ناطق القوات المسلحة الجنوبية : المليشيات الحوثية تعيد ترتيب صفوف عناصر تنظيم القاعدة الهاربة من الجنوب..
أكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الجنوبية المقدم محمد النقيب أن الهجمات الأخيرة التي شنها تنظيم...
بدأت الحكومات في مختلف أنحاء العالم بالتعاون مع الشركات الخاصة لجعل التعدين الفضائي حقيقة واقعة. يجزم الخبراء أنه يمكننا البدء في عمليات التعدين خلال العقد القادم، وإليكم هذا الشرح لكيفية القيام بهذا، ولمَ نحن بحاجة إليه.
نتيجة للتضخم المستمر للتعداد السكاني للأرض، يتزايد الضغط على مواردها، وعلى الرغم من أن علماء البيئة يؤكدون على أننا لم نصل بعد إلى نقطة اللاعودة، فإن موارد الأرض ليست لانهائية. في نهاية المطاف، فإنها ستنفد، وبالتالي فإنه من الضروري أن نبدأ بالتخطيط لمواجهة هذه النهاية الحتمية منذ الآن.
وإحدى الحلول الواعدة جداً: الفضاء.
تعدين المناجم الكونية
يهدف التعدين الفضائي إلى استخراج الموارد الطبيعية من المذنبات، الكويكبات، والأجسام الفضائية الصغيرة ضمن نظامنا الشمسي، ويذكرنا بصور للممثلين بروس ويليس وبين أفليك (وهما من أشهر من قام بتعدين الكويكبات في الأفلام السينمائية)، غير أن التعدين الفضائي أكثر من مجرد موضوع للخيال العلمي، وفي الحقيقة، فإنه بدأ يتحول بسرعة إلى حقيقة واقعة، ولسبب وجيه.
وفقاً لـناسا، فإن كمية الفلزات الموجودة ضمن حزام الكويكبات في المنطقة بين مداري المريخ والمشتري تساوي ما قيمته مائة مليار دولار مضروبة بعدد سكان الأرض. هذه كمية ضخمة من الثروة، ولكن الأهم من ذلك أنها كمية ضخمة من الموارد، والموارد بحد ذاتها (لا قيمتها المادية) هي الهدف الحقيقي من التعدين الفضائي.
قد لا تدرك - أيها القارئ - أن نقل المواد من الأرض إلى الفضاء الخارجي يتطلب كمية كبيرة من الوقود ذات تكلفة عالية. وبأخذ هذه الناحية بعين الاعتبار، فإن استخراج المواد الخام في الفضاء نفسه قد يعني إمكانية بناء مستوطنات أو محطات فضائية، وحتى تصنيع وقود الصواريخ، وهو ما سنحتاجه لاحقاً إذا رغبنا باستكشاف واستيطان النظام الشمسي بطريقة ممكنة من الناحية الاقتصادية.
يقول كريس ليويكي المدير التنفيذي لمؤسسة Planetary Resources مؤكداً: "سواء أكان الهواء الذي نتنفسه، أو الماء الذي نشربه، أو المواد التي نصنع بها الأشياء، أو حتى الطعام الذي نأكله... كل هذه الأشياء متوافرة على هذا الكوكب، ولكن عندما نتجه إلى الفضاء، يجب أن نأخذها كلها معنا، وإمكانياتنا من هذه الناحية ليست قابلة كثيراً للزيادة"، وفي هذه الناحية، تقول ناسا أنه في القرن الواحد والعشرين، سيعتمد الاستكشاف الفضائي على ما يمكننا استخراجه في الفضاء الخارجي: "المعادن والفلزات المتوافرة على الكويكبات ستؤمن المواد الأولية للبنى الفضائية، وستصبح المذنبات أماكن للتزود بالوقود والماء للمركبات التي تتجول بين الكواكب".
لتحقيق هذا الهدف، بدأت مجموعة من الحكومات والشركات الخاصة بالعمل على مشاريع تعدين فضائي، فقد أسست لوكسمبورغ مؤخراً صندوقاً بقيمة 220 مليون يورو لمشاريع التعدين الفضائي، وأصدرت الولايات المتحدة الأميركية قانون التنافسية في العمل الفضائي التجاري (والذي يقر بحق المواطن الأميركي في امتلاك موارد على الكويكبات)، كما أن شركات خاصة مثل "Planetary Resources و Deep Space Industries"، بدأت بالعمل على بعض التقنيات التي تساعد الإنسان على التعدين في الفضاء الكوني.
ولكن، كم من الوقت سنحتاج حتى يتحقق هذا؟
التعدين الفضائي: جدول زمني
يوجد فرق كبير، بالطبع، بين إصدار القوانين وتطوير التقنيات، وبين وجود عملية تعدين فعلية. غير أن ليويكي يقول؛ إن عمليات كهذه ستصبح ممكنة قريباً، وذلك خلال عقد من الزمن بدءاً من الآن.
"يعتقد الناس أن أمراً كهذا ممكن بعد قرن من الزمن، وأنه أمر قد يراه أحفادهم"، كما يقول ليويكي، ويضيف؛ "ولكن هناك من بدأ بالتنفيذ الفعلي، لدينا مركبتان فضائيتان تدوران حول كويكبات، وبين العامين 2020 و2025، نتوقع أننا (أي مؤسسة Planetary Resources) سنهبط على سطح الكويكب الأقرب، وسنستخرج من موقع العمل كمية قابلة للعرض من المواد الأولية"
سيحصل هذا الأمر بعد 10 سنوات... عشر سنوات وحسب تفصلنا عن أول عملية تعدين على كويكب ما. بالطبع، هناك الكثير من الأشياء التي يجب إنجازها لتحقيق الهدف ضمن هذا الفاصل الزمني، ولكننا قطعنا شوطاً جيداً.
المشكلة الأولى هي وضع قواعد واضحة لتنظيم عمل التعدين الفضائي. مثلاً، لمن تعود ملكية الكويكبات؟ هل يمكن ببساطة لأي شخص أن ينطلق إلى الفضاء ويغرس علماً على أحدها ليستملكه؟ يقول ليويكي أنه على الرغم من أن قواعد كهذه ستستغرق بعض الوقت لتكتمل، إلا أننا بدأنا نتخذ بعض الخطوات لتثبيت القوانين التي تخص العمل التجاري في الفضاء "لقد بدأت الولايات المتحدة تهتم بهذا الموضوع منذ سنتين، نظراً للتطور السريع لهذا القطاع. لقد وضعوا الهيكلية الأولى التي تحدد كيفية التعامل مع حقوق الملكية، والتنظيم، وتملّك الأشياء التي يتم تطويرها أو استحصالها في الفضاء" وهو في الواقع قانون التنافسية في العمل الفضائي التجاري الذي ذكرناه سابقاً، كما أن بعض الدول الأخرى أطلقت مبادرات مشابهة. "لقد اتخذت الولايات المتحدة موقع القيادة في هذا الاتجاه، والآن بدأنا نرى بلداناً وبرامج فضاء أخرى تحذو حذوها. منذ فترة قريبة في هذا الربيع، أعلنت الإمارات العربية المتحدة وبرنامجها الفضائي المؤسس حديثاً عن نيتهم لوضع سياسة مخصصة للتعامل مع الموارد والتعدين في الفضاء، وفي الأسبوع الماضي، أعلن رئيس الوزراء في لوكسمبورغ ونائبه عن مبادرة كبيرة ستطلقها البلاد، ونحن نتعاون معهم في هذه الفعالية، حيث سيضعون خطة عمل فضائية جديدة تساعد على خلق هيكلية تدعم تنمية الصناعة"
يبدو إذاً أن العقبة الوحيدة الحقيقية هي تطوير التقنيات اللازمة.
إلى أي درجة يمكن أن نحقق هذا، فعلياً؟
من أهم المشاكل المتعلقة بالتعدين الفضائي هي، بالطبع، الوصول للكويكبات. كما ذكرنا سابقاً، يوجد عدد كبير من الكويكبات في نظامنا الشمسي في حزام بين مداري المريخ والمشتري، أي أنه، وللأسف، يبعد لمسافة كبيرة نوعاً ما. وتبلغ هذه المسافة 330 مليون كيلومتر (204 مليون ميل). وللمقارنة، فإن القمر يبعد 384000 كيلومتر (238000 ميل). لحسن الحظ، كما يقول ليويكي، فقد لا نكون مضطرين للابتعاد كثيراً حتى نجد كويكبات صالحة للتعدين. "يمكن الوصول للكويكبات بسهولة ما أن نغادر المدار الأدنى للكرة الأرضية، وهي معلومة لا يعرفها الكثيرون. فهم يعتقدون أن الكويكبات شيء ما يقع بين المريخ والمشتري، على مسافة بعيدة جداً جداً، ومن هنا تأتي الفائدة العظيمة من الكويكبات القريبة من الأرض. لقد اكتشف منها ما يقارب 14000 كويكب، وبضعة آلاف من هذه الكويكبات يمكن السفر منها وإليها بشكل سهل جداً"
قد يبدو التعدين الفضائي قفزة ضخمة، ولكن يجب أن نتذكر، كما في حالة الهبوط الأول على القمر، أن الإنجازات تتم بخطوات محسوبة. يعرض ليويكي الخطوط العريضة للمراحل التي خططت لها "Planetary Resources"، موضحاً أن هذه العملية التراكمية ستتمتع بالاكتفاء الذاتي: "لقد كنا نتعامل مع هذه الفكرة الجريئة بمقاربة تقوم على إنجاز تقدم فعلي في كل مرحلة، وتحقيق أرباح وتوليد حركة تجارية في كل خطوة. لقد عملنا لصالح الحكومة الأميركية، وناسا في تطوير التقنيات، ووكالة الأبحاث والمشاريع الدفاعية المتقدمة داربا "DARPA"، كما قدمنا الدعم لبعض الشركات الخاصة بالتقنيات التي نعمل على تطويرها. إنها عملية متزايدة الاتساع، ولدينا الفرصة لنعرض ما لدينا، ونقوم بالاختبارات، وحتى نجني بعض المال أثناء العمل"
في المحصلة، فإن تقنيات التعدين الفضائي هي حالياً قيد الاختبار على الأرض. وقد قامت "Planetary Resources" بإطلاق "Ceres"، وهي مجموعة من الأقمار الصناعية من نوع "Arkyd 100" ستقوم بعمليات تصوير متطورة للأرض. هذه الحساسات، والتي ستستخدم لاحقاً في التعدين الفضائي، ستقوم بتقديم المعلومات المتعلقة بالمصادر الطبيعية في أي مكان على الكوكب.
بحلول العام 2019، تخطط الشركة لإطلاق عشرة أقمار صناعية Arkyd 100 في المدار الأدنى للأرض، مزودة بحساسات أشعة تحت الحمراء متوسطة الموجة، وحساسات فوق طيفية (أي تتحسس لأمواج تقع خارج الطيف المرئي)، بحيث تستطيع تحديد مصادر المياه، ومراقبة نمو المحاصيل، وتسربات النفط والغاز، وحتى حرائق الغابات.
وهكذا، يبدو أن حقبة التعدين الفضائي قد أصبحت في الأفق، لتقربنا لخطوة إضافية من مستقبل فضائي حقيقي.
المصدر: Futurism