تعهد النائب الهولندي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز، في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، بالعمل على تنظيم استفتاء يتيح للهولندين الاختيار بين البقاء في الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه، وبإغلاق الحدود في وجه المهاجرين المسلمين. وأكد أن حملته الانتخابية المقبلة ستتمحور حول هذين الملفين.
رغم ما سببه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من اضطرابات، تعهد النائب الهولندي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز بالسعي بكل السبل المتاحة لإقامة استفتاء في هولندا حول البقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبي، متعهدا في الوقت نفسه بإغلاق الحدود أمام المهاجرين المسلمين.
ورغم محاولة أولى فاشلة بعد تقديم مذكرة في البرلمان رفضتها غالبية ساحقة، وعد فيلدرز بتنظيم استفتاء حول "نيكسيت" (خروج هولندا من الاتحاد)، وبأن هذا الاستفتاء سيكون محور حملة حزبه للانتخابات التشريعية المقبلة المقررة في آذار/مارس.
وقلل من أهمية عواقب اقتراع 23 حزيران/يونيو في بريطانيا بعد أن تراجع الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له منذ ثلاثين عاما، وشهد القطاع العقاري حالة من الهلع وسط تحذيرات من الاستقرار المالي لهذا البلد.
وقال بهذا الخصوص "إنه فوز كبير. استعادت بريطانيا سيادتها وعادت بلدا حرا ومستقلا".
"خيار بريطانيا كان صائبا"
وتابع "على الأجل البعيد على المستويين السياسي والاقتصادي سيتبين أن خيار بريطانيا كان صائبا، وأنها تخلصت من كل الشخصيات السياسية في بروكسل التي لم تنتخب، والتي اتخذت قرارات تتعلق بسياساتها في مجالات النقد والموازنة والهجرة".
وقال النائب إن هولندا، خامس اقتصاد في منطقة اليورو، ستكون في وضع أفضل إذا خرجت من الاتحاد الأوروبي، مضيفا أنه حتى من المفيد العودة إلى العملة المحلية.
والأسبوع الماضي رفضت مذكرته لتنظيم استفتاء بـ124 صوتا معارضا و14 مؤيدا. ويرى المحللون أن الأحزاب السياسية الأخرى غير متحمسة للتعاون مع حزب الحرية الهولندي.
وأضاف زعيم الحزب "رغم أنه لا يمكننا مقارنة بروكسل بالاتحاد السوفييتي، فإنها مؤسسة توتاليتارية من الطراز السوفياتي".
وردا على سؤال حول إمكان تغيير الاتحاد الأوروبي من الداخل، قال النائب "تغيير كوريا الشمالية أسهل من تغيير الاتحاد الأوروبي".
"الثقافة المسيحية متفوقة"
وأكد النائب الذي تبدأ محاكمته في تشرين الأول/أكتوبر بتهمة التحريض على الحقد والتمييز، أنه سيوقف تدفق اللاجئين و"سيغلق الحدود أمام الأشخاص القادمين من الدول الإسلامية".
وأضاف "لسنا معادين للأجانب، لكننا نعارض تدفق ثقافة تناقض كل ما نؤمن به"، مؤكدا أن الثقافة المسيحية-اليهودية "متفوقة".
وفيلدرز سياسي يحظى بأهم حماية أمنية في هولندا منذ أن اغتيل المخرج المثير للجدل والمنتقد للإسلام تيو فان غوغ العام 2004، وقد يكون وضع على لائحة القاعدة السوداء.
ويؤكد أنه يعارض أي شكل من أشكال العنف، بما في ذلك العنف ضد المسلمين، رغم أن تعليقاته حول القرآن والإسلام يعتبرها العديد من المسلمين المعتدلين مهينة جدا.
وأكد أيضا أنه يدعم دونالد ترامب المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية، وأنه تلقى دعوة لحضور مؤتمر الحزب الجمهوري في كليفلاند بأوهايو في تموز/يوليو.
وعلى وقع أسوأ أزمة هجرة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، أظهرت استطلاعات الرأي تقدم حزب الحرية الهولندي في الأشهر الأخيرة، وخصوصا على حزبي الائتلاف الحكومي: الحزب العمالي والحزب الشعبي للحرية والديموقراطية بزعامة رئيس الوزراء مارك روتي.
والعام الماضي أظهرت استطلاعات الرأي أن حزب الحرية سيحصل على 38 مقعدا من مقاعد البرلمان الـ150، لكن هذا الاتجاه تباطأ. والخميس، أظهر استطلاع "لإيبسوس" أنه سيحصل على 28 مقعدا أي أكثر بـ16 مقعدا من مقاعده الـ12 الحالية.