جديد الأخبار

علوم وتقنية

قريباً: خريطة مفصّلة لكافة الخلايا في جسم الإنسان

عدن لنج - مرصد المستقبل

يقدّم أطلس خلايا الإنسان خريطة مرجعية مفصّلة لتريليونات الخلايا في الجسم البشري، الأمر الذي يعدّ مشروعاً يتماشى في نطاقه مع مشروع الجينوم البشري.

بمجرد انتهاء المشروع فإنه قد يحدث ثورة في مجال الرعاية الصحية من خلال تزويد الأطباء والباحثين بوسيلة أفضل لتشخيص وعلاج الأمراض.

إلى مستوى الخلية

بعد أقل من خمس سنوات على قيام مشروع الجينوم البشري بكتابة المليارات الثلاثة لحروف الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين عند الإنسان، كشف الأطباء وعلماء الأحياء عن خطة لرسم كافة الخلايا في جسم الإنسان السليم بشكل مفصّل وعالي الوضوح. وقد تمّ الإعلان عن المشروع المسمّى أطلس خلايا الإنسان في الاجتماع الذي عقده معهد برود التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد، ومعهد ويلكوم ترست سانجر، وصندوق ويلكوم. ووفقاً للبيان الصحفي الصادر من معهد سانجر، فإنه سيكون مشروعاً كبيراً يتماشى مع مشروع الجينوم البشري.

وتأتي معظم معرفتنا بخلايا الإنسان من خلال دراستها تحت المجهر، حيث قامت بعض الأبحاث الأخيرة في هذا المجال بتحليل مجموعات من الخلايا لتحديد خصائصها المتوسطة. كما سيقوم الأطلس بتزويدنا بمعلومات أكثر بكثير من تلك التي نحصل عليها باستخدام التطوّرات في علم جينوم الخلية الوحيدة، أو بالاستقصاء بالمستوى الفرعي لكل خلية على حدة. وسيتمكن الباحثون - وباستخدام أحدث التقنيات - من تقديم التفاصيل وصولاً إلى رسائل الحمض النووي الريبوزي والتي تعطي لكل خلية هويتها الفريدة.

ويقول ستين لينارسون، وهو أحد العلماء الأعضاء في المشروع وأستاذ بيولوجيا الأنظمة الجزيئية في معهد كارولينسكا في السويد: "إن أطلس خلايا الإنسان هو المبادرة الأكثر إثارة التي تنبع من مجتمع علوم الحياة منذ وقت طويل. حيث تعدّ الخلايا هي الوحدات الأساسية للحياة سواءً في حالة المرض أو الصحة، ومن خلال معرفتنا بهذه الخلايا، فإننا سنتمكن من الفهم الكامل لآليات الأمراض التي تصيب البشر".

 

حقوق الصورة: المؤسسة الوطنية للعلوم حقوق الصورة: المؤسسة الوطنية للعلوم

اعرف نفسك

ويوافق زملاء لينارسون على أننا نحتاج إلى تحسين فهمنا لجسم الإنسان أولاً، وذلك من أجل تحسين الرعاية الصحية. وتقول سارة تايكمان، وهي رئيس علم الوراثة الخلوية في معهد ويلكوم ترست سانجر في المملكة المتحدة: "يعدّ فهمنا الحالي لكيفية اختلاف الخلايا بين الأعضاء محدوداً، بل وحتى لعدد أنواع الخلايا الموجودة في الجسم. وتعتبر مبادرة أطلس خلايا الإنسان بداية لمرحلة جديدة من الفهم الخلوي".

وقد يكون هذا المشروع هو الأساس في كشف أسرار أجسامنا. فمن خلال معرفة كيف يبدو جسم الإنسان السليم بأبسط مستوياته، يمكننا تحليل التغيّرات التي تصاحب المرض والشيخوخة والتعرّف عليها بشكل أفضل. وإن شفاء وعلاج هذه الأمراض، والوقاية منها، وتطوير أساليب للحدّ من الشيخوخة والتدهور ليست سوى بعض الطرق التي يمكن لأطلس خلايا الإنسان أن يساعد من خلالها البشر في رسم خارطة الطريق نحو مستقبل أكثر صحة.

 
 

مواضيع مشابهه