اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
سلم (عبدالرحمن) جهاز الكمبيوتر المحمول وعيناه تلمعان من السعادة. سأله صديقه (هادي) :"هل حدثت خطيبتك؟". أجابه منتشيا "بلى، لقد كان السكايب ممتازا".
تنهد (عبدالرحمن) وهو يتسلم الكمبيوتر. كانت ثلاث ساعات فقط قد مضت على إسقاط طائرة هيليكوبتر حاوية متفجرة. صادف ذلك وجوده على مسافة قصيرة من مكان التفجير.
لم يشعر عبدالرحمن بجسده إلا وهو يتطاير من مكانه بقوة القصف.
كنت أقف في أحد الحقول أراقب سقوط الحاوية المتفجرة. ارتفع الدخان ممزوجا بغبار أصفر اللون وأحمر.
قام عبدالرحمن لا يعرف ما الذي يدور حوله. مسح الغبار عن وجهه وعينيه، وبدأ يتطلع إلى مصدر الصرخات أصيب عشرة أشخاص بجروح أحد المصابين تمزق جسده فأسلم الروح بعد لحظات.
نظر (هادي) إلى (عبدالرحمن) وقال له :"والله أنا استلقيت أرضا وتركت القدر يعمل. الموت لم يعد يخيفنا".
وهو إذ يتحدث ارتج البيت بنا. سقطت قذيفة بالقرب من المنزل. ركضنا نحو الحمَّام. بقي (هادي) متسمرا في مكانه. "يا شباب مادامت انفجرت، فلا خوف"عدنا لمكاننا للاستراحة، فإذا بدوي قذيفة أخرى يكاد يذهب بأسماعنا. لكن الله سلم.
شغل (هادي) السكايب ليطمئن خطيبته. عاد مبتسما لكن الابتسامة عملة أضحت نادرة في سوريا، وعلى أطراف سوريا.
ونحن نمضي من أنطاكيا إلى معبر (باب الهوى)، صرخ السائق التركي (أبو حليمة) بعد أن أنهى مكالمة هاتفية: "يا إلهي ألطف بالسوريين" سألته ما الذي حدث؟، فقال وقد تعثرت الكلمات في حلقه "لقد قتل أحد حرس الحدود الأتراك شابا سوريا أثناء تسلله عبر الشريط الحدودي".
هذا حال السوريين الحرب في سورية مازالت مستمرة.
كتب\الإعلامي عبدالرحيم الفارسي.