علماء الدين : أداء الزكاة برهان على صدق إيمان المسلم وطهرة لنفسه من البخل والشح

عدن لنج / خاص
يحتل شهر رمضان المبارك أهمية خاصة في حياة المسلمين بما يحمله من فضائل وخصال حميدة يتسابق فيها العباد ويقبلون على الطاعات وفعل الخيرات ومساعدة المحتاجين والفقراء. 

ويعتبر شهر رمضان أحد الشهور الذي تزداد فيه أعمال البر والتقوى وتكثر فيه الصدقات والإنفاق لوجه الله تعالى التي لها قَدر كبير في الإسلام وخاصة في شهر التقوى والقرآن وشهر الإفطار والإطعام وشهر إجابة الدعوات ومُضاعفة الحسنات ورفع الدرجات . 

وفي القرآن الكريم والسنَّة النبوية أدلة وافرة تحث المسلمين على إخراج فريضة الزكاة كما جاء في قوله تعالى " وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ". 

وتتجلى عظمة الإسلام في جميع الشعائر والعبادات والفرائض التي افترضها الله على عباده، ومن هذه الفرائض ركن الإسلام الثالث " الزكاة " التي قرنها الله تعالى في القرآن الكريم مع الصلاة في 82 موضعا . 


ووفقا لعلماء الدين فقد فرض الله على عباده المؤمنين هذه الفريضة لفوائد دينية وخلقية واجتماعية كثيرة .. موضحين فوائد الزكاة الدينية المتمثلة في أنها قيام بركن من أركان الإسلام وتُقرب العبد إلى ربه وتزيد في إيمانه ، كما أن في إخراج الزكاة محو للخطايا. 

وأشار العلماء إلى أن من فوائد الزكاة الخلقية أنها تلحق المزكي بركب الكرماء ذوي السماحة والسخاء وأنها تستوجب إتصاف المزكي بالرحمة والعطف على إخوانه المعدمين كما أن في الزكاة تطهيراً لأخلاق باذلها من البخل والشح قال تعالى لرسوله الكريم " خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " 

وأجمع العلماء على أن للزكاة فوائد اجتماعية كبيرة ففيها دفعاً لحاجة الفقراء وتقوية للمسلمين ورفعاً من شأنهم وفيها إزالة للأحقاد والضغائن التي تكون في صدور الفقراء والمعوزين. 

حيث أن الفقراء إذا رأوا تمتع الأغنياء بالأموال وعدم انتفاعهم بشيء منها لا بقليل ولا بكثير ربما يحملون عداوة وحقداً على الأغنياء الذين لم يراعوا لهم حقوقاً ولم يدفعوا لهم حاجة، فإذا صرف الأغنياء لهم شيئاً من أموالهم على رأس كل حول زالت تلك الأحقاد. 

واعتبر العلماء الزكاة تنمية للأموال وتكثيراً لبركتها كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما نقص مال من صدقة " أي إن نقصت الصدقة المال عدديا فإنها لن تنقصه بركة وزيادة في المستقبل بل يخلف الله بدلها ويبارك له في ماله ، وفي الزكاة توسعة وبسطاً للأموال فإن الأموال إذا صرف منها شيء اتسعت دائرتها وانتفع بها كثير من الناس ، بخلاف إذا كانت دولة بين الأغنياء لا يحصل الفقراء على شيء منها . 

وحسب كتب الشريعة الإسلامية فإن للزكاة آثار على المزكي في أنها برهان على صدق إيمانه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والصدقة برهان " كما أنها طهرة لنفسه من البخل والشح قال تعالى " وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ". 

كما اعتبر العلماء هذه الفريضة أهم دعامة من دعائم الإسلام الاقتصادية الكبرى فهي تُكَوِّن مورداً من موارد المالية الّتي لا تنضب على مَرِّ السنين ووسيلة من وسائله الناجحة لتحقيق التّضامن الاجتماعي والتّكافل الإجباري بين أفراده ورحمة من رحماته تعالى لعباده المؤمنين. 

ويبارك المولى عز وجل للمجتمع الّذي يؤدي هذه الفريضة ويتغشاهم برحماته قال تعالى : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ". 

وقد وعد الله تعالى الذين يؤدون هذه الفريضة بالفلاح والثواب الجزيل في الدنيا والآخرة قال تعالى قدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ". 

فيما توعد الله تعالى المانعين من إخراج الزكاة بأشد أنواع العقاب " وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ، يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ". 
سبأ