صورة اليوم

القاهرة (عدن لنج)خاص:

مصر ما كانت عظيمة في يوم إلا بأمثال هذا الرجل الذي بكيناه جميعنا اليوم، د. محمد رشيد بهجت الشهير ب د. رشيد، أحد أهم أعلام طب قصر العيني. هذا الرجل الذي تعدى الستين أو ربما السبعين من العمر ظل لسنوات ولأجيال متعاقبة يعطي محاضرات مجانية في الكيمياء الحيوية يشرح فيها المنهج كاملا لطلاب السنة الثانية والأولى.

 

يركض لأجلها طلاب الطب في عز الحر والبرد فجرا ليصلوا لمدرج كلية طب جامعة القاهرة الذي لطالما كان ممتلئا حتى آخره، كان هذا البروفيسور عبقري الكيمياء وصاحب واحدة من أشهر معامل للفحوصات الطبية، يصل قبل الجميع بابتسامته المعهودة وردائه الأبيض الناصع المقفل بإحكام على معنى القداسة التي ينبغي أن يحفل بها صاحبه، متطوعا بجهده ووقته دون أي مقابل ودون كلل أو ملل حتى في عز مرضه.

 

علمنا د.رشيد كيف تكون الطبيب الانسان، علمنا كيف يكون المواطن في مكان ينتمي إليه ويحبه، علمنا أن الحياة بذل ودون البذل تفقد معنى وجودك، علمنا أنه في الطب كما في الحياة ان امتلكت القدرة والمعرفة فليس هناك شيء اسمه "هذه ليست مهامي".

 

لم يعد في مصر الكثيرون من عينه د. رشيد. وداعا د. محمد رشيد بهجت وجزاك الله عن كل هذه الأجيال خير الجزاء.

كتب\الدكتورة سناء مبارك.