انتقالي العاصمة عدن يواصل الترتيب لإطلاق "مهرجان الأغنية العدنية الأول"
تواصل إدارة الإعلام والثقافة في القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالعاصمة عدن، الترتيب...
روى الناشط الصحفي عبدالله فضل الحسام، تفاصيل محاولة إخفاء جريمة قتل بشعة في مديرية جحاف بمحافظة الضالع، ضحيتها شاب في مقتبل العمر، وكانت محاولة فبركة الحادثة من قبل أقارب الضحية.
وفيما يلي تفاصيل الحادثة كما أوردها الناشط الصحفي عبر حسابه على فيسبوك ...
كيف ضاعت الرحمة من قلوب الناس!!
قبل أيام وبينما كنت في إجازة عيدية، استفقت على خبر اتصال أحد الآباء من القرى المجاورة لقريتنا إلى قريتنا يستغيث متحدثًا عن قيام ابنه بطعن والدته، فذهب عدة شباب بسرعة جنونية، وكنت منتظر توضيح الخبر على أحر من الجمر، وبعد وصول الشباب، وجدوا الشاب قائمًا يصلي العشاء واستغرب مجيئهم وحديثهم عن "طعنه" لأمه، وأنه لم يحدث من هذا الأمر شيء، وأنكر الابن صحة ما قاله أبوه، وتهرب الأب من كلامه عن واقعة الطعن، وطلب من الشباب الجلوس عنده حتى يصل ابنه الآخر من عدن، وعند عودة الشباب استفسرت منهم فوجدت أنهم لم يتوصلوا إلى نتيجة عن ماهية ما حصل، وأن كل ما وجدوه حديث من الأب عن عراك حصل بينه هو وابنه، وحديث تارة عن قيام الولد بضرب اخته وليس أمه هذه المرة!.
لم يمر يومين حتى نستفيق على اتصال من الأب لأحد الأخوة يتحدث بلسانه عن قيامه بذبح ابنه، ويحشد الناس للذهاب إلى المقبرة لتجهيز حفرة لدفن ابنه!.
لاحقًا تم فبركة قصة تفيد بأن الولد كان في عراك مع أخيه الأكبر منه، فسقط على صخرة ومات، وهو أمر لم يصدقه عقل، وبسرعة جرى دفن الجثة على أمل أن تدفن معها القضية ربما.
لاحقًا وبجهود مدير أمن جحاف قُبض على والد الضحية وتبين أن أخ المجني عليه هو من قام بضرب عنق أخيه بفأس حاد ربما بمساعدة الوالد وربما آخرين حسب ما تم تداوله، وهناك حديث عن أن الجريمة تمت بينما كان الضحية يصلي الظهر، وهو شاب مشهود له بالالتزام.
بقدر ما أخافتني بشاعة الجريمة، أخافني ذلك الإجماع المخيف من أقرباء الضحية وأقرباء الأقرباء في تلك القرية على إخفاء الحقيقة، واستنفارهم في وسائل التواصل لقمع كل من يتحدث عن حقيقة ما جرى وإطلاق الوعيد والتحذيرات بالمحاكمة، تحت شعار هل كنت موجود أثناء الواقعة، والسعي لجعل الناس تصدق رواية صيغت بطريقة تظهر كم أن مختلق الرواية والمخطط لها شخصًا فاشلًا ومتمرسًا على الكذب بلا خجل، وربما يسعى لتوريط الأسرة فيما هو أبعد من الجريمة نفسها، دونما إدراك لتبعات هذا الإنكار وأننا في القرن ال21 ويسهل التحري واكتشاف الحقيقة ولا يمكن دفنها ! !.
حتى الأخ الذي اعترف الأب أنه من نفذ الجريمة، وبدل من أن يُغشى عليه من هول قتل أخيه هرول إلى الواتساب ليكتب رواية مغايرة تمامًا لواقعة تصفيته لأخيه، ويلوم ويحذر كل من يكتب أو يتحدث عن الحادثة بغير رواية الأهل، ربما عملًا بنصيحة مختلق رواية السقوط!.
أقسم بالله أنه ورغم مرور أكثر من عشرة أيام على الجريمة وبالرغم من وقوعنا بمأساة رحيل الأخ والصديق العزيز علي قايد صالح بصاعقة رعدية، بعد الجريمة بأيام إلا إن تلك الجريمة لاتزال الهاجس الأول والمأساة الكبرى التي أخشى أن يطالنا جميعًا غضب الله وسخطه بسببها.ذ
لازال السؤال يراودني هل في الكون من إذا قتل أخاه - أيًا كان جرمه - يقوى على حمل جنازته إلى القبر دون أن يسقط مغشيًا عليه، أو يصاب بأزمة نفسية على الأقل، وهل هناك أب يرى ابنه – حتى ولو كان عاصيًا جدًا - يُقتل ثم يقوى على حمل الهاتف ويجري اتصالات ويقوى على التحدث عن الواقعة ويسعى لدفن ولده بسرعة، وهل هناك مجتمع بأكمله يمكن أن يتستر على جريمة قتل، ويٌجمع على تداول رواية تم فبركتها وهو يعلم أنها كاذبة!!.
يعلم الله لم تكن لي علاقة صداقة بالضحية وربما مر أكثر من سبع سنوات على لقائي به، لكن الواقعة آلمتني كثيرًا، وآلمني ذلك الإجماع على التزييف الكاذب للواقعة وقتل الحقيقة ودفنها مع الضحية..
رحمة الله تغشاك أيها النبيل..
اللهم إنا نبرأ إليك مما صنع هؤلاء..
عبدالله فضل الحسام