تنذر مختلف التطورات على الصعيدين السياسي والعسكري، بأنّ المليشيات الإخوانية الإرهابية تخطّط لاجتياح العاصمة عدن، في مؤامرة خبيثة تستهدف النيل من أمن الجنوب.
المليشيات الإخوانية برهنت على عدائها المفضوح ضد الجنوب، وتجلّى ذلك في سلسلة طويلة من التحركات المشبوهة في محافظة أبين، بالإضافة إلى تصعيد الاعتداءات الإرهابية في محافظة أرخبيل سقطرى.
ويرى مراقبون أنّ "إخوان الشرعية" يعمدون إلى استفزاز الجنوبيين في محاولة لإشعال الفوضى على النحو الذي يُمكِّنهم من احتلال العاصمة عدن، وهو ما يفرض ضرورة توخي الحذر والحيطة، في المرحلة المقبلة.
التحركات الإخوانية المريبة أنذرت بهجومٍ متوقع على العاصمة عدن، قادت إلى خطوة جنوبية عاجلة، حيث وصلت تعزيزات عسكرية ضخمة إلى القوات المسلحة الجنوبية، لتأمين العاصمة عدن في منتصف أبريل الجاري.
المليشيات الإخوانية هدفها في المقام الأول مصادرة مقدرات الجنوبيين، واحتلال أراضيهم، في وقتٍ تركت فيه "الشرعية" أراضيها لقبضة المليشيات الحوثية الإرهابية.
وأصبح واضحًا للعيان أنّ التفاهم الإخواني - الحوثي يتضمن أن تظل المليشيات الحوثية تسيطر على الشمال، فيما يحاول إخوان الشرعية بسط نفوذهم على الجنوب، في مؤامرة مفضوحة لن يُكتب لها النجاح مطلقًا.
ففي الوقت الذي تنسج فيه حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، خيوط المؤامرة على الجنوب وعاصمته عدن، فإنّ القيادة السياسية للإنتقالي تواصل العمل تجنيب الوطن من ويلات هذا الإرهاب الغاشم.
حيث عقدت الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، مع عددٍ من الوزراء السابقين لوزارة الدفاع اجتماع هام لمناقشة التطورات على الساحة الجنوبية، فقد تمّ التطرق إلى الخطط الإخوانية الرامية إلى إشاعة الفوضى في عدن.
واستعرضوا، الهجمة الشرسة على المجلس بعد إعلان حالة الطوارئ والإدارة الذاتية للجنوب، من أحزاب وقوى معادية للقضية الجنوبية، كما تناول الاجتماع الوضع الكارثي في العاصمة عدن، عقب الأمطار الغزيرة التي شهدتها، وآليات العمل على معالجة الأضرار الناجمة عن السيول بجهود ذاتية.
ونوقشت محاولات حزب الإصلاح الإخواني، دس مليشياته الإرهابية داخل عدن بهدف إشعال الفتنة وخلق حالة فوضى للنهب والسرقة وإرباك الوضع في العاصمة عدن.
وكشف رئيس الجمعية الوطنية عن انتباه قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي للمؤامرة، مشيرًا إلى اعتزام المجلس التدخل لوضع حد لهذه التصرفات اللامسؤولة.
كل الاجتماع بعد أن أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، قرار الإدارة الذاتية للجنوب الذي أصدره، مساء السبت المنصرم، وأستطاع أن يقلب الطاولة على الشرعية وكذلك المليشيات الحوثية بعد أن أظهر استعداده الكامل لاستعادة الدولة وإداراتها على النحو الذي يقضي على مؤامرات مليشيات الإخوان والحوثي الإرهابية.
وأفضى قرار الإدارة الذاتية إلى مضاعفة الضغوطات الدولية على الشرعية لتطبيق اتفاق الرياض، وكذلك فإن المليشيات الحوثية أضحت هي الأخرى في مأزق إذ أن تعديل مسار الشرعية يعني إحباط العديد من الخطط التي كان مقرراً تنفيذها في الجنوب خلال الفترة المقبلة.
وحقق المجلس الانتقالي عدة انتصارات سياسية ودبلوماسية جراء هذا القرار الجريء، تمثل ذلك تحديداً في الموقف الروسي الذي تفهّم إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي "الإدارة الذاتية"، بجانب العديد من المكاسب الداخلية التي تمثلت في التفاف أبناء الجنوب خلف قيادة الانتقالي، وأن المظاهرات الحاشدة التي شهدتها عدة محافظات جنوبية عبَرت عن هذا التأييد.