عام من الانتصارات... سهام الشرق تدك معاقل تنظيم القاعدة بأبين

عدن لنج/ خاص
في الثالث والعشرين من أغسطس 2022م، كانت أبين على موعد من الخلاص من تنظيم القاعدة، وذلك عندما انطلقت عمليات سهام الشرق في المحافظة، لاجتثاث الإرهاب وتطهيرها منه، بمشاركة القوات المسلحة الجنوبية ومنتسبي أمن أبين بمساندة رجال قبائل المحافظة.
 
عمليات سهام الشرق استطاعت خلال مراحلها الأربع أن تطهر المحافظة من التنظيم، حيث تمكنت القوات المسلحة الجنوبية من دك أوكار ومعاقل التنظيم والسيطرة على أبرز معسكرات القاعدة في أبين بل على مستوى الجزيرة العربية وكان أهمها معسكر واد عومران الشهير.
 
وخلال عام من العملية حققت القوات الجنوبية انتصارات عديدة، كان أهمها توحيد الصف والتفاف وتأييد القبائل الذين أعلنوا عن وقوفهم مع القوات الجنوبية حتى يتم تطهير محافظة أبين والجنوب من التنظيمات الإرهابية.
 
* * أهداف محددة
المتحدث الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية المقدم محمد النقيب، قال في حديثه "لعدن لنج" إنه بالنظر إلى المهام والأهداف المحددة لعملية سهام الشرق ساعة انطلاقها في أغسطس عام 2022 م وفق خطة مدروسة أخذت بكل متطلبات وشروط النجاح والحسم، نجد أن العملية استطاعت خلال مراحلها الاربع انجاز أهدافها ومهامها.
 
* * تدمير أوكار الإرهاب
وأشار المقدم النقيب إلى أن العملية بمختلف مراحلها شهدت أعمالا قتالية وأمنية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، حيث استهدفت وحدات القوات الجنوبية المشاركة في العملية بأكثر من خمسين عملية إرهابية واشتبكت مع عناصر تنظيم القاعدة في كل معقل ومعسكر للتنظيم، وبالتالي فإن قواتنا قدمت تضحيات جسيمة وثمنا باهضا من خيرة الرجال الأبطال وعلى رأسهم القائد البطل الشهيد عبداللطيف السيد.
 
وأضاف المقدم النقيب كان لقبائل أبين وإلى جانب قواتنا الأمنية والعسكرية دور في التضحية وشرف صناعة الانتصارات، وثمرت هذه التضحيات هي تطهير أبين من الإرهاب الذي تم تصديره إليها طيلة عقدين وتدمير كل أوكاره وبنياه التحتية وطرد عناصره.
 
* * توحيد الصف
وأوضح المتحدث الرسمي أن عملية سهام الشرق نجحت في تحقيق اهدافها، في دك أوكار ومعسكرات التنظيمات الارهابية وملاحقتها وقتل المئات من عناصرها، كما نجحت في توحيد الصف الجنوبي على المستوى الوطني وعلى مستوى محافظة أبين.
 
واستطرد بالقول إن من جملة الانجازات، بل وأبرزها، هو موقف القبائل، التي أكدت موقفها الثابت المؤيد والمساند لقواتنا المسلحة الجنوبية ولعملية سهام الشرق، واعلانها الشجاع، ان مناطقها مناطق محرمة عبورها أو اتخاذها مواقع ومعسكرات ومسارح لعمل ونشاط عناصر التنظيمات الإرهابية، وهذا التأكيد في موقف القبائل المعلن عنه، هو بمثابة سياج اجتماعي صلب ومتين ضد الإرهاب وتنظيماته إلى جانب القوات المسلحة الجنوبية والأمن الجنوبي.
 
* * انسحاب التنظيم
وقال المقدم النقيب إن معركتنا المصيرية ضد الارهاب مستمرة لا سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار أن فلول التنظيمات الإرهابية الهاربة من معسكراتها وأوكارها وجحورها في وادي عومران وواد جنن ووادي الرفص ووادي الخيالة والأودية الاخرى واينما كان تواجدها وانتشارها في ابين، قد انسحبت إلى معسكرات رعاة الإرهاب الموجه ضد الجنوب وداعميه التاريخيين.
 
وأضاف المقدم النقيب بعض العناصر الارهابية انسحب إلى معسكرات الحوثيين في البيضاء وبعضها انسحبت إلى معسكرات الإخوان في مأرب والمنطقة العسكرية الأولى، ولأنها أداة من أدوات تلك القوى اليمنية فإن احتمال إعادة بث الروح فيها وتذخيرها ماديا وبشريا ومن ثم توجيهها نحو الجنوب وأبين على وجه الخصوص واردا ولهذا نؤكد ان عملية سهام شرق مستمرة ومتطورة في استراتيجيتها وفق المهام وبما يواكب ويتوافق على أساليب ووسائل الارهاب وتنظيماته وداعميه.
 
* * دعم إماراتي
وفي حديث المقدم النقيب أوضح أن القوات المسلحة الجنوبية في حربها على الإرهاب الذي جرى زرعه وتجذيره في الجنوب، تخوض المعركة المصيرية والوجودية بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، وهذه المعركة بمختلف عملياتها منها عملية سهام الشرق هي امتداد للحرب الوطنية والإقليمية على الإرهاب في الجنوب الذي تموله قوى الاحتلال اليمني التي كانت وما زالت مصدر الإرهاب ومنبع روافده الفكرية والمادية والاجتماعية والدعائية والإعلامية.
 
* * يقين دولي
واختتم المتحدث الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية المقدم محمد النقيب، بالقول إن العالم والشركاء الدوليين باتوا على يقين تام بذلك، ويرون أن الانجازات التي حققتها قوات المسلحة الجنوبية في الحرب على الإرهاب في عملية سهام الشرق وسهام الجنوب وفي عملية الفيصل بحضرموت الساحل وغيرها تمثل في المحصلة النهائية انتصارا للحرب الدولية على الإرهاب.
 
* * أهداف وانجازات
المحلل والكاتب السياسي صالح علي الدويل باراس أشار إلى أن عمليات سهام الشرق حققت الكثير من أهدافها، فالعمليات ضد المنظمات الإرهابية ليست كالحرب التقليدية يتحقق هدفها بالسيطرة على الموقع العسكري لكنها حرب تتعامل مع جماعات وأفراد أكثرهم يذوب في المجتمع أو يختفي وإذا وجدوا ظروفا مواتية انبعثوا، ومن أهم مكاسب العملية أنها حققت السيطرة على المناطق التي ظلوا يحتمون بها وينطلقون منها وستحول دون انبعاثهم مرة أخرى.
 
وتابع الدويل بالقول أن أهم انجاز عمليات سهام الشرق إنها افقدت العناصر الإرهابية، ميزة المباغتة، وأهم انجاز لسهام الشرق أن جعلت تنظيم القاعدة الإرهابي لم يعد قادر على التحدي، كما كان الحال في السابق، بل لاذ بالفرار وصار يتخفى في الأودية والشعاب كأفراد وليس جماعات تشكل مركز حركة وانطلاق، وأيضا من منجزات سهام الشرق أن حققت التفافا شعبيا وقبليا ومناطقيا ضد تلك التنظيمات الإرهابية واستشعرت الحواضن خطر الإرهاب عليها.
 
* * كسر تنظيم القاعدة
وأوضح صالح الدويل أن سهام الشرق بمثابة كسر العمود الفقري لتنظيم القاعدة وستكون لها ارتدادات تنظيمية وعسكرية على التنظيم الذي لم يعد قادر على التجمع مرة أخرى في تجمعات محددة مأمونة، وبالتأكيد فإنه سيلاقي حربا لا تقل عما واجهها في أبين كما أن العالم والإقليم أصبح يثق بشريك جنوبي قوي قادر على محاربة الإرهاب.
 
* * تأييد العالم
وقال المحلل والكاتب السياسي إن نظام صنعاء كان يربط الجنوب بالإرهاب وأنه في حال استقلال الجنوب، أو تأييد العالم استقلاله فإن الوريث هو المنظمات الإرهابية وظل هذا التنميط قائما أمنيا واستخباريا وسياسيا لدى دول الإقليم والعالم ومع ذلك ظل الإرهاب في الجنوب لأن نظام صنعاء لا يريد له أن ينهزم.
 
* * شريك قوي
وأشار المحلل والكاتب السياسي صالح الدويل باراس في ختام حديثه "لعدن لنج " أن القوات الجنوبية جاءت وأثبتت أن الجنوبيين هم الأقدر على مكافحة الإرهاب واجتثاثه وهو ما يعطي إثبات جنوبي للعالم إن استعادة الدولة الجنوبية ستكون شريكا قويا في محاربة الإرهاب.