حارس التبغ ..رواية مليئة بالأحداث والوقائع التاريخية

عدن لنج /خاص
 
 
الكاتب /عيدروس الدياني
 
رواية الرجل العراقي اليهودي الموسيقي الذي عاش بثلاث شخصيات، وثلاثة أسماء، لكنه بوجه واحد، وقلب واحد، عاش المراحل الثلاث بكل تجاذباتها وايديولوجياتها دون أن ينغمس أو يتشبع قلبه بأي منها، مغرما بالعراق، وبالنساء، ولما كانت له من جاذبية شديدة فقد كان في كل منعطف يجد من يقاسمها الحب. 
 
 
له ثلاثة أبناء كان كل واحد منهم ابنا لشخصية من شخصيات قصيدة حارس التبغ لفرناندو بيسو والتي هي حارس القطيع ومنها ابنه مائير الأميركي الجنسية ، وشخصية المحروس ابنه حسين المقيم في طهران ، والأخيرة شخصية حارس التبغ لابنه عمر المقيم في القاهرة . 
 
 
على عكس شخصيته المواكبة للتغيرات والأحداث، كان ابناؤه الثلاثة قد تشربوا بإيولوجيات مختلفة،متقاطعة ومتنازعة وحتمية في نظر كل منهم. 
 
 
الرواية تستعرض الأحداث بدءا من الملكية وانتهاء بالغزو الاميركي العراق وما تلاه من حروب وملشنة وخوف ورعب، وتقاتل دون أن يظهر سبب واضح لذلك، يرى الامريكان تلك المليشيات دون ابداء رغبة في القضاء عليها، ولكنهم يحرصون على التوازنات فيما بينها " ولنا في ذلك عبرة" .
 
كان حارس التبغ يخاف النزعة الجماهيرية التي تجتاح العراق بين فترة وأخرى، ولكنه لا يستطيع الوقوف امامها، بل ويتوقف عن الجدال حولها، حين يرى محدثه حادا ومغرقا في ايديولوجيته.
 
حين نحصل على الحقيقة، فإننا نقع في الخطر، والهروب قد يكون الطريق الأفضل للاحتفاظ بها، فنرحل بعينين مفتوحتين ورواية تستحق أن نسطرها برؤية واضحة لا غبش فيها.
 
الرواية مليئة بالأحداث والوقائع التاريخية، ومليئة أكثر بطبيعة الحياة والناس وطريقة التفكير بتلك الفترة المهمة في تاريخ العراق.
 
 الرواية تنم عن معرفة وثقافة واسعة للراوي، نستشفها من فلسفة شخصيات الرواية، وحواراتهم ، وفي التنقل بين المدن والأماكن ، ووصف بديع لذلك كله، بل وقراءة أفكار الناس بتلك المراحل، واتجاهاتهم المختلفة.
 
الرواية للكاتب العراقي علي بدر