تحليل: كيف يوفر المجتمع الغربي الغطاء القانوني للميليشيات الانقلابية في #اليمن

عدن لنج - حصري

يوم أمس اجتمع مجلس الأمن الدولي قي جلسة حضرها المبعوث الدولي لليمن السيد مارتن جريفيث الذي تحدث بشكل مختصر عن الأوضاع في اليمن وما أفضت إليه رحلاته المكوكية هنا وهناك منذ تخلف وتعطيل ميليشيات الحوثي الانقلابية حضور مشاورات السلام في جنيف السويسرية في تحدي واضح للقرارات الأممية وضرب بعرض الحائط لكل الجهود الدولية لاحتواء الأزمة اليمنية. 

 

جريفيث الذي ركز في كلمته على الوضع الإنساني في مدينة الحديدة بشكل خاص واليمن بشكل عام وسرد العديد من الارقام والوقائع تناسى بشكل تام أن يذكر سبب ما وصلت الية اليمن هو قيام جماعة انقلابية طائفية بالانقلاب على الحكم في اليمن وفرض حكمها المذهبي بقوة السلاح على جميع اطياف الشعب اليمني وتمددت بكل المحافظات اليمنية، وأخذ حوار ومداخلات اعضاء مجلس الأمن الدولي بعيداً عن مستحقات الشعب اليمني الديمقراطية ووفر الظل للميليشيات الانقلابية وشرعنة اعمالها بطلب توفير المزيد من الجهود الاممية والاموال الدولية نحو الحالة الانسانية متناسياً بأنه انقلاب كامل الاركان وكأنما يوفر لانقلاب شرعية حكم الأراضي التي تقع تحت سيطرتها.

 

ديفيد بيزلي الذي يشغل منصب المدير التنفيذي لبرنامج الغداء العالمي هو الآخر تحدث مطولاً عن حاجة الشعب اليمني للمعونات الغذائية مسلط الضوء على المساعدات المتوفرة وما تطمح له المنظمة مستقبلاً مستخدماً عبارات رنانة مؤثرة لوصف الحالة اليمنية ولكن الرجل الذي يشرف على أكبر منظمة إنسانية في العالم لمكافحة الجوع تناسى وبشكل غريب وضع الحقائق امام اعضاء مجلس الامن الدولي حيث لم يتطرق الى الاعتداءات التي تتعرض لها القوافل الاغاثية من عمليات تعطيل مفتعلة واستيلاء وبيع للمواد الغذائية من قبل الميليشيات الحوثية في جميع المحافظات التي تقع تحت سيطرتها والحديدة وصنعاء بشكل خاص وموثق من شهود عيان في عدة مرات كان اخرها منع الميليشيات لدخول بواخر المنظمة الدولية والتي تحمل مساعدات إنسانية الى ميناء الحديدة والبسط على مخازن مليئة بالقمح والاغذية في ضواحي الحديدة بهدف بيعها بشكل خاص والتكسب منها بينما ابناء الحديدة يعانون الامرين كما يقول بيزلي وبالطبع كشفت للعلن بعد وصول قوات المقاومة الى تلك المخازن كما اظهرت الصور ولم يتحدث عن هذه الواقعة بتاتاً. 

 

المندوب الفرنسي والبريطاني والروسي في مجلس الأمن جميعهم ركزوا في كلماتهم حول الوضع الانساني في اليمن تماشياً مع ما بدأ فيه السيد جريفيث وابدوا استعدادهم لدعم اقامة مشاورات يمنية في السويد ولم يتطرق احد منهم الى ذكر نماذج النجاح التي بدت ظاهرة للعيان جراء جهود التحالف العربي في تحرير مناطق الساحل الغربي وما الت اليه الحالة الانسانية من تحسن مستمر في حياة المواطنين بعد انقشاع غيمة الميليشيات عن تلك المناطق الأمر الذي كان حتما سيدفعهم للقول أن عمليات التحرير التي تتم بسحب البساط الجغرافي اسفل سطوة الحوثيين هي الخيار الأمثل لانقاذ اليمن وشعبه من الفقر والجوع ولكن شاءت تلك الدول ان تعمي الابصار عن هذه النماذج وتوقف زحف قوات المقاومة المشتركة بدعم التحالف العربي نحو الحديدة لتخليصها من الفقر والجوع والفاقة الانسانية وتركز فقط كيف لها تقدم طوق نجاة للميليشيات المنكسرة بالحديدة وتفضل كبح سير العمليات العسكرية والذهاب بعيداً نحو مشاورات اممية ستزيد تأزيم الوضع الانساني في اليمن مع استمرار سيطرة الانقلابين على الحديدة وتوفر لهم غطاء دولي في استمرار عمليات تهريب الأسلحة والذخائر من دولة إيران متيحةً المزيد من الوقت لترتيب صفوف الميليشيات الانقلابية واحكام سيطرتها وسطوتها على ابناء المناطق الخاضعة لها ضاربين بعرض الحائط كل القوانين والمبادرات الدولية  في تصرف بات واضح وجليّ أن هنالك غطاء قانوني يوفره الغرب للميليشيات الانقلابية على الرغم من كل الجهود التي يقوم بها التحالف العربي لانهاء هذا الانقلاب وعودة الشرعية اليمنية.