اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
طوت بريطانيا صفحة ديفيد كامرون بعدما قادها نحو الطلاق مع الاتحاد الاوروبي.
قد يتفق المرء مع كامرون او يختلف معه، لكن الرجل يجب أن نقر له بأنه قدم درسا بليغا في الأخلاق والروح الرياضية التي ينبغي لكل سياسي أو حاكم في القرن الحادي والعشررين أن يتحلى بها.
فبمجرد خسارته رهان الاستفتاء سارع الى اعلان الاستقالة من منصبيه السياسي والحزبي، مقرا بهزيمته أمام أصوات معسكر الخروج.
حتى اليوم الاخير من عمله في منصبه، ظل كامرون يزاول مهامه كأنه من المخلدين في رئاسة الوزراء، فكانت له جلسة الاسئلة في مجلس العموم ليجيب عن استفسارات النواب.
وبعدما ألقى تصريحه الاخير امام 10 داونينغ ستريت، توجه نحو القصر باكينغهام الملكي لتقديم الاستقالة، وبعده بأقل من دقيقة دخلت تيريزا ماي إلى القصر لتسلم مهامها الجديدة.
لم ينظر كامرون الى تيريزا ماي على انها خصم أزاحه من منصبه، بل اشاد بمناقبها وقال انه ترك مقاليد امور المملكة المتحدة بأيد أمينة.
الأيدي والأذرع الحقيقية هي تلك المؤسسات التي ترسخ بنيانها في العقول والممارسات، إلى الحد الذي يجعل ساكن داونينغ ستريت يشعر بأنه مجرد خادم مؤتمن لشعب أوصله عبر صناديق الاقتراع بناء على برنامج واضح المعالم، يكون هو عقد الشراكة بين الجانبين، وتنفيذه هو صك المباركة الشعبية.
بعد ان انتهى كامرون امس من الاعلان أن خليفته ستتولى مهامها اليوم الاربعاء، وبينما كان عائدا الى مكتبه، سجلته ميكروفونات الصحفيين وهو يدندن كمن كان يحمل أثقالا ثم تخلص منها.
لم نسمع الملايين تخرج في مسيرات مفبركة لمباعيته، ولم نسمعه يصف ابناء شعبه بانهم مقملون ومهلوسون وعملاء للاستعمار الجديد والإمبرالية العالمية والصهيونية والمندسين والطابور الخامس. بل بمجرد تسليمه خطاب الاستقالة للملكة، باشرت تيريزا مسؤولياتها كما لو أنها كانت في ذلك المنصب منذ سنوات.
تلك هي أخلاق السياسة والحكم، وذلك فقط هو مصدر قوة بريطانيا التي هي مجرد مجموعة من الجزر التي تقل مساحتها عن بعض المحافظات في الكثير من البلدان التي على بال بعض من قرأوا هذا التعليق.
كتب\الإعلامي عبدالرحيم الفارسي .