قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الاثنين إن من المهم "ألا يفقد أحد صوابه" في الوقت الذي يواجه فيه الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة تداعيات الاستفتاء الذي صوت فيه البريطانيون بالخروج من التكتل المؤلف من 28 دولة.
وتسبب الاستفتاء الذي أجري الأسبوع الماضي في هبوط الأسهم العالمية ووجه ضربة لم يسبق لها مثيل لنظام أوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية كما فجر أزمة سياسية في بريطانيا نفسها تتمثل في حالة الارتباك التي سادت حزب المحافظين الحاكم وحزب العمال المعارض.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استقالته وقال إن من سيتولى المنصب بعده سيبدأ مفاوضات الخروج الرسمية تاركا الإستراتيجية العامة والجدول الزمني للخروج واسم رئيس الحكومة القادم دون حل.
وقال كيري للصحفيين في بروكسل وهو يقف إلى جوار مسؤولة السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني "من الضروري للغاية أن نحافظ على تركيزنا في هذه المرحلة الانتقالية وألا يفقد أحد صوابه ولا يعتريه الفشل وألا يبدأ الناس في التصرف وفقا لعقول مشتتة أو استنادا إلى أفكار انتقامية."
وكرر كيري مناشدته بعد ذلك بساعات في لندن حيث أكد على علاقة واشنطن "الخاصة" ببريطانيا وقال إن دور المملكة المتحدة في العالم سيتغير لكنه لن يتقلص نتيجة التصويت.
ولم يتخذ كيري موقفا بشأن مدى السرعة التي يتعين اتخاذها الآن بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وقال "المهم أن يفعل كل شخص ذلك بروح التطلع إلى أفضل طريق للأمام حتى لا تتضرر الاقتصاديات ولا تتراجع المصالح الأمنية."
وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الذي ظهر مع كيري إنه يأمل في مفاوضات "ودية" مع الاتحاد الأوروبي لكنه أقر بغضب بعض الأعضاء من بريطانيا.
وقال "الجرح غائر وسيحتاج لبعض الوقت حتى يلتئم".
ومن المقرر اجتماع كيري في وقت لاحق برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعا الناخبين البريطانيين قبل الاستفتاء إلى تأييد البقاء في الاتحاد الأوروبي وحذر في ابريل نيسان من أن المملكة المتحدة قد تكون "في آخر الصف" فيما يخص محادثات تجارية مع واشنطن إذا تركت الاتحاد الأوروبي.
وقال كيري يوم الاثنين "المخاوف التي عبر عنها الرئيس (أوباما) مشروعة" مضيفا أن واشنطن "تقيم حاليا تأثير" استفتاء الخروج البريطاني على اتفاق تجاري مقترح بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
* الأمن
وفي بروكسل اجتمع كيري مع ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي وشدد على أهمية التحالف العسكري في أعقاب التصويت البريطاني.
وقال كيري عن قمة حلف الأطلسي في وارسو يومي الثامن والتاسع من يوليو تموز "لدينا توقعات كبيرة باجتماع قوي للغاية للحلف وبنتائج مهمة." وأضاف "ولن يتغير ذلك قيد أنملة نتيجة للتصويت الذي جرى."
ويتوقع أن يعلن الحلف عن تعزيز جناحه الشرقي ردا على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا في مارس آذار 2014 ودعمها للمتمردين الذين يقاتلون الحكومة في شرق أوكرانيا منذ ذلك التاريخ.
وقال ستولتنبرج وهو من النرويج العضو في الحلف لكنها ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي "بعد أن قررت بريطانيا ترك الاتحاد الأوروبي أعتقد أن حلف شمال الأطلسي أصبح أكثر أهمية كمنبر للتعاون بين أوروبا وأمريكا الشمالية وكذلك فيما يتعلق بالتعاون الدفاعي والأمني بين الحلفاء الأوروبيين."