تصعيد الحوثيين العسكري... ينسف مساعي جهود السلام.. القوات المسلحة الجنوبية الحصن المنيع للجنوب

عدن لنج/كيان شجون
في الوقت الذي تسعى في دول التحالف العربي والأمم المتحدة إلى إحلال السلام في اليمن، وإنهاء الحرب فيها وتجديد الهدنة، صعدت مليشيا الحوثي من هجماتها العسكرية على جبهات القتال في الجنوب، ضاربة بعرض الحائط كل جهود مساعي السلام.
 
وخلال الشهرين الماضيين كتفت ميلشيا الحوتي من هجماتها على القوات المسلحة الجنوبية في مختلف الجبهات، بالتزامن مع تصعيد تنظيم القاعدة الإرهابي على القوات الجنوبية في أبين وشبوة ، وهذا ما اعتبره محللو ونشطاء سياسيون جنوبيون تخادم واضحا بين الحوثي والقاعدة ضد الجنوب.
 
القوات المسلحة الجنوبية وكعادتها تصدت بكل بحزم وبسالة لمحاولات المليشيا الحوثية للهجوم على جبهات القتال وكبدتها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وأثبتت أنها الحصن المنيع للجنوب.
 
* * تصعيد عسكري
المتحدث الرسمي لجبهات الضالع فؤاد جباري أشار إلى أن المليشيات الحوثية المدعومة من إيران صعدت من عملياتها العسكرية باتجاه جبهات القتال خصوصا باتجاه الجنوب في الضالع وكرش لحج وغيرها.
 
وأضاف أن هذا التصعيد له دلالات عدة مرتبط بتحالفات مع قوى أخرى كقوى الإرهاب المسيس التي يقودها الإخوان والتي صعدت من عملياتها الإرهابية في شبوة وحضرموت وأبين بالتزامن مع تصعيد مليشيا الحوثي في الجبهات.
 
* * تحالفات خفية
وأوضح المتحدث الرسمي أنه بالنسبة لتوقيت المليشيا في تصعيدها حاليا في اعتقادي يرجع لسببين، الأول أن مليشيا الحوثي ملتزمة بالتحالفات الخفية مع قوى الإخوان وهدفها من التصعيد في هذا التوقيت هو لتخفيف الضغط العسكري والسياسي التي تتعرض له قوى معسكرات الإخوان في حضرموت الوادي من قبل القوى الوطنية في حضرموت والمجلس الانتقالي الجنوبي وذلك لرفض الأخيرة تنفيذ بنود اتفاق الرياض.
 
وتابع بالقول إن مليشيا الحوثي ترى أن تهديدها بالتصعيد باتجاه جبهات الجنوب في الضالع وكرش ويافع ومكيراس يخفف من الضغط على مليشيات الإخوان في وادي حضرموت وهو أمر يوضح التخادم بين هذه المليشيا في السيطرة على ثروات الجنوب وموارده وبقاء النفوذ الشمالي عليه.
 
* * الاستفادة من الهدنة
وأضاف السبب الآخر في توقيت هذا التصعيد متعلقا بما يسمى بالتلويح لانتهاء الهدنة وبداية جولة جديدة من الحرب، وهذه الهدنة لا شك استفادت منها هذه المليشيا في ترتيب بيتها الداخلي استعدادا لجولة جديدة من الحرب والجنوب هو هدفها الأول.
وقال جباري عندما نتكلم عن الهدنة هنا فالهدنة هي فقط جرت بين هذه المليشيا وقوات التحالف ممثلة بالمملكة العربية السعودية والتي أتت بشكل غير مباشر لإنقاذ هذه المليشيا وإعادتها إلى الواجهة، أما نحن فلن نرى أي بوادر لهذه الهدنة على الأرض إطلاقا، فالمعارك مشتعلة منذ اليوم الأول لما تسمى بالهدنة ولم تزل حتى الآن في مختلف جبهات القتال في الجنوب مع هذه المليشيا.
 
* * أطماع الحوثيين
المتحدث الرسمي لجبهات الضالع فؤاد جباري قال إن المليشيا الحوثية كغيرها من القوى الشمالية لها أهدافها وأطماعها إلى جانب أهداف وأطماع مموليها الإيرانيين، لذلك ترى في الجنوب اللقمة السائغة لدى هي تحاول السيطرة على الجنوب والاستفراد بثرواته وموارده، ناهيك عن هدفها الطائفي في نشر وفرض المعتقد الاثنين عشري طولا وعرضا وإيمانها باعتبارها صاحبة الحق الإلهي في الحكم والسيطرة على بقية البشر.
وأضاف أن المليشيا تركز أطماعها باتجاه الجنوب، لذلك ستظل مليشيا الحوثي الإرهابية ومن ورائها ترى في الجنوب الحلم المنتظر، لكنها تصطدم في كل مرة بصخرة اسمها القوات المسلحة الجنوبية وإرادة شعب الجنوب الذي يتطلع لاستعادة وبناء دولته ويقدم لأجلها التضحيات الجسام ولن يسمح لأي طامع تدنيس واستباحة أرضه وكرامته.
 
* * عروض عسكرية
بالنسبة للعروض العسكرية التي يقوم بها الحوثيين في محافظات سيطرتهم، أوضح فؤاد جباري أن المليشيا الحوثية هي الرابح الأكبر واستفادت استفادة كبيرة مما تسمى بالهدنة، ليس على المستوى العسكري فحسب ولكن حتى على المستوى السياسي والاقتصادي، فمسألة فك الحصار في فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة كان بمثابة الحلم.
 
* * ترتيب الصفوف
وأشار إلى أنه لا شك أن المليشيا خلال فترة الهدنة استأمنت على نفسها من استهداف التحالف لقواتها في الجبهات والمعسكرات إضافة إلى فتح المنافذ البحرية والجوية واستطاعت من إعادة ترتيب صفوفها وأخذ استراحة محارب، وقامت بتدريب دفع جديدة وطورت من بنيتها التحتية العسكرية في استقدام أسلحة منها أسلحة حديثة ومتطورة وباتت قيد الاستخدام في الجبهات.
وأضاف أن هذه العوامل مكنتها من الظهور بهذه الاستعراضات العسكرية لتقول للعالم إنها موجودة وبقوة ومستعدة لخوض جولة حرب جديدة، وهذا كله يحدث للأسف بمباركة غير مباشرة من قبل التحالف الذي أهداها هذه الهدنة بعد أن كانت منهكة وتعاني من أزمات كثيرة منها نفاذ الأسلحة ونقص كبير في مخزونها البشري القتالي ناهيك عن أزماتها الاقتصادية.
 
* * استعدادات قتالية عالية
وقال جباري في حديثه "لعدن لنج " بالنسبة لنا كجنوبيين لا نرى في هذه العروض إلا مجرد عروض وصور للاستهلاك الإعلامي لا أكثر، لأننا نعلم حقيقة حجم هذه المليشيا وقد جربناها في كثير من الجولات القتالية وأخرجناها صاغرة ذليلة من كل مناطق الجنوب، ونحن على أهبة الاستعداد وجاهزيتنا عالية لردع وسحق أي حماقة تقدم عليها المليشيات باتجاه الجنوب
واختتم المتحدث الرسمي لجبهات الضالع فؤاد جباري حديثه بالقول إن القوات المسلحة الجنوبية قادرة على التوغل في المناطق الشمالية وتطهيرها من دنس هذه المليشيا، لكننا نعمل فقط أطر استراتيجية تلتزم بأوامر قيادتنا السياسية والعسكرية في المجلس الانتقالي الجنوبي على رأسها الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي والتحالف العربي.
 
* * تصعيد حوثي
عضو الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي محافظة حضرموت سالم أحمد المرشدي أوضح في حديثه "لعدن لنج " أن التصعيد الحوثي الذي نشاهده اليوم هو دليل واضح على تخادم الشرعية اليمنية مع الحوثي ومع كافة القوى الإرهابية من القاعدة وداعش.
وأشار المرشدي إلى أن الحشود البشرية الكبيرة والعتاد الحربي الذي يملكه الحوثي دليل واضح على هذا التخاذل وذلك من خلال تهريب الأسلحة المتوسطة والخفيفة عبر المهرة مرور بوادي حضرموت وبإشراف المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت إلى المليشيات الحوثية في صنعاء.
 
* * تخادم قوى الإرهاب
وأضاف أن صمت الشرعية اليمنية هو تخادم مع القوى المعادية للجنوب، ودليل على توحيد صفهم ضد الجنوب والقيادة الجنوبية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي خاصة بعد مؤتمر الحوار الوطني الجنوبي والتوقيع على ميثاق الشرف مايو ٢٠٢٣م بين كل القوى والمكونات السياسية في الجنوب.
وتابع حديثه بالقول إن هذا الحدث التاريخي أثار حفيظة القوى اليمنية في صنعاء وبكل أطيافهم إلى توجيه أسلحتهم بتجاه الجنوب متناسين احتلال العاصمة صنعاء.
وقال المرشدي إن الحرب أصبحت اليوم حربا عسكرية تشنها المليشيات الحوثية مع بقية القوى الإرهابية من القاعدة وداعش، وكل القوى اليمنية مجمعة على إبقاء الجنوب وثرواته تحت سيطرتهم.
 
* * الدفاع عن الأرض
وفي ختام حديث عضو الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي محافظة حضرموت سالم أحمد المرشدي أشار إلى أن شعب الجنوب سيدافع عن أرضه ومنجزاته من خلال قضيته العادلة التي لا تسقط بالتقادم، والقوات المسلحة الجنوبية مستعدة لرد الصاع صاعين لكل من تسول له نفسه بإعادة احتلال الجنوب مرة أخرى وإعادة شعبة إلى باب اليمن.