طوال السنوات الماضية تسعى النساء والشباب في البلاد إلى حل النزاع وإنهاء الحرب وذلك من خلال تأسيس التحالفات النسوية والشبابية التي تعمل على نشر ثقافة السلام، والتنمية، وإشراك النساء والشباب في الوصول إلى صنع القرار والمساهمة في بناء السلام.
إلا أن هذه الجهود لم تلق أي اهتمام أو التفات من قبل الجهات المعنية في بناء السلام، ولم تعط النساء والشباب حقهم في المشاركة في صنع السلام، على الرغم من دورهم البارز في المجتمع.
* * مشاركات سابقة
عضو الشؤون السياسية والتخطيط في خارجية المجلس الانتقالي الجنوبي رشا فريد بن عطاف، أشارت إلى أنه بطبيعة الحال النساء في الجنوب بحكم مشاركتهن سابقا في الدولة وتمكينهن من الوصول إلى مواقع صنع القرار السياسي، ورثن عن الدولة السابقة ومن قبل ذلك إبان الاستعمار البريطاني للجنوب الفكر التعايشي والإرادة الصلبة لتحقيق مطالبهن، وبما أن النساء لسن صانعات حرب فهن بالتأكيد ناجحات بكونهن صانعات سلام.
* * دور المنظمات المحلية
وأوضحت بن عطاف في حديثها "لعدن لنج " أن منظمات المجتمع المدني تلعب دورا مهما في سد الثغرات الخدمية، لكن يجب على المنظمات البعد عن التورط بالمناكفات السياسية، والعمل وفق خطط واقعية، وعدم التداخل في الاختصاصات التي ميعت العمل الإنساني والمجتمعي، وأصبحت بعد الجهات تستخدمها كأداة ضد خصومها بدلا من أن تكون أداة لخدمة المجتمع.
* * بناء المجتمع
وقالت عضو الشؤون السياسية والتخطيط في خارجية المجلس الانتقالي الجنوبي إنه ينتظر من الإعلام أن يقوم بعمله المناط به من توعية النساء بدورهن في بناء المجتمع، ودعمهن لنساء مثلهن ليعززن تمثيل المرأة بما يخدمها في مواقع صنع القرار، فاستصدار قوانين تخدم المرأة لا بد من أن يكون من امرأة مثلها، فلا ننتظر من الرجال أن يكونوا على علم بمطالب النساء أو أن يكونوا منصفين في إعطائها حقوقها.
* * مستقبل واعد
وفي ختام حديث عضو الشؤون السياسية والتخطيط في خارجية المجلس الانتقالي الجنوبي رشا فريد بن عطاف قالت للأسف أرى أن التحالفات النسوية لم تدرك دورها الحقيقي من دعم المرأة وليس دعم السلطة، وذلك يعود لطبيعة إنشائها ومصادر تمويلها، لكن لا زلت متفائلة بمستقبل واعد وبوجود نساء قادرات على خلق التغيير.
* * تهميش النساء
الصحفية والناشطة وداد البدوي أوضحت أن تقوم النساء بدور مجتمعي غير عادي في المسار الأول، في صنع القرار وبناء السلام إلا أن ذلك غير منظور ولم يتم الالتفات لجهود النساء في صناعة السلام في المجتمعات المحلية من قبل المعنيين في صناعة السلام باليمن.
وأضافت البدوي للأسف الشديد المشاركة في صنع القرار مرتبط بالجهات المعنية بملف السلام في اليمن وعلي رأسها مكتب المبعوث الأممي والسفراء المعنيين بالدول الفاعلة في اليمن وهذه الدول للأسف الشديد خلال السنوات الأخيرة لم تهتم بإشراك النساء في صنع القرار وفي بناء السلام، وحاولوا أن تكون الجهود محصورة على أطراف الصراع فقط.
* * بناء السلام
وأشار وداد البدوي في حديثها "لعدن لنج " أن منظمات المجتمع المدني تحاول أن تضغط من أجل بناء سلام شامل وعادل في كل البلد وتعمل أيضا من أجل إشراك النساء والشباب في صنع السلام في مختلف مراحلها ولجانها وهيئاته، إضافة إلى أنها تحاول خلق مساحة للتعايش بين المجتمعات والمشاركة وتبادل الأفكار، وكل هذه الجهود يجب أن تنعكس على طاولة المفاوضات.
* * دور سلبي
وعن دور وسائل الإعلام في تعزيز دور المرأة في صناعة وبناء السلام قالت البدوي إنه للأسف الشديد دور وسائل الإعلام في اليمن سلبي حيث 90 حيث إن جميع وسائل الإعلام التابعة لأطراف الصراع لا تهتم لقضايا المرأة، بل إنها تستغل قضاياها لخدمة أطرافها أو لضرب الأطراف الأخرى (الخصوم)، والإعلام ليس داعما للنساء وحاول أن يسيء للمرأة وخاصة خلال سنوات الحرب وهذا بحد ذاته مشكلة كبيرة.
* * ضامن حقيقي
وعن حديث وداد البدوي عن التحالفات النسوية أشارت أن هذه التحالفات مهمة جدا كونها تعمل على الضغط من أجل السلام والنهوض بأن يكون هناك سلام حقيقي خادم لبلد، وتحاول أيضا أن تعلي أصوات الفئات المستضعفة في اليمن، وأن تشرك النساء في صناعة القرار وتكون ضامن لحضور حقيقي ومشرف للنساء في المستقبل
وأوضحت مهما جدا وجود هذه التحالفات في البلاد ويجب دعمها والوقوف إلى جانبها وأن يكون لها مساحة كافية للحديث والظهور في الإعلام والمنصات العامة وأن يوصل صوتها لجميع المعنيين والمجتمع.
* * المشاركة بصنع القرار
أما الإعلامية صفاء السويدي أوضحت في حديثها "لعن لنج " أنه يمكن للنساء المشاركة في صنع السلام من خلال إشراكها في صنع القرار وخصوصا في المناطق التي تعاني من النزاعات الإضافة إلى المشاركة من خلال التوعية ومواجهة كافة العوائق الاجتماعية والسياسية والثقافية واتخاذ التدابير لضمان حماية حقوق النساء جميعها ستسهم في تحقيق وبناء السلام.
وأشارت السويدي إلى أن برز دور منظمات المجتمع المدني وخاصة بعد الحرب نظرا لغياب مؤسسات الدولة وعدم قدرتها في حماية ورعاية الفئات التي تعانين من ويلات الحروب والنزاعات.
نحن في وضع مختلف عن السابق نظرا للصراعات السياسية في البلاد
* * تحالفات نسائية
وقالت السويدي، إن المرأة في القديم كانت تتولى مناصب عدة واسعة وكان المجتمع يؤمن بقدراتها في مختلف المجالات، ولكن الآن أصبحت المرأة تتقلد مناصب قليلة جدا، نتيجة الوضع السياسي الذي لا لم يؤمن بها أو يتيح لها الفرص بتوليها المناصب.
وفي ختام حديث الإعلامية صفاء السويدي أوضحت أن التحالفات النسوية التي ظهرت في الأعوام الماضية ستعمل بكل تأكيد على الضغط على أطراف الصراع، وستعمل على إعطاء المرأة حقها ومكانتها في المجتمع.
* * تعزيز الشباب
أمين عام المنتدى الشبابي للتنمية السياسية محمد علي الداؤودي أشار إلى أننا نؤمن بأن الشباب لديهم القدرة على تغيير الواقع وتحقيق السلام والاستقرار، وذلك من خلال المشاركة الفعالة في صناعة القرار والانخراط في المؤسسات الحكومية والسياسية.
وأضاف يجب أن يكون لدى الشباب وعي كامل بحقوقهم وواجباتهم، ويجب أن يتلقوا التدريب والتأهيل لتمكنهم من المشاركة بفعالية في المجتمع، بطريقة تعزز السلام والتماسك المجتمعي، وكون الشباب هم أمل المستقبل، لذلك فإنه يتوجب عليهم نشر الوعي ورسائل السلام، ونشر ثقافة التسامح والاحترام المتبادل، وكذا أهمية الحوار والتفاهم من أجل بناء سلام مستدام.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون للشباب دور في تعزيز قضايا السلام والأمن وذلك من خلال تأسيس منصات شبابية ومنتديات يتم من خلالها إقامة الفعاليات المجتمعية التي تسهم في توعية وتطوير المجتمع.
* * دور حيوي
بالنسبة لدور المنظمات أوضح محمد الداؤودي أن منظمات المجتمع المدني تلعب دورا حيويا في المجتمع في ظل استمرار الصراع، فيكون لها دور في تخفيف آثار الصراع على المجتمع، كونها تستطيع أن تنظم الفعاليات وورش العمل والندوات التي تعزز ثقافة السلام والتسامح والتعايش في المجتمع، والتي من شأنها أن تدعو أطراف الصراع إلى الحلول السلمية وتشجع على الحوار وحل الخلافات عن طريق التفاوض.
وتابع بالقول يمكن لهذه المنظمات أيضا التشبيك مع المنظمات الدولية وإيجاد حلول مناسبة للتخفيف عن ضحايا الصراع من خلال دعمهم ومساندتهم، وأيضا محاولة توفير الخدمات الأساسية للمجتمع، في ظل غياب شبه تام للمؤسسات الحكومية، والانهيار الاقتصادي، وكذلك انهيار العملة المحلية، نتيجة الحرب.
* * تزايد وسائل الإعلام
وقال الداؤودي إن اليوم في ظل تزايد وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي قد سهل على الشباب الاستفادة منها بشكل كبير، ولا شك بأن وسائل الإعلام تلعب دورا كبيرا في تعزيز دور الشباب في إحلال السلام من خلال تنظيم حملات توعية وتثقيف للشباب حول قضايا السلام والتسامح، وكذلك من خلال تسليط الضوء على الشباب الناجح، ونشر قصص نجاحهم بحيث يكونون مصدر إلهام لغيرهم من الشباب.
وتابع بالقول يمكن أن تدفع وسائل الإعلام بالشباب في المشاركة في جهود إحلال السلام من خلال تحفيزهم وتشجيعهم، وأعطاهم مساحة كافية لإبراز ما لديهم من أفكار وآراء ومقترحات وإظهارها للمجتمع، وأيضا محاولة إيجاد آلية معينة لربطهم بصناع القرار.
* * المنتديات الشبابية
وأشار الدؤودي بالنسبة لمسألة إنهاء الصراع "باعتقادي قد نبالغ نوعا ما إن قلنا بأن المنتديات الشبابية أو منظمات المجتمع المدني بشكل عام، تستطيع الضغط على صناع القرار أو على أطراف الصراع لإنهاء الحرب، إلا بقدر محدود، كون الصراع الدائر بين الأطراف اليوم جعل من اليمن ساحة صراع وتجاذب لدى كثير من الأطراف الإقليمية والدولية
وأوضح أن التحالفات والمنتديات الشبابية وغيرها من المنظمات المحلية هي جزء من جهود أوسع لإنهاء الصراع وتحقيق حقوق الشباب، فدور المنتديات في الإسهام في إنهاء الصراع الدائر يمكن أن يكون متعدد الأوجه ومتنوع.
* * حملات توعية
واختتم محمد الداؤودي حديثه بالقول يمكن أن تقوم هذه المنتديات بحشد جهودها لزيادة الوعي بأسباب وآثار الصراع، وذلك من خلال إجراء حملات تثقيفية، وإصدار تقارير، وتشجيع عمليات المصالحة بين الأطراف المتحاربة. ولكن يجب أن تدعم هذه المنتديات بشكل فعال من قبل المجتمع الدولي والحكومات المحلية والدولية، وقبل ذلك يجب أن تكون هناك إرادة سياسية حقيقية لتحقيق التغيير.