اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
عماد أحد أبناء مديرية المراوعة في محافظة الحديدة أصيب بحمى الضنك لكنه نجا من الموت الذي كان مصير عدد من أقرانه في المحافظة الساحلية غرب اليمن حيث لا وجود للمستشفيات سوى في المدينة.
رغم أن عماد الذي أصيب بالضنك لم يكن يعرف أن ما أصابه هو أعراض وباء الضنك القاتل إلا أنه اتصل بممرضين من معارفه لمعاينته بسبب عدم وجود الكادر المتخصص وبعد فحوصات أولية وأدوية طارئة فاقم كثير منها حالته كما يقول عماد ولم تخفف من الالم وهو أمر طبيعي بسبب عدم تخصص الممرضين المسعفين ومعرفتهم بهذا الوباء.
وتابع عماد "تم إسعافي إلى مستشفى في الحديدة والحمدلله خرجت من مرحلة الخطر وبقيت لمدة أسبوع في المستشفى تحت الرعاية والعناية بعكس بعض الحالات التي أصيبت بالمرض نفسه من منطقتي والذين فارقوا الحياة ولم يستطع الأطباء إنقاذ حياتهم".
وأشار عماد إلى التكلفة الباهضة لعلاجه والتي فاقت بكثير مستوى دخل أسرته خصوصا بعض الأصناف الدوائية التي لم يستطع دفع ثمنها لكن إرادة الله كانت إلى جانبه.
وأكد وجود نقص في الوعي الصحي وكذلك قلة الأطباء وهذا الأمر جعل المرض ينتشر دون التعامل الوقائي منذ بداية انتشاره خصوصا أن دور الجهات الصحية كان مفقوداً ولم تقم بأدوار تتناسب مع حكم المرض سوى رش بعض المناطق في مديريته.
غير عماد الالاف من اليمنيين حيث اكتفت وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية بإطلاق تحذير من انتشار وباء حمى الضنك الذي فتك بالآلاف في عدن وتعز والحديدة وسجل مؤخرا معدل 20 إصابة يومية في محافظة حجة وفقا لأحد الأطباء هناك والذي أكد وفاة سبع حالات حتى الآن وفي شبوة توفي 12مصابا خلال النصف الثاني من شهر مايو/ أيار ولازال الوباء ينتشر في شبوة بكثافة حيث وجه مكتب الصحة في محافظة شبوة مطلع هذا الأسبوع نداء عاجلاً للحكومة والمنظمات المحلية والدولية للحد من تفشي وباء حمى الضنك وتجنيب المحافظة الواقعة جنوب شرق البلاد كارثة إنسانية.
أما منظمة الصحة العالمية فتحدثت عن وفاة 42 شخصا بحمى الضنك وتسجيل نحو 18 ألف حالة اشتباه بالوباء خلال الأشهر 6 الماضية.
وسجلت عدد من الأوبئة أبرزها الضنك حضورا متزايدا في مناطق مختلفة من اليمن بحسب بأرقام المنظمات الدولية حيث برز وباء الجرب بالتزامن مع اتساع دائرة الإصابات بحمى الضنك في ظل تدهور متزايد تشهده الخدمات الطبية والصحية في البلاد بفعل الحرب الدائرة منذ أكثر من عام حيث وأن القطاع الطبي في اليمن يعاني أصلاً في الظروف الاعتيادية.
المقلق في انتشار الأوبئة هو غياب الخدمات الوقائية التي يمكن أن تسهم في السيطرة على مناطق انتشارها حيث سجلت منظمة أطباء بلا حدود أكثر من 3000 حالة إصابة بمرض "الجرب" في محافظة عمران لوحدها.
وضع مزرٍ
في تعز كشفت دراسة احصائية أن نسبة انتشار مرض حمى الضنك في العام 2015 في محافظة تعز بلغ 65% وهذه الدراسة نفذها مختبر الصحة المركزي وهذا المعدل خطير للغاية وقد اغلقت معظم وحدات المكافحة في مستشفيات تعز والتي تفتقر الامكانيات اللازمة لمواصلة فتح وحدات استقبال المرضى.
في حديثه للمشاهد يصف الدكتور صادق الشجاع أمين عام نقابة الأطباء في المحافظة الوضع الطب بالمزري حيث أن اليمنيين بعد نحو 56 عاما من الثورة لازالت الامراض الوبائية تفتك بهم مثل الملاريا والضنك والسل الرئوي والامراض الفيروسية وذلك لعدم وجود خطط استراتيجية لوزارة الصحة ومكاتبها في المحافظات للقضاء على مثل هذه الامراض ولكن هناك خطط استراتيجية للاستيلاء على المال العام ونهب مخصصات الطب الوقائي في الجمهورية وايضا نهب اموال المنظمات الداعمة للقطاع الصحي في الجمهورية.
تعز موبوءة
وقال الشجاع إن مدينة تعز أعلنت من قبل مكتب الصحة في المحافظة قبل اكثر من 10 سنوات مدينة موبوءة بحمى الضنك فهي تزور المدينة سنويا وبالذات في فصل الصيف (موسم الامطار) ففي العام الماضي 2015 سجلت اكثر من 23000 حالة من مرضى حمى الضنك وهناك عشرات الوفيات .
وأوضح أمين عام نقابة الأطباء بتعز أن هناك نوعين من حمى الضنك النوع النزفي وهو نوع مميت وتسجل سنويا في مدينة تعز اصابات من هذا النوع وهي اصابات مميتة وهناك نوع اخر من حمى الضنك وهو النوع الشائع الذي يظهر بأعراض الحمى والاعراض الاخرى وقد يحتاج للاستشفاء ايضا.
وأشار إلى أن احصائيات المكاتب الحكومية قاصرة كون معظم المرضى يتوجهون للمعالجة في المستشفيات والعيادات الخاصة بسبب قناعات لدى المرضى ان المستشفيات الحكومية التشخيص فيها غير دقيق والخدمة فيها سيئة وتكلفتها تساوي تكلفة العيادات والمستشفيات الخاصة.
عودة لأوبئة أخرى
وليس الضنك ما يهدد تعز فهناك عودة قوية لمرض السل الرئوي في المدينة بسبب غياب الخدمات الوقائية والعلاجية واغلاق مستشفى الدرن في المحافظة بسبب استهدافه من قبل المليشيات. وتنتشر ايضا امراض سوء التغذية عند الاطفال والإسهالات وامراض الحميات بسبب انتشار القمامة وطفح المجاري في كثير من حارات المدينة المحاصرة.
واكد الشجاع أن معظم المستشفيات الحكومية والخاصة مغلقة في مدينة تعز بسبب الحرب العبثية التى ادت الى دمار جزء كبير من القطاع الصحي في تعز وقد اشارات اللجنة الطبية العليا في تعز في بيان رسمي لها ان اكثر من 37 مستشفى حكومي وخاص مغلقون حاليا بسبب الحرب. كما أن وزارة الصحة ممثلة بمكتب الصحة في المحافظة غائبة منذ بداية الحرب على تعز مما ادي الي تفاقم الوضع الصحي في المحافظة.