الممثلة السورية مي سكاف تعرض نفسها طعاماً لـ4 نمور احتجاجاً على الموت والمهانة التي يواجهها اللاجئون

عدن لنج - هافينغتون بوست عربي

 

اختتمت فنانة سورية معرضاً فنياً سياسياً مثيراً للجدل أُقيم في ألمانيا بنهاية لافتة للانتباه، حيث عرضت نفسها طعاماً لـ4 نمور ليبية، كرمز للاحتجاج على الموت والمهانة التي يواجهها آلاف اللاجئين الذين يحاولون الفرار من الحرب.

ففي المعرض الذي أعدته مجموعة “مركز الجمال السياسي”، والتي تضم الفنانين الألمان المطالبين بتعزيز حقوق اللاجئين، وُضِعت 4 نمور في ساحةٍ خارج مسرح مكسيم غوركي وسط العاصمة برلين لمدة أسبوعين احتجاجاً على ما يرونه “سياسة اللجوء الأوروبية الخرقاء”.

وطلبت المجموعة المُنظمة للحدث من اللاجئين أن يدخلوا القفص، ومواجهة خطر الموت قبالة الحشود الضخمة التي تواجدت في الساحة مساء الثلاثاء، 28 يونيو/حزيران، وبالفعل تقدم 10 متطوعين لعرض أنفسهم، من بينهم الفنانة السورية مي سكاف، بحسب ما نقل موقع Middle East Eye.

وفي حين لم يُسمح لأي من المتطوعين دخول القفص، ألقت مي خطبة مُبكية بين الحشود، فقالت “ربما يعرفني مُستمعٌ بين الملايين في العالم العربي كممثلة تلفزيونية؛ ولكنّي لم أعد أقوم بدور تمثيلي، فالدور الوحيد الذي ألعبه الآن هو الدور المُحدد لي من قِبل السلطات الفرنسية”.


وبعد شرح رحلتها الطويلة المُعقدة إلى فرنسا من سوريا -حيث أصبحت رمزاً للثورة بعدما ألقت قوات الأمن القبض عليها في 2011 لدعم الاحتجاج علانية- أوضحت مي لِمَ عرضت أن تواجه خطر أن تُؤكل أمام الحشود من قِبل أربعة نمور: “عندما سدّت أوروبا الطريق المُتحضر الآمن؛ واجه الآلاف الاختبار بين الموت المحتوم جراء الحرب واحتمال الموت في البحر على متن سفن ليست آمنة يقودها مُحتالون. البحر المتوسط يعني الآن الموت بالنسبة لنا ببساطة”.

وقد نُظمت الفعالية لإحياء الذكرى الخامسة عشر لقرار المجلس الأوروبي الذي قالت مي إنه منذ تمريره، اضطر مئات الآلاف إلى اتباع طرق بائسة للجوء بأوروبا.

فالقرار الذي تم تمريره من قِبل المجلس في 28 يونيو/حزيران 2011، يعني عملياً أنه على شركات الطيران اتباع ضوابط الهجرة، ومواجهة خطر عقوبات شديدة في حالة السماح لركاب من خارج الاتحاد الأوربي بالسفر إلى أوروبا دون حيازة تأشيرة دخول سليمة.

وقد تسبب ذلك القرار، بحسب الفنانين، في دفع الناس إلى المخاطرة بسُبل أقرب إلى الانتحار، ترقى إلى الوقوف في قفص يمتلئ بالنمور الجائعة، من أجل السفر إلى أوروبا وطلب اللجوء.

وقال بيان صحفي أطلقته المجموعة إن “ذلك القانون أجبر مئات الآلاف على خوض الرحلة الخطيرة على متن القوارب”.

وكانت الفعالية الفنية -المصحوبة بمناقشات مسائية بساحة العرض– محل ترحيب من قِبل البعض باعتبارها تذكيراً صارخاً بإخفاقات سياسة الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة. ولكنها واجهت انتقادات من البعض الذين تساءلوا إذا كان إبقاء أربعة نمور ليبية في أقفاص بساحة غير مألوفة لها لمدة أسبوعين يُعد اعتداءً على الحيوانات.

وقال كيسي ليونارد، الذي يتولى رئاسة المجموعة الفنية “إن هُناك مُناقشة كبيرة عن ظروف النمور”، وأضاف “إنه وقتٌ لمُناقشة حقوق الإنسان جنباً إلى جنب مع حقوق الحيوان”.

وزارة الداخلية الألمانية، من جانبها، انتقدت العمل الفني بشدة، عبر بيان نشرته عبر حسابها الرسمي بموقع تويتر، اتهمت فيه المجموعة المُنظمة بـ”استغلال اللاجئين” بطريقة “تفتقر إلى الذوق”.

فقال البيان “إن تنتقد السياسة والنظام لهو أمرٌ مسموح وهام؛ ولكن هذا العمل يُعد عملاً يفتقر إلى الذوق يستغل فيه المبادرون المعنيين بشأن اللاجئين”.

جدير بالذكر أنه منذ بدء الصراع السوري، سجلت ألمانيا وقبلت نحو 400 ألف لاجئ سوري على أراضيها.

- هذا الموضوع مترجم عن موقع Middle East