة مواردنا. كما أوجه رسالة شكر وتقدير لكل مواطن يساهم في الحفاظ على بيئتنا من خلال تنفيذ ممارسات صديقة للبيئة في حياته اليومية".
واختتم الوزير الشرجبي بالقول "أود أن أؤكد أن استعادة كوكبنا وحمايته هي مسؤولية جماعية، تتطلب منا جميعاً العمل بجدية وإخلاص.. دعونا نتحد معاً تحت شعار "أرضنا مستقبلنا.. معا نستعيد كوكبنا"، ونعمل على بناء عالم أكثر استدامة ومرونة في مواجهة التحديات البيئية".
هذا وكان وزير الثروة السمكية والزراعة والري اللواء سالم القطري ألقى كلمة بهذه المناسبة أكد فيها أهمية الحفاظ على البيئة من خلال إصلاح الأراضي ووقف التصحر وبناء القدرة على التكيف مع الجفاف.
حضر الورشة نائب وزير الصناعة والتجارة سالم سلمان الوالي، ووكيل أول محافظة عدن محمد نصر شاذلي، وعدد من المهتمين بالشأن البيئي، بالإضافة إلى عدد من ممثلي وسائل الإعلام المختلفة.