إلى أين يا جنوبيي الشرعية ؟؟؟

 

بقلم : الأستاذ أديب صالح 

لا أدري كيف تتوقع بعض القيادات الجنوبية التي انخرطت في شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي شرعية الأحمر والأخضر والبنفسجي القدرة على الإتيان بدولة الجنوب عبر هذه الشرعية ، غير متوقعين بأن هذه الشرعية ستقدمهم أضحية وقرابين للتخلص منهم عبر السيارات المفخخة والكمائن على غرار ماحصل للشهيد جعفر محمد سعد محافظ عدن الأسبق رحمه الله.

اتصلت هاتفياً بالأخ العميد صلاح قائد الشنفرة فور سماعي لخبر تعيينه وزيراً للنقل عبر قناة العربية الحدث ولم أكن أتوقع سذاجة هادي وشرعيته وتفاجأت برد الشنفرة بنفس الرد الذي راهنت عليه كثيراً وقال لي: لاتصدق أخي أديب فما نُشر في قناة العربية لم يؤخذ رأيي فيه ولست موافقاً عليه فأنا أناضل لأجل استعادة دولة الجنوب وقد رفضت المناصب عندما عرضها علينا علي عبدالله صالح عندما كنت عضواً في مجلس النواب ، فأغلقت الجوال وأنا مطمئن ومرتاح كثيراً وأيقنت أن رفض الشنفرة كان نابعاً من وعي رجل يفهم هذه الشرعية جيداً ، في الوقت الذي للأسف الشديد كانت فيه الكثير من الأقلام الجنوبية تهاجم الشنفرة وتصفه بأبشع الأوصاف والتهم .

اليوم وبعد أن حولت الشرعية الكثير من القيادات الجنوبية إلى كروت وقامت بإقالتهم في محاولة منها لإحداث صدع بين هذه القيادات وأبناء الجنوب ، فالمنطق يقول أن من قَبِلَ بأيِّ منصب في شرعية هادي وشلته عليه أن يعلم أنه سيتم الاستغناء عنه عاجلاً أم آجلاً ولهذا فالمفروض أن تقوم كل القيادات وكل من لازال لديه موقع بشرعية هادي كبيراً كان أو صغيراً بتقديم استقالاتهم بشكل كامل وفك التزاماتهم نحو هذه الشرعية ورفض تقلد أيِّ مناصب في الشرعية فهو أشرف لهم جميعاً.

إنَّ شرعية الدنبوع الهزيلة ستتآكل حتى تنكمش فهي شرعية يستخدمها التحالف لأهداف في نفس يعقوب لاغير ولهذا فهي تبذل لأجلها الملايين تلو الملايين ، لقد أخطأت القيادات الجنوبية خطأً فادحاً بإدخال محافظي المحافظات وبعض المرتبطين بالشرعية في عضوية المجلس الانتقالي وكان من المستحسن تركهم يخدمون المجلس والجنوب من داخل شرعية الدنبوع وشلته وزعزعة هذه الشرعية من داخلها كونها لاتوجد لها بيئة حاضنة لا في الجنوب ولا في الشمال .

اليوم بعد إقالة المحافظين من كان يؤمن بقضيته وهو يتقلد منصباً في شرعية الدنبوع فليستقيل من منصبه ويعود تحت قيادة المجلس الانتقالي ويترك هذه الشرعية ليظهر للعالم الوجه الحقيقي والأيادي الخفية لهذه الشرعية والتوجه نحو السيطرة على الأرض ومواجهة شرعية الدنبوع التي حولها شعبنا من شرعية هاربة إلى ذي قدم على الأرض وأعاد للدنبوع هيبته واحترامه بعد إهانته في صنعاء ومن معه ممن لازالو هاربين يتسكعون في الخارج.

كما يجب أن لا نخلق أيَّ عداءٍ مع أيِّ جنوبي من جنوبيي المناصب والريال إطلاقاً فالسيطرة على الأرض وتعزيز قوة ودور المقاومة في الواقع هو الشيء الوحيد الكفيل بتحويل الشرعية إلى خطوط مكتوبة بالقلم الرصاص على هامشِ صفحةٍ بيضاء بحيث يتم مسح هذه الخطوط بأيِّ لحظة.

مقالات الكاتب