اللقاء التشاوري الجنوبي... ميثاق وطني لاستعادة دولة الجنوب

عدن لنج/خاص

تشهد يوم غد العاصمة عدن حدثا عظيما سيغير مسار القضية الجنوبية وسيعلن عن فجر جديد لميثاق وطني يخدم تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته.

اللقاء التشاوري الجنوبي الذي جاءت ثمرة للحوار على مدى عامين مع جميع المكونات الجنوبية تلبية لدعوة الرئيس عيدروس الزبيدي لتوحيد الصف الجنوبي والابتعاد عن المناكفات السياسية ونبذ الفرقة من أجل توحيد الكلمة الجنوبية تحت مظلة واحدة من أجل استعادة دولة الجنوب.

 

* * نتائج ومخرجات

أوضح رئيس الدائرة السياسية في المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة أبين سالم صالح في حديثه "لعدن لنج " أن اللقاء التشاوري لمختلف المكونات الجنوبية المؤمنة بهدف استعادة الدولة الجنوبية المستقلة يعد ثمرة عملية حوار مكثف مع مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية والقوى الجنوبية المؤمنة بحق تطلعات شعبنا المشروعة.

 

وأضاف لا شك في أن نتائج ومخرجات هذا اللقاء ستكون إيجابية وملموسة وفي مقدمتها إعلان ميثاق وطني جنوبي سيكون الإطار القانوني لقيادة للسير في قيادة نضالات شعبنا ويخدم وحدة شعب الجنوب وتماسكه ورص صفوفه وتقوي من موقفه في أي عملية حوارية أو تفاوضية لحلحلة القضايا في المنطقة وفي مقدمتها حل قضية شعبنا وحقه في استعادة دولته.

 

* * توافق وطني

وأشار سالم صالح إلى أن الجنوب بحاجة ماسة إلى توافق وطني شامل من أجل توحيد الجهود ونبذ الفرقة والابتعاد عن المناكفات التي تؤثر سلبا على قضية الجنوب وتساعد الأعداء على بث الشقاق والخصومات وإثارة الأحقاد والفتن ومخلفات الحقب الماضية وستعزز من قوة وحدتنا الوطنية وتعزز من قوة وضعنا التفاوضي في حل القضايا الشائكة والتي تعتبر القضية الجنوبية جوهر الصراع ومفتاح الحل السلمي.

 

* * صمود وتلاحم

وتابع حديثه بالقول إن القوى المعادية لقضية شعبنا وتطلعاته ستعمل بكل تأكيد على إفشال أي تقارب جنوبي كعادتها وستعتمد على أدواتها الرخيصة من أبناء الجنوب الذين تستأجرهم في مثل هكذا ظروف بهدف زعزعة الأوضاع وتفتيت اللحمة الجنوبية، ولكن أعتقد أن محاولات تلك القوى أصبحت مكشوفة وفاشلة أمام صمود وتلاحم أبناء شعب الجنوب قاطبة.

 

* * هيكلة المجلس

وفي ختام حديث رئيس الدائرة السياسية في المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة أبين سالم صالح أوضح أن المجلس الانتقالي بحاجة ماسة إلى إجراء هيكلة تنظيمية ولوائحية ومؤسساتية كي يستطيع تطوير أدائه، والارتقاء به إلى مستوى التحديات الراهنة والمستقبلة وستشمل الهيكلة إشراك كافة المكونات الجنوبية المؤمنة بعدالة قضيتنا وحق شعبنا في استعادة دولته دون استثناء وستكون الهيكلة مبنية علي أسس ومعايير محددة تضمن نجاح العملية بصورة عامة وتضمن إشراك كافة أبناء شعبنا ومكوناته في قيادة نضال شعبنا بغية تحقيق الهدف المنشود.

 

* * شراكة حقيقية

المحلل والكاتب السياسي صالح الدويل باراس قال إن اللقاء التشاوري مخصص لطرح ومناقشة وإقرار ميثاق وطني جامع يحتوي على أسس ومبادئ عامة بمثابة سياج للعمل السياسي والوطني الجنوبي

تابع حديثه بالقول أبرز نتائج هذا اللقاء تقوية اللحمة الجنوبية وتمتينها وتأسيس مرحلة جديدة للعمل السياسي الجنوبي على طريق استعادة الدولة الجنوبية ويعد الميثاق الوطني من أبرز النتائج وهو ما يشكل روح وعصب المشروع السياسي الذي يمنع سقوط الجنوب في الشمولية ويوفر شراكة حقيقية لكل القوى السياسية الجنوبية.

 

* * اعتراف دولي

وأوضح الدويل في حديثه "لعدن لنج " أن المجلس الانتقالي الجنوبي أصبح يمتلك اعتراف إقليمي ودولي باعتباره الكيان الأوسع في الجنوب، وأصبح محل ثقة شراكة سياسية وهي نقط قوة لسائر القوى والمكونات الجنوبية وللمشروع الجنوبي بأن العالم والإقليم سيثق بالشراكة الجنوبية في كل الملفات وأبرزها ملف محاربة الإرهاب الذي من خلاله تقيس كل دول العالم نجاح أو فشل أي دولة في القدرة على محاربته.

 

* * التشكيك بالتحاور والتوافق

وعن ردة فعل القوى المعادية للقضية الجنوبية من هذا التوافق

أشار المحلل والكاتب السياسي أن ردة فعل القوى المعادية لشعب الجنوب ولمشروعه في التحرير والاستقلال ستعمل على التشكيك في قدرة الجنوبيين على التحاور والخروج بمشروع فيدرالي جنوبي يضمن للمحافظات حقوقها في السلطة والثروة والوظيفة.

وأضاف للأسف لديها طرفيات حزبية تأتمر بأمرها لكن قطار التوافق الجنوبي انطلق وسيلتحق به الجميع ومن سيتخلف هذه المرة لحسابات ضيقة سيلتحق لان لا خيار أمامه إلا الالتحاق بالركب الجنوبي أو يكون جزء من إرث الحق الإلهي الحوثي.

 

* * مستقبل سياسي

بالنسبة هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي قال صالح الدويل إن الهيكلة مشروع آخر لا علاقة لها بالحوار الجنوبي ولا يهدف إلى ضم الجميع في مؤسسات بل يؤمن بأن المستقبل السياسي للجنوب يقوم على التنوع السياسي والحزبي، ولذا فالهيكلة مشروع يخص تصحيح السلبيات في البناء المؤسسي لمؤسسات الانتقالي وسيظل مفتوحا لمن أراد الالتحاق به لأنه ليس حزبا سياسيا بل كيان وطني يضم عدة مكونات تجمعها أرضية الوطن الجنوبي وسعيها لاستقلاله.

 

* * ميثاق وطني

يعقوب السفياني رئيس موقع سوث 24 أوضح أن اللقاء التشاوري الجنوبي يأتي بعد أشهر من نشاط لجان الحوار الوطني الجنوبي في الداخل والخارج، وهذا اللقاء يركز بشكل أساسي على الميثاق الوطني الجنوبي، وأيضا سيناقش العديد من الملفات الأخرى، من شكل الدولة القادمة والعدالة الانتقالية وتعويض الضحايا الجنوبيين، وأيضا تتم مناقشة المرحلة الراهنة.

وتابع حديثه بالقول إن الميثاق الوطني سيتضمن مبادئ وطنية لحماية الجنوب والدفاع عنه والانتصار لقضية شعب الجنوب، واعتماد مبدأ الحوار البيني لحل الخلافات بين أبناء الوطن الواحد.

 

* * توافق جنوبي

بالنسبة للتوافق الجنوبي أشار السفياني أنه بكل تأكيد أن أي توافق أو مزيد من التوافق والتلاحم الجنوبي سيكون تمثيل أقوى وأكثر صلابة لقضية شعب الجنوب في مفاوضات وقف الحرب ومفاوضات المرحلة الانتقالية ومفاوضات السلام، والمجتمع الدولي سيكون أكثر تعاطيا وتجاوبا مع الجنوبيين إذا كان صوتهم واحدا وكانوا متوحدين في روائعهم وأهدافهم وتطلعاتهم وعملهم المشترك وهذا ما نأمل أن يكون ناتجا من الحوار واللقاء التشاوري الجنوبي.

 

* * مسيرة النضال

وتابع يعقوب السفياني حديثه "لعدن لنج " بالقول لا أحد يستطيع إفشال الحوار الوطني الجنوبي، كون مسيرة النضال واستعادة الدولة الجنوبية تتقدم نحو الأمام، ومن يتخلف عن هذه المسيرة هو في النهاية يقصي نفسه ولا يمكن أن يؤثر في النضال، واعتقد أنه أن المحطات التاريخية السابقة منذ تشكيل المجلس الانتقالي وحتى الآن أثبتت أن معظم الأفراد والكيانات التي تبتعد عن الحوار والتقارب الجنوبي تراجع موافقها لاحقا وتختار الاستجابة للتواصل الذي يقوم به للمجلس الانتقالي، ونأمل أن يغيروا مواقفهم ومن خطابتهم من أجل دولة الجنوب.

 

* * ضمان عملي

وفي ختام حديثه أشار يعقوب السفياني مدير مركز سوث 24 للدراسات في العاصمة عدن أن هيكلة المجلس هي إثبات عملي وهي الضامن عملي لبرنامج الحوار الوطني الجنوبي لأجل أن يشهر الآخرون أن المجلس الانتقالي جاد وصادق في إشراك الجنوبيين ولذلك ما سيتمخض عنه اللقاء التشاوري اعتقد أنه سيكون له تأثير مباشر على عملية الهيكلة.