(حدث قبل عام) من وراء الحدود.. حكايات من اللجوء السوري

تركيا(عدن لنج)خاص:

ياسر شاب اشتعل رأسه شيبا وهو لم يتجاوز الثامنة والعشرين من العمر. جاء من مدينة دير الزور، شرقي سورية، نافذا بجلدته هو ووالداه وزوجته.


المؤهل الدراسي: مهندس كمبيوتر.


العمل الحالي: نادل في أحد مطاعم أقجة قلعة التركية.


يبذل مجهودا كبيرا لفهم طلبات الزبائن بالتركية والتجاوب معهم.


مدة لجوئه في تركيا: شهر ونصف.


على بعد نصف كيلومتر من المطعم توجد بلدة تل أبيض السورية. المقاتلون الأكراد يسيطرون عليها. قبل بضعة أشهر كان علم تنظيم الدولة يرفرف فيها. 
يقول ياسر إنه سعيد لأنه لم يقتل هناك، حيث آلة القتل تدور مع عقارب الساعة.


يتركني وينصرف لخدمة زبائن آخرين، ثم يعود:
"كنا نعيش تحت سيطرة قوات النظام في دير الزور. كانت أمورنا مقبولة. وحين دخل الجيش الحر وجبهة النصرة. لم تكن الأمور سيئة. أطلقت طائرة سورية صاروخا على بيتنا المؤلف من أربعة طوابق، فحولته إلى أثر بعد عين. اندحرت النصرة والجيش الحر، وجاءت (داعش)، فصبرنا تحت حكمها مدة عام تقريبا. الأنصار (أبناء سورية) طيبون. والمهاجرون التونسيون هم الأسوأ. إنهم يعملون في أمور الإدارة والحِسبة. الشيشان والغربيون والعراقيون هم أهل الأمر والنهي. وهؤلاء لا نراهم إلا نادرا.
لقد عشنا في ضيق شديد تحت حكمهم".


أسأله: كيف تمكنت من قطع المسافة من دير الزور إلى تركيا؟.


يبتسم ثم يقول: بالمراوغة!.


أنا: كيف؟


ياسر: "قلنا لمقاتلي داعش، إننا متجهون إلى قرية قريبة من دير الزور.

 

وفي نقطة التفتيش اللاحقة، قلنا لهم اننا سنزور أهلنا في القرية المقبلة، وهكذا دواليك إلى أن وصلنا في رمضان الماضي إلى تل أبيض.

 

كان تنظيم داعش يتقهقر أمام (لجان حماية الشعب) الكردية. مكثنا ثلاثة أيام أمام السياج الحدودي.

 

حين اشتد القصف على تل أبيض، أفسحت لنا السلطات التركية المجال لندخل".


يصطنع ابتسامة على محياه، لكن الحزن يظل يطل من عينيه. ثم يقول: "لقد فقدنا كل مدخراتنا بعد أن كان دخلنا في الزمن الماضي حوالي 150 ألف ليرة سورية، أي نحو ألف دولار قبل أن تنهار العملة. الآن أتوق لبدء الحياة من جديد هنا، إلى أن يمنَّ الله علينا بعودة السلم إلى بلدنا".


ثم ينصرف بسرعة استجابة لنداء صاحب المطعم .

الإعلامي\عبدالرحيم الفارسي.