خبراء إعلام : أكاذيب «الجزيرة» فشلت فـي إفسـاد مـوســم الحـــج

عدن لنج - صحف :

 

على مدار الأسابيع الخمسة الماضية، لم تتوقف قناة الجزيرة للحظة واحدة عن الترويج لسلسلة من الأكاذيب والأباطيل ضد المملكة العربية السعودية، وذلك في محاولة خبيثة كانت تستهدف إفساد موسم الحج، وتهميش دور المملكة في خدمة حجاج بيت الله الحرام.

في البداية، بثت قناة الجزيرة أخباراً وتقارير عدة تفيد باعتذار حملات الحج والعمرة في قطر عن عدم تنظيم رحلات الحج هذا العام، بحسب زعمها للعراقيل التي وضعتها سلطات المملكة العربية السعودية أمام حملات الحج القطرية. وقبل بدء توافد الحجاج إلى الأراضي السعودية، عاودت الجزيرة عبر تقارير عدة أخرى بث ادعاءاتها المغرضة، زاعمة أن السعودية تضع العراقيل أمام القطريين للتضييق عليهم في أداء مناسك الحج، وعندما سمحت السلطات السعودية بدخول الحجاج القطريين إلى المملكة عبر منفذ سلوى الحدودي لأداء مناسك الحج، حاولت القناة المشبوهة تشويه هذا القرار والتقليل من شأنه، وادعت عدم وجود أشخاص يعبرون من هذا المعبر أصلاً.

وفي الوقت الذي كشف فيه الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية، عن وصول عدد الحجاج القادمين من قطر إلى 1564 حاجاً بزيادة 354 ممن أدوا الحج العام الماضي، والذين بلغوا 1210 حجاج، عمدت «الجزيرة» إلى تزييف الواقع، وزعمت في صباح يوم وقفة عرفة خلال تدوينة عبر حسابها الرسمي على «تويتر» أن حجاج قطر يغيبون عن أداء فريضة الحج هذا العام لأول مرة بسبب العراقيل التي وضعتها السلطات السعودية أمامهم، وبعد ذلك بساعات، وبالتحديد في ظهيرة يوم عرفة، كررت أكذوبتها مرة أخرى، وذكرت أنه ولأول مرة منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي عام 1981 يغيب حجاج قطر عن موسم الحج بسبب تعنت السلطات السعودية.
وإلى جانب ذلك، حاولت «الجزيرة» طوال موسم الحج تهميش الدور السعودي في خدمة الحجاج، وهو الأمر الذي يدحضه الواقع، حيث سخرت المملكة العربية السعودية إمكانياتها كافة لخدمة ضيوف الرحمن، ويكفي الإشارة إلى أنها خصصت ما يقارب من 300 ألف عسكري ومدني لخدمة ضيوف الرحمن، وتأمين أداء مناسك وشعائر الحج.

وكانت السلطات في المملكة العربية السعودية قد اتخذت قرارات عدة للتيسير والتسهيل على الحجاج القادمين من قطر، حيث أكدت وزارة الحج والعمرة السعودية، أن حكومة المملكة ترحب بالحجاج والمعتمرين من مختلف دول العالم، بما فيها قطر، رغم الوضع السياسي الراهن مع الدوحة، كما أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني بالمملكة العربية السعودية، استثناء الحجاج القطريين من حظر الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، والسماح لهم بالسفر مباشرة من الدوحة إلى مطارين في السعودية على أي خطوط طيران، عدا الخطوط الجوية القطرية.

ويضاف إلى ذلك القرار الإنساني الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز باستضافة الحجاج القطريين على حسابه الخاص، وتوفير كامل الرعاية لهم، وأمر بإرسال طائرات خاصة تابعة لـ«الخطوط السعودية» إلى مطار الدوحة لنقل الحجاج القطريين على نفقته الخاصة لمدينة جدة، وقد وجهت القيادة السعودية بأن يعامل الحجاج القطريين بترحاب، وأن تخصص لهم أماكن محددة في المشاعر، كما خُصص لهم رقم موحد لتذليل أية صعوبات يواجهونها.

وعلق الدكتور سامي الشريف، وزير الإعلام المصري الأسبق، العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، على حملة الجزيرة «المسعورة» ضد المملكة العربية السعودية، قائلاً: من المؤكد أن قناة الجزيرة كانت تتبنى حملات مشبوهة لإفساد موسم الحج وتهميش الدور السعودي في خدمة الحجاج، ولكن هذه الحملات فشلت جميعها في تحقيق أهدافها، ومر موسم الحج بسلام وبنجاح كبير كالعادة، وذلك في حضور عدد كبير من الحجاج القادمين من قطر، ولم يستطع أحد أن يسجل أي عقبة وقفت في طريق الحجاج القطريين، الأمر الذي يؤكد بطلان ما كانت تروجه الجزيرة من ادعاءات مغرضة طوال موسم الحج.

وأكد أن الأكاذيب التي روجت لها الجزيرة طوال موسم الحج تؤكد أنها تمارس سياسة إعلامية مضللة، موضحاً أن التضليل الإعلامي الذي تمارسه الجزيرة ليس بالأمر الجديد أو الغريب عليها، حيث إنها تمارس هذه السياسية منذ نشأتها، وهو الأمر الذي ظهر جلياً في تعاملها المريب مع ملفات منطقة الشرق الأوسط، حيث كانت ولا تزال تتخذ موقفاً شاذاً تجاه العديد من أحداث المنطقة العربية، وهو الأمر الذي ظهر بصورة فجة في تعاملها مع ثورات الربيع العربي وما تلاها من أحداث مؤلمة شهدتها مصر وسوريا وليبيا واليمن.
وأوضح الدكتور الشريف أن الجزيرة طوال موسم الحج مارست هوايتها المفضلة في تزييف الوقائع وتضليل الرأي العام العربي والدولي من خلال الافتراءات التي شنتها ضد المملكة العربية السعودية، وهذا التضليل والتزييف بمثابة العقيدة الأساسية للجزيرة، ولكن السعودية ردت عملياً على هذه الأكاذيب وتلك الادعاءات من خلال تسخير إمكانياتها كافة لخدمة الحجاج وإنجاح موسم الحج.

وشدد على أن سياسة الجزيرة الإعلامية مرتبطة كلياً بالنظام الحاكم في الدوحة، وهي صوته والناطق باسمه، مشيراً إلى أنها تلعب دوراً كبيراً في الحرب النفسية ضد الدول العربية، وذلك لأنها جزء من المنظومة الحاكمة في قطر.

وأوضح الدكتور الشريف، أنه منذ نشأة قناة الجزيرة وهي تعد لسان حال حاكم قطر، فكانت تتبع وزير الخارجية السابق حمد بن جاسم، وتم تمويلها بشكل كامل من قبل الحكومة القطرية، مبيناً أن القناة كانت عبارة عن مشروع من هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» لإنشاء قناة ناطقة باللغة العربية، والهيئة أعدت جميع دراساتها وبرامجها، وبالفعل بثت بشكل تجريبي، لكن سرعان ما واجهت القناة مشاكل مالية، فاشترتها قطر بمذيعيها وخططها البرامجية، ومنذ ذلك الحين وهي تتبع أمير قطر مباشرة، وكانت قطر عندما تعترض الدول العربية على سياسات الجزيرة تدعي أنها قناة خاصة ولا تخضع لسيطرتها.

وأشار إلى أن الهدف من قناة الجزيرة هو خدمة النظام الحاكم أياً كانت توجهاته، وهي جزء من سياسته التخريبية، موضحاً أنه بعد أن قطعت الدول العربية الأربع علاقاتها مع قطر، زادت حدة الهجوم من الجزيرة على المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر والبحرين بشكل أكبر من ذي قبل، وبدأت تشن حملة مضادة ضد هذه الدول، وتحاول تشويه أنظمتها الحاكمة بشكل غير مسبوق، وتأتي تغطيتها المريبة لموسم الحج هذا العام في إطار حملة التشويه التي تشنها ضد الدول الأربع.

وفي السياق نفسه، أكد الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن الجزيرة من خلال تعاملها مع ملف الحج، أثبتت أنها «قناة موجهة» تعمل فقط على خدمة سياسات النظام الحاكم في قطر، وكل الشعارات التي ترددها عن حرية الرأي والتعبير ما هي إلا ستار تخفي خلفه تورطها في مؤامرة حكام الدوحة ضد الدول العربية.

وقال الدكتور علم الدين: يبدو أن نجاح وساطة الشيخ عبد الله آل ثاني مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لتسهيل إجراءات الحجاج القطريين في أداء مناسك الحج، قد أصابها بارتباك شديد، وجعلها تناقض نفسها، حيث تنكر في إحدى تقاريرها حقيقة وصول عدد كبير من الحجاج القطريين إلى السعودية، وفي الوقت نفسه تنقل تصريحات على لسان وزير الخارجية القطري يشدد فيها على أن السعودية تتحمل مسؤولية سلامة الحجاج القطريين.

وأوضح الدكتور علم الدين أن تقارير الجزيرة عن الحج هذا العام جاءت متوافقة مع محاولات حكام الدوحة لتسييس وتدويل الحج، وهو الأمر الذي تسعى إليه إيران منذ سنوات بسبب الخلافات بينها والسعودية، وعلى ما يبدو أن الدوحة التي صارت حليفاً لها باتت تطالب بالمطلب نفسه، زاعمة أن المملكة السعودية تستغل الخلافات السياسية وتضع العراقيل أمام الحجاج القطريين.