العقيد عادل السنيدي:الحل العادل للقضية الجنوبية يتمثل بمنح شعب الجنوب حق تقرير المصير وبإشراف الامم المتحدة

عدن (عدن لنج)خاص:

أكد العقيد عادل السنيدي على أن الحل العادل للقضية الجنوبية يمتثل بمنح الجنوبيين حق تقرير المصير من خلال اجراء استفتاء شعبي حر وبإشراف الأمم المتحدة.

 

وخلال ندوة حوارية تحدث العقيد السنيدي مع أعضاء جروب الخير3 تخللها العديد من الأسئلة تناولت القضية الجنوبية اسبابها ومآلاتها في ظل الاحداث المتسارعة ويعيد "عدن لنج" نشره كما ورد:

 

من\ محمد يسلم اليافعي

 

السيرة الذاتية للضيف:

 

عادل محمد صالح السنيدي. من مواليد 1969 جبل السنيدي قرية بيت الحبيل

_ المستوى الدراسي بكالوريوس علوم عسكرية خريج الكلية العسكرية عدن عام 89 .

_يحمل الان رتبة عميد في السلك العسكري عمل في السلك العسكري وترقى فيه حتى وصل الى مدير دائرة في الحرس الجمهوري .

 

_في عام 91 انتقل بطلب من رئاسة الجمهورية للعمل في القصر الجمهوري بوظيفة مدير مكتب الشؤون المالية والإدارية في الامانة العامة للرئاسة الجمهورية.

-استمر في عملة حتى حرب 94 تم إقصاءه من عمله مع كثير من الكوادر الجنوبية وانتقل للعمل الخاص في عدن وأبين وفِي عام 98 انتقل للعمل في المملكة العربية السعودية.

_ عنده دورات في التنمية البشرية يحب الاطلاع المستمر والقراءة في عالم المال والأعمال والتسويق وإدارة الموارد البشرية.

 

أهلا وسهلاً بك سعادة العقيد في جروب الخير 

س-كيف ينظر العميد عادل السنيدي المحتوى السياسي للقضية الجنوبية؟

اهلا بكم ونشكر لكم حفاوة الترحيب ولمن اعد السيرة الذاتية وسعيد أن اكون بينكم تبدء وقائع الخلفيات السياسية الجنوبية من العام 1989 وهو الذي سيقودنا الى معرفة الحقائق عنها بشكل سليم نستعرض خلفيتها التاريخية من خلال  خمس مراحل رئيسية

وهي

-المرحلة الاولى من 30 نوفمبر 1989 الى 22 مايو 1990

-المرحلة الثانية من 22 مايو 1990 إلى 27 أبريل 1994

-المرحلة الثالثة :-من 27 أبريل إلى 7 يوليو 1994

- المرحلة الرابعة  من 7 يوليو 2007 الى 11 نوفمبر 2011

 - من 11 نوفمبر 2011 إلى يومنا هذا.

 

س:  بما أنكم كنتم من رواد العمل العسكري ماهي خلفيات التوقيع على الوحدة؟

في عام 1988 كانت العلاقات بين الطرفين على أشدها بسبب الخلافات حول الثروات النفطية في وادي جنة الواقع بين شبوة ومأرب فتم التوقيع على اتفاقية التنقيب. المشترك وعلى اثر ذلك قام علي عبد الله صالح بزيارة رسمية الى عدن في نوفمبر 1989 لحضور احتفالات شعب الجنوب عيد الاستغلال وفجأة يتم الاتفاق بينة وبين علي سالم البيض على مشروع وثيقة مشتركة أطلق عليها اعلان عدن بشأن الوحدة اليمنية فقوبلت هذه الوثيقة بمعارضة شديدة من قبل قيادات الجنوب واعتبر اعضاء المكتب السياسي للحزب الاشتراكي ان تلك الوثيقة غير مدروسة وتعبر عن قرار فردي وانها بحاجة الى خطوات متأنية وفترة زمنية لاتقل عن عشر سنوات كمرحلة انتقالية فطلب علي سالم البيض من قيادة الجنوب عدم وضعة في موقف محرج واعد انه بعد التوقيع عليها لن ينفذ منها شيء ولكنة للأسف الشديد ذهب نحوا الوحدة بشكل منفرد فأجبرت معظم القيادات على السير معه في نفس الطريق تم تشكيل لجان الوحدة في مختلف الجوانب.

 

س- هل نفهم انكم الرفيق علي سالم البيض المسؤولية بعيداً عن اللجنة المركزية؟

ارجو التركيز معي هنا فقد عرض الطرف الشمالي عدة مشاريع للوحدة منها الكونفدرالية والفيدرالية لكن اقولها مرة اخرى للأسف علي سالم البيض اصر على الوحدة الاندماجية.

تم تجاهل وقائع التاريخ بان هاذين الكيانين لم يكونا موحدين في اي عصر من عصور التاريخ وان الوحدة اتت بالعاطفة وليس وفقا

لمنطق والعقل وهناك فوارق كبيرة بين النظامين اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا.

 

س: هل كانت هناك ضمانات للجنوبيين قبل التوقيع؟

قدم الجنوب تنازلات كبيرة منها العاصمة والعملة ورئاسة الدولة وأرض واسعة وشواطئ بحرية وجزر وثروات طبيعة متعددة بينما لم يقدم الشمال مقابلها اي شيء يذكر.

 

س: تحدثتم عن المرحلة الثانية ماذا تقصدون بها؟

تم الاتفاق بين الطرفين على تطبيق افضلية التجربتين في دولة الوحدة ولكن ما تم تطبيقه هو تجربة الجمهورية العربية اليمنية للاسف بكل مساوئها

كانت مراكز القوى العسكرية والقبلية والدينية في الشمال كانت نوابها مبيته وغير سليمة والدليل على ذلك فتم تشكيل حزب سياسي مهمته معارضة ما يتفق علية صالح مع القيادة الجنوبية وهو حزب الاصلاح كحزب سياسي إسلامي عبر عن معارضته للوحدة من خلال رفضة للاستفتاء على مشروع دستور دولة الوحدة باعتباره دستور علماني ولكن فيما بعد قاتل حزب الاصلاح تحت مبدا حماية الدستور والوحدة عام 94ارتكب الطرف الجنوبي اخطاء فادحة في عدم دراسته للواقع الاجتماعي والسياسي والقبلي القائم في الشمال كانت نتائج انتخابات ابريل 93 بمثابة استفتاء شعبي بان الوحدة فيها خلل كبير فقط حصد الحزب الاشتراكي كل المقاعد البرلمانية المخصصة للجنوب ما عدا مقعدين اضافة الى خمسة عشر مقعد في الشمال فاعتبر الشمال نتائج الانتخابات إلغاء لشراكة الجنوب المتساوية من خلال تقسم السلطة على ثلاثة وليس أثنين متجاهلا لواقع التاريخ وكبر مساحة الجنوب وثروته.

 

س: هل شعرتم بإرهاصات الحرب عام 94م؟

بدأت الخلافات بين الطرفين وبدا مسلسل الاغتيالات للقيادات والكوادر الجنوبية في شوارع صنعاء بحجة انهم كفرة وملحدين عندما عبر الجنوب عن رفضة للممارسات التي تقوم بها القوى النافذة شنت علية حرب تكفيرية ومواصلة اغتيال قيادته وكوادره عن طريق استقدام العناصر الإرهابية التي كانت تقاتل في أفغانستان مع اشتداد الخلافات بين الطرفين جرت الوساطات العربية فكانت أهمها الوصول الى التوقيع وثيقة العهد والاتفاق برعاية أردنية في ابريل 94ولكن وكاعادته نظام صنعاء لم يطبق منها شيئا.

 

س: بما انك قائد عسكري هل من الممكن اطلاعنا عن سير الاحداث منذ 27 ابريل وحتى 7-7 عام 1994م؟

بعدها بأسبوع اعلن صالح من ميدان السبيعين في 27 ابريل 94 الحرب على الجنوب بدأت مهاجمة الوحدات الجنوبية وصدرت الفتاوى الدينية التي تبيح قتل الجنوبين اثناء تلك الحرب باعتبارها حرب مقدسة واطلق على القوات الجنوبية قوى الردة والانفصال يعني ان المدفعين عن بلدهم الجنوب هم قوى مرتدة عن الدين الاسلامي وجازت الفتاوى استباحت الممتلكات العامة والخاصة وكان الجنوب دار كفر استبيحت مدن الجنوب كلها ودمرت مقومات الجنوب الاقتصادية والخدمية ونهب كل شيء

في يوم 7يوليو 94 اعلنت حكومة صنعاء عن انتصارها في الحرب وجهت رسالة من نظام صنعاء لمجلس الامن الدولي منها ضمان عودة كل الجنوبين الى أعمالهم ودفع التعويضات للمتضررين ولكن اقولها للاسف الشديد لم يتم تطبيق اي نقطة واحدة من تلك النقاط.

 

س: كيف تنظرون لمرحلة الحراك السلمي؟

القضايا التي عاشها الجنوب في المراحل السابقة وتم ذكرها هناك عشرات من القضايا المأساوية التي عاشها الجنوب لم يتم ذكرها نظرا لعدم التطويل كانت محفزة لثورة جنوبية سلمية بدأت عندما قام مجموعة من العسكريين والآمنين المحالين  للتقاعد قسر بأول مظاهرة سلمية استجابت لها كل الجنوب فقد كان الجنوب كلة يئن من القهر والظلم وكانت المطالَب في البداية حقوقية ومطالب بسيطة جرت مجابهتها بالقمع والعنف من خلال الاعتقالات الواسعة والقتل المفرط فلم تجد اي حلول ناجعة للقضية الجنوبية فالجنوب كدولة وشعب وأرض وهوية دخل في وحدة ندية مع الشمال وبدون الاعتراف والعمل بهذه الحقيقة المطلقة فان الحلول تبقى ضرب من الخيال بعد ذلك ومع اشتداد التعسف وعدم وجود  حلول عادلة للقضية الجنوبية أدت تلك الاحداث الى ميلاد القضية الجنوبية والحرك الجنوبي المطالَب فك الارتباط قامت مكونات الحراك خاصة في الفترة من 2009 الى 2010 بصياغة برامج سياسية للمستقبل وتتعلق بمرحلة استعادة الدولة تشكلت لجان شعبية في عدد من المحافظات الجنوبية والشرقية في اغسطس 98 الى 2001 في نشاطها الرافض لتداعيات الحرب بوصفها ناتجة عن احتلال دولة وتم تأسيس بعد ذلك ما عرف باسم ملتقى ابناء الجنوب وكذلك جرى ملتقيات التصالح والتسامح بين الجنوبين في 2006 ويرى الحراك ان قضية الجنوب هي قضية شعب وأرض وثروة وهوية يجب استعادتها بالنضال السلمي وفِي نفس الوقت بذلت جهود حثيثة لتوحيد جميع المكونات تحت مضلة واحدة ليكون الحراك هو الحامل الشرعي للقضية الجنوبية وحث الحراك على العصيان المدني ونجح الحراك في مقاطعة مرحلة الاعداد للانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في ابريل 27 2009 واجلت لعامين من الواضح ان تنامي قدرة الحراك في تلك الفترة واتساع قاعدته شعبية في الجنوب يقابلها تأكل في سلطات الدولة وانفلات سيطرتها.

 

س: كيف ينظر العقيد عادل السنيدي لمرحلة ثورة الشباب في صنعاء وأثرها على القضية الجنوبية ؟

منذ  انطلاق ثورة الشباب في 2011 إلى يومنا هذا  دخلت البلاد في منعطف حاد ازداد خطورة باندلاع صراع سياسي وعسكري على السلطة في صنعاء بعد تفاقم الأزمة اطلق  مجلس التعاون الخليجي مبادرته شملت القضية الجنوبية وغيرها انعقد على ضوئها مؤتمر الحوار الوطني الذي أقر بالإجماع مركزية ومحورية القضية الجنوبية وبرغم عدم مشاركة الكتلة في الحراك الجنوبي السلمي الى ان مخرجاته جاءت بالحد الأدنى لمعالجة القضية وهكذا نجد ان المتغير الجديد الذي تمثل بضهور قوة جديدة عقائدية ومسلحة خرجت من نفس المنبت فشكلت تحالفا جديد للقوة وهو تحالف الحوثي وصالح وهو الامر الذي اقتض سرعة الحسم فانطلقت عاصفة الحسم ،ألقت التطورات الدراماتيكية في شمال اليمن بتأثيرها على المشهد في الجنوب لجهة تعزيز المطالَب بالانفصال خاصة بعد سيطرة الحوثي على صنعاء وكانت فعالية ثورة أكتوبر تصعيد لافتا حيث التف الجنوبين من الحراك وخارجة حول دعوة تقرير المصير كتعبير ناعم لمطلب الانفصال ان مسار الجنوب يتجه نحوا حل يتسم بتحقيق شكل من الاستقلالية ليس بالضرورة ان يأخذ شكل الانفصال الناجز الا انه بالضرورة ان تحقق فيه ارادة وإدارة مستقلة بعيد عن الشمال خاصة في هذه المرحلة ويمكن القول ان الدول الإقليمية والدولية الراعية للعملية السياسية في اليمن ستكون مضطرة لاستيعاب المطالَب الشرعية للجنوبين في ادارة شؤونهم بنفسهم وهذا لم يأتي من فراغ بل بنضال ودور ابناء الجنوب في كل المراحل وخاصة الدور والمقاومة المنقطعة النظير التي وقف بها الجنوبيين في التصدي الحوثين ودافع عن بلدهم لقد اثبتوا بما للبدع مجال للشك بأنهم يقاتلوا دافع عن الارض والشعب والهوية وفِي الاخير.

 

س: برأيك ماهو الحل العادل للقضية الجنوبية؟

فِي اعتقادي المتواضع ان الحل الامثل والعادل للقضية الجنوبية المزمنة والمعقدة هو منح الجنوبيين حق تقرير المصير من خلال اجراء  استفتاء شعبي حر وبإشراف الأمم المتحدة لتمكينهم من تقرير مصيرهم في البقاء في دولة اتحادية او في الاستقلال الكامل واستعادة الدولة.

 

س: تقييمك للانتصارات الجنوبية بعد عاصفة الحزم ورسالتك الأخيرة ؟

اولا من هنا اقدم رسالة شكر وامتنان من ابناء الجنوب الى مملكة الحزم وإمارات الخير الذي كأن  لوقوفهم معنا الدور الاكبر والذي من خلاله تمكنت المقاومة الجنوبية من دحر الحوثيين وصالح ومن يقف معهم المد الفارسي لقد سطرت المقاومة الجنوبية اروع الملاحم والبطولات الأسطورية من الوقوف ضد هذا المد الفارسي وتمكنت عدن مع مقاومتها الباسلة في الوقوف دافع عن عدن 109 يوم حتى اتت عاصفة الحزم ليتحول الدافع الى هجوم ودحر وإخراج النجس الحوثي العفاشي من عدن الطاهرة بتعاون ودعم من مملكة الخير والحزم المملكة العربية السعودية الذي لن ولن نسى وقفتها معنا وهو دين في راقبنا وسنكون سيف بتار في يدها وسنكون معها والى جانبها بكل الاوقات المقاومة الجنوبية تقاتل على الارض من اجل وطن والى جانب الشرعية وحملت على عاتقها الشهادة او النصر من اجل تربة الوطن الحبيب.