قضية الجنوب ليست للمساومة والابتزاز بين ناطق الانقلابين وإعلام دول التحالف

أن وصف محمد عبدالسلام ناطق الانقلابين الحوثين لمشروع دولة الجنوب (بالقذر)وللدور الإماراتي أيضا فيما سماه بانفصال الجنوب أن هذا الوصف يؤكد صحة وسلامة الوعي الجنوبي المبكر و المقاوم والذي استبسل في الحرب وطرد مليشيات الاحتلال من الجنوب بمساندة ودعم دول التحالف العربي لمعرفة شعب الجنوب أن الغزو الحوثي العفاشي ماهو إلا تكريس للاحتلال القائم .

 

وما أفصح عنه ناطق المليشيات بتصريحه الذي تم تناوله اليوم بشكل واسع بوسائل الإعلام يدل على حقد دفين لدى هذه الجماعات ضد الجنوب والنوايا المبيتة لديهم من غزو الجنوب .

 

ومن ناحية أخرى أن هذا التصريح باعتقادي جاء تعقيبا على ماجاء به الخبير الاستراتيجي السعودي عبدالعزيز بن صقر في مقابلة قناة العربية في برنامج باناراما قبل يومين والذي نشر ملخصها في موقع عدن الغد الإخباري .. حيث قال الصقر ضمن مقابلته مايلي ::

 

" إن الحوثيين قد لا يعنيهم استقلال الجنوب، لكن صالح يعينه ذلك، والجنوب قد بدأ بتصدير النفط وعودة البنك المركزي إلى عدن".

 

وقال أن الأمم المتحدة ملزمة بمنح الجنوبيين حق الاستفتاء ".. لافتا إلى أن تعنت الانقلابيين قد يقود إلى تدهور كبير في اليمن اقتصاديا وسياسيا وأمنيا، وان الدول الإقليمية قد تضطر إلى دعم جهود استقلال الجنوب، للحفاظ على أمن واستقرار اليمن والمنطقة".

 

لذلك نعتقد أن ناطق الانقلابين حاول تسجيل موقف سياسي يثبت عكس حديث الخبير السعودي ليقول أن استقلال الجنوب يعنيهم وانهم ضده بقوة .

 

رغم أن حديث الخبير الاستراتيجي عبدالعزيز الصقر واضح انه يضع قضية الجنوب كعصاء لتخويف الانقلابين فقط وليس كقضية استراتيجية عادله لها مقوماتها وأسسها القانونية.

 

حيث كرر بحديثه رسائل المليشيات الانقلابية مفادها أنكم إذا لم تذعنوا للحوار وان استمراركم بالتعنت وتهديد امن المنطقة فان الحل سيكون ويتمثل بدعم قضية استقلال الجنوب وقال نصا:أن الدول الإقليمية (قد)تضطر إلى دعم جهود استقلال الجنوب للحفاظ على امن واستقرار اليمن والمنطقة.

 

بمعنى واضح حسب كلام الصقر أن دول الإقليم لن تضطر إلى مساعدة الحق القانوني والشرعي لشعب الجنوب إلا إذا استمر الحوثين بتعنتهم فقط أما إذا أذعنوا للحوار فان دول الإقليم لن تدعم قضية حق شعب الجنوب .

 

ومع هذا الطرح أو ذاك نقول أن قضية شعب الجنوب لاتخضع للمساومات بين أطراف الصراع القائم وان شعب الجنوب كان شريك أساسي وحقيقي مع دول التحالف بالعملية العسكرية ولازال أيضا وسيظل وهو مايستوجب منطقيا أن يكون شعب الجنوب ممثلا وشريكا بالعملية السياسية وان قضية استعادة دولة الجنوب هي صمام امان المنطقة وهذا ما أثبتته الأحداث الجارية .

 

ونتمنى أن لاتكون رسالة الصقر رسالة مشفرة للانقلابين وناطقهم الرسمي بتخويفهم كما جاء بحديثه ان الجنوب قد بدا بتصدير النفط وعودة البنك المركزي إلى عدن.

 

أو أن تكون تصريحات ناطق الحوثيين,بهذه الظروف أيضا رد ايجابي مبطن لرسالة الصقر وتهديداته لهم بدعم استقلال الجنوب وأنهم قد استوعبوا الرسالة جيدا..

مقالات الكاتب