قالت طبيبة وباحثة اكاديمية "مع أنه يجمع الأطباء والفقهاء بأن مرض السكري بنوعيه الأول والثاني هو عذر طبي مقبول لإعفاء المريض من صيام رمضان دفع الكفارة بدلاً عن كل يوم إفطار، إلا أنه يصر كثير من المرضى على الصيام"، فما الاحتياطات الطبية الواجبة في هذه الحالة؟
وطرحت هذا السؤال الدكتورة مي رمزي الأرناؤوط، في مقال منشور على موقع منظمة المجتمع العلمي العربي، وقالت إنه يصر عدد كبير من مرضى السكري يقدر بـ42,8% من المصابين بالسكري من النوع الأول، و78,7% من المصابين بالسكري من النوع الثاني على صيام هذا الشهر الفضيل أو الخمسة عشر يوما الأولى منه على الأقل، وذلك لأسباب دينية أو اجتماعية.
وقالت إن الصيام يؤدي إلى تغييرات مفاجئة ومهمة في أنظمة الراحة والطعام والنوم والدواء، وهذه التغييرات تسبب بدورها اختلالات وظيفية حقيقية في الجسم كاختلاف تركيز السكر والأملاح في الدم وزيادة لزوجته التي تؤدي هي الأخرى إلى مضاعفات مرضية للمصابين بالسكري وخاصة عندما يتزامن الصوم مع ارتفاع درجة حرارة الجو وطول ساعات الصيام أكثر من 18 ساعة في اليوم والتعرق والإرهاق.
وذكرت أن المضاعفات التي يُخشى منها على مرضى السكري الصائمين تشمل التالي:
-
الزيادة الشديدة في تركيز الغلوكوز في الدم.
-
الانخفاض الشديد لتركيز الغلوكوز في الدم، وذلك بسبب تغيير جرعات الأدوية بصورة خاطئة أو تغيير نظام الحياة في رمضان، وقد يؤدي ذلك إلى الإغماء أو الموت، وتزداد هذه الحالة 4,7 مرات عند مرضى السكري من النوع الأول الصائمين، و بـ7,5 مرات عند مرضى السكري من النوع الثاني الصائمين مقارنة بالأحوال الاعتيادية.
-
ارتفاع حموضة الدم الناتجة عن تكون الأجسام الكيتونية عند الصيام.
-
الجفاف والجلطة الدموية بسبب نقصان السوائل والتعرق وكذلك بسبب زيادة إدرار البول لارتفاع السكر في الدم الذي يصاحبه فقدان السوائل والأملاح وازدياد لزوجة الدم وخطر الجلطة الدموية خاصة في الأوردة.
وقدمت الدكتورة لمرضى السكري الذين يصرون على الصيام النصائح والإرشادات التالية:
-
مراجعة الطبيب قبل بداية رمضان بحوالي خمسة أيام لتقييم الوضع الصحي بصورة عامة وقياس تركيز السكر والكوليسترول في الدم ومدى إمكانية الصوم وما إذا كان ينصح به. وفي هذه الحالة يتم تغيير نظام الأدوية والعلاج حسب أوقات الإفطار والسحور تحت إشراف الطبيب.
-
قياس سكر الدم بصورة مستمرة ومنتظمة خلال شهر رمضان.
-
يجب التوقف عن الصيام إذا بلغ السكر 60 ملغم في اللتر (أي 3.3 مليمولات في اللتر) في أي وقت، كما يجب التوقف عن الصيام إذا وصل تركيز السكر في الساعات الأولى بعد بدء الصيام إلى 70 ملغم في اللتر أو أقل ( أي 3.9 مليمولات في اللتر أو أقل). ويجب التوقف عن الصيام إذا وصل السكر إلى 300 ملغم في اللتر (16.7 مليمولا في اللتر) أو أكثر. وفي كل هذه الحالات ينبغي استشارة الطبيب فورا.
-
لا ينصح بالصيام في أيام المرض.
-
يستحسن المحافظة على مستوى طبيعي من الفعالية الجسمية، مع تجنب الأعمال الشاقة والمرهقة قدر الإمكان خاصة في الساعات الثلاث الأخيرة قبل الإفطار.
-
ينصح بالمحافظة على وزن الجسم أثناء رمضان قدر الإمكان والقيام بتمارين منتظمة ومعتدلة يوميا بين الإفطار والسحور، ويمكن اعتبار حركات الصلاة والركوع والسجود تمارين جسمية فضلا عن كونها روحية وخاصة إذا زاد عددها كما في صلاة التراويح.
-
الامتناع عن أكل وجبات دسمة وغنية بالسكريات والنشويات السريعة الامتصاص عند الإفطار.
-
أفضل النشويات هي تلك التي تحتوي على الألياف وتمتص ببطء فلا تسبب ارتفاعا سريعا للسكر في الدم، مثل العدس والبازلاء الناشفة والأرز الأسمر وأنواع الحبوب والبقول، كما ينتمي الخس والبروكولي إلى هذا النوع من الأغذية.
-
شرب الكثير من السوائل قدر الإمكان خلال فترة الفطور وحتى السحور.
-
تجنب الإرهاق والرياضة العنيفة أثناء الصيام قدر الإمكان وخاصة في الجو الحار المشمس.
-
ينصح بإعادة تقييم حالة السكر باستشارة الطبيب خمسة أيام بعد بداية الصوم ومرة أخرى بعد ثلاثة أو أربعة أيام بعد عيد الفطر المبارك