التسوية السياسية في اليمن ملامح يشوبها الغموض

عدن لنج/ كيان شجون
تسعى الأمم المتحدة ودول التحالف العربي على رأسها المملكة العربية السعودية لتوصل إلى سلام شامل ومستدام، وإنهاء الحرب في اليمن عن طريق تسوية سياسية بين أطراف النزاع.
 
تسوية سياسية تجري حاليا معقدة وبسرية تامة تقودها السعودية إضافة إلى الأمم المتحدة مع أطراف الصراع وخاصة مع المتسبب في الحرب في اليمن "مليشيات الحوثي"، قد تشمل ملفات عدة أهمها القضية الجنوبية ومرتبات الموظفين في الشمال والجنوب.
 
* نجاح التسوية
خبراء ومحللون سياسيون أكدوا أن التسوية السياسية يشوبها الكثير من الغموض ومدى نجاحها ضئيل جدا وقد تكون بعيدة المنال نتيجة ممارسات مليشيا الحوثي وسعيها في زيادة أمد الحرب وهو ما أكدت عليه بعد رفضها تجديد الهدنة الأممية.
 
عوامل أخرى ستؤدي إلى إفشال التسوية السياسية أهمها تجاهل القضية الجنوبية التي تعد من أهم الملفات التي يجب أن تطرح في التسوية، ويجب على المجتمع الدولي والتحالف العربي وضعها بعين الاعتبار كونها تعد من أهم دور الصراع الدائر، وان تجاهلها سيقلل من فرص نجاح العملية السياسية الشاملة.
 
 * سلام شامل
الكاتب وناشط سياسي صالح الدويل باراس أوضح في حديثه "لعدن لنج " أن التسوية السياسية صيغة توافقية تستوعب مصالح وحقوق الفاعلين ومن الطبيعي والمنطقي أن تجرى التسوية السياسية على أساس الواقع الراهن على الأرض الذي أفرزته الحرب، إذا أراد الجميع الوصول إلى حلول مستدامة وإلى سلام شامل وبما يؤمن مصالح الإقليم والعالم وسلامة الملاحة الدولية.
 
وأضاف الدويل أن هذا السلام لن يتحقق إذا ما حاول البعض تجاهل القضايا الجوهرية والمصيرية وهي قضية شعب الجنوب الذي قاوم الحوثي وأفشل غزوه للجنوب والذي نصت مخرجات مشاورات الرياض على وضعها في إطار خاص بها في مفاوضات الحل النهائي وتحت إشراف دولي.
 
 * أطراف التسوية
وأشار صالح الدويل إلى أنه من الطبيعي أن المفاوضات بين السعودية والحوثي تناقش أمورا تمهيدية نحو التسوية وأمور ثنائية بينهما منها مسألة تأمين حدود المملكة مع الجانب الحوثي، ومن جانب مفاوضات الحوثي مع الأطراف الشمالية المنضوية في المجلس الرئاسي وحكومة المناصفة ستكون من أجل الوصول إلى تسوية سياسية خاصة بهم.
 
وتابع حديثه بالقول أما قضية شعب الجنوب فتمثلها القوى الجنوبية وفي طليعتها المجلس الانتقالي الجنوبي للوصول إلى حل الدولتين بين صنعاء وعدن.
 
* القضية الجنوبية
بالنسبة لموقع القضية الجنوبية من التسوية أشار الكاتب صالح الدويل باراس إن موقع القضية الجنوبية من التسوية والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي هو الممثل الشرعي لها والمفوض من أبناء الجنوب تحدده مشروعيته على الأرض ومقاومته الجنوبية المميزة وحربه على الإرهاب.
 
وأوضح إلى أن المجلس الانتقالي هو أبرز الفاعلين وأهمهم في مقاومة الانقلاب واجتياحاته فهذه هي الفعالية للقضية الجنوبية وللمجلس الانتقالي في خريطة الصراع، فالقضية ليست نكرة والمجلس الانتقالي مشروعيته على الأرض أوسع مشروعية مقارنة بالقوى التي قاومت الانقلاب.
 
* * دفع المرتبات
وفي معرض حديث الناشط السياسي صالح الدويل عن الأطراف التي ستتولى دفع مرتبات الموظفين في مناطق الحوثي ومحافظات الجنوب، أعتقد أن مسألة دفع المرتبات وإعادة البناء ستكون ضمن مشروع دولي وإقليمي وسيساهم الجميع في دفع المرتبات بما فيه الشمال والجنوب.
 
وأضاف أنه لن يكون هناك تفاضل بأن جهة تُعطى لها مرتبات وجهة تُحرم منها، وسوف توضع آلية دولية تحل هذه الإشكاليات وكل طرف من الأطراف ستحمل مسؤوليته
واختتم الكاتب والناشط السياسي صالد الدويل باراس حديثه "لعدن لنج " بالقول إنه من الطبيعي أن يحمل الاتفاق إدارتين خاصة ومعظم الشمال تحت إدارة الحوثي، ولذا فهذه الحالة تفرض إدارة في الجنوب.