تصاعدت أصوات الجنوبيين المطالبين بإنشاء شركات اتصالات مستقلة في الجنوب، وذلك نتيجة هيمنة الحوثيين على جميع شركات الاتصالات اليمنية.
مطالب الجنوبيين جاءت نتيجة عدة أسباب منها الأمنية وأخرى اقتصادية، إضافة إلى تردي وسوء الخدمة منذ سيطرت الحوثيين عليها.
ولهذا أعلنت الحكومة اتفاقية إنشاء شركة اتصالات إماراتية مستقلة بعيدة عن سيطرة الحوثيين، إلا أنه بمجرد تم الإعلان على إنشائها ظهرت أطراف تحاول عرقلة مشروع إنشاء الشركة حفاظا على مصالحهم، الأمر الذي اعتبره نشطاء وسياسيي جنوبيين تخادم مع الحوثيين.
* * قطاع استراتيجي
مدير مكتب مركز سوث 24 للأخبار والدراسات في عدن يعقوب السفياني، أوضح أن مطالب الجنوبيين بإنشاء شركة اتصالات مستقلة في الجنوب تأتي بسبب هيمنة وسيطرة الحوثيين (المدعومة من إيران)، على هذا القطاع الحساس والاستراتيجي منذ سنوات، كون الحوثيين يديرون شركات الاتصال والإنترنت من صنعاء.
* * تداعيات أمنية واقتصادية
وأضاف السفياني أن هذا الأمر له تداعيات اقتصادية وأمنية خطيرة لطالما حذر منها الخبراء وربطوها بعمليات الاغتيال والقصف حدثت في عدن ومحافظات الجنوب، علاوة على ذلك الموارد الكبيرة والهائلة التي تجلبها قطاع الاتصالات للحوثيين، والتي توظف لصناعة الأسلحة وتهريبها، وإطلاق الصواريخ والمسيرات تجاه الجنوب ودول التحالف العربي.
* * تصاعد المطالب
وأشار يعقوب السفياني أن هذه المطالب تصاعدت خلال الأيام الأخيرة، بعد الكشف عن اتفاقية بين الحكومة وشركة NX الإماراتية لهدف إنشاء شركة اتصالات مستقلة، خارج نطاق سيطرة الحوثيين، ومن المتوقع أن تكون هذه الشركة نواة لقطاع الاتصالات المستقل في مناطق الحكومة في الواقع مناطق الجنوب التي تشكل 90 % من جغرافيا المناطق الحكومة.
واستطرد حديثه "لعدن لنج " بالقول جاء تصاعد مطالب الجنوبيين كردة فعل على محاولات عرقلة هذه الشركة من بعض القوى النافذة في الشرعية اليمنية وفي مقدمتها البرلمان اليمني منتهى الولاية وأيضا بعض الشخصيات المحسوبة على حزب الإصلاح وشخصيات أخرى متهمة بارتباطها بالحوثيين.
* * عرقلة المشروع
وأشار مدير المركز إلى أنه بكل تأكيد الحوثيين سيسعون جاهدين لإفشال أي مشروع اتصالات مستقل بالجنوب، لأن ذلك سيعني فقدان جزء كبير من الموارد والتمويل المستخدم في حروبهم، وأيضا انتهاء الامتيازات الأمنية والاستخباراتية ضد خصومهم ضد المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الجنوبية.
* * تخادم غير معلن
وفي ختام حديث يعقوب السفياني قال ما هو مستغرب أن هناك بعض الأطراف في الشرعية وفي الحكومة المفترض أنها ضد الحوشيين، تلتقي معهم في هذا الهدف وهو عرقلة مشاريع الاتصالات المستقلة في الجنوب، وهذا الامر لا يمكن تفسيره إلا أنه هناك تخادم غير معلن ومصالح مشتركة تلتقي فيها هذه الأطراف مع الحوثيين.
* * مطالبات الجنوبيين
مدير تحرير صحيفة 4 مايو الصحفي علاء عادل حنش أشار في حديثه "لعدن لنج " إلى أن من أهم أسباب مطالبات أبناء الجنوب بضرورة، وسرعة إنشاء شركة اتصالات جنوبية مستقلة، هو المعاناة التي يعانيها سكان محافظات الجنوب جراء تردي خدمات الاتصالات والإنترنت بسبب سيطرة ميليشيا الحوثي على الاتصالات.
* * انهيار كبير
وأضاف أن خدمة الاتصالات والإنترنت تشهد انهيارا كبيرا في خدماتها، وكذا ارتفاع تكاليفها، إلى جانب إنه من حق أبناء الجنوب أن يكون على أرضهم شركة اتصالات مستقلة عن صنعاء اليمنية التي هيمنت على كافة مفاصل ومؤسسات الدولة طيلة الثلاثين السنة الماضية.
* * عرقلة المشروع
وأوضح حنش أن هناك قوى تسعى بكل جهدها إلى عرقلة مشروع إنشاء شركة الاتصالات المستقلة في الجنوب، ومن تلك القوى (حزب الإصلاح، ذراع الإخوان في اليمن، وميليشيا الحوثي الإيرانية)، وهذا الرفض يؤكد مدى التخادم الإخواني الحوثي، باعتبار أن الاتصالات والإنترنت تخدم الطرفين، ويستغلانها في خدمة مشروعهما.
وواصل حديثه بالقول إن الرفض يأتي في صياغة محاربة الجنوب، وعدم ترك أي مجال لإنهاء هيمنة صنعاء على الجنوب، إلى جانب العوائد المالية الهائلة التي يجنيها الحوثيون، والتي كانت أحد الأسباب الرئيسية في مواصلتهم للحرب التي توشك على دخول عامها العاشر.
* * إيرادات وأرباح
ولفت الصحفي علاء حنش إلى أن الأهمية الاستراتيجية لإنشاء شركة اتصالات جنوبية مستقلة، تكمن في أنها ستحيد الحوثي عن معرفة كل التحركات العسكرية والأمنية التي ترصدها ميلشيا الحوثي عبر شرائح الاتصالات، وحماية المعلومات.
وفي ختام حديث مدير تحرير صحيفة 4 مايو علاء حنش أشار إلى أن إنشاء شركة اتصالات جنوبية مستقلة سيوفر فرص عمل، كبيرة للشباب، لا سيما مع تزايد أعداد العاطلين عن العمل، كما أنه سيعود بالأرباح والإيرادات الكبيرة لمؤسسات الدولة.
* * أهمية كبيرة
نائب رئيس الجالية الجنوبية في ولاية متشجن الأمريكية عبد الله مثنى العروسي، أشار إلى أن هناك أهمية كبيرة لإنشاء شركة اتصالات جنوبية مستقلة حيث إنها تبعد الجنوب وشعبه من الاستغلال واستخدام التوظيف الاستخباراتي من قبل قوى الشمال بشكل عام منهم الحوثيين.
وتابع بالقول إن استقلالية الاتصالات عن الشمال مؤشر لفك الارتباط عن الشمال وعودة الحق المسلوب وهو دولة الجنوب المستقلة، إضافة إلى أنها ستعمل على المحافظة على سرية تحركات قادة الجنوب والوحدات العسكرية والأمنية والمدنية.
* * رفض الحوثيين
وأرجع العروسي سبب رفض الحوثيين إنشاء شركة الاتصالات الجنوبية المستقلة هو خوفها على خسارتهم المالية من إيرادات الاتصالات، وأيضا خروج الجنوب من عباءة سيطرتهم، وعدم استطاعتهم من التجسس المخابراتي على جنوب والجنوبيين خصوصا الجانب العسكري وتحركات القيادة.
* * ضعف الاتصالات
أما مدير مكتب الإعلام والعلاقات العامة بمديرية الحصين بالضالع مصطفى أبو اليزيد أشار إلى أنه ثمة أسباب كثيرة لمطالبة أبناء الجنوب بإنشاء شبكة اتصالات مستقلة عن صنعاء ومن أبرزها سيطرت الحوثيين على جميع شبكات الاتصالات في البلاد منذ سيطرتها على صنعاء في 2015م، بالإضافة إلى أن المواطنين في الجنوب يعانون بشكل متواصل من ضعف خدمة الاتصالات والإنترنت في المناطق المحررة ولهذا من الضروري إنشاء شبكة اتصالات مستقلة في الجنوب لخدمة المواطنين.
* * استفادة الحوثيين
وأوضح أبو اليزيد الحوثيين يسعى منع إنشاء شركة الاتصالات بعيدا عن سيطرتهم، كونهم المستفيدين بشكل كبير من عائدات خدمة الاتصالات في البلاد حيث فرض على جميع شبكات الاتصالات دفع ضرائب تحت حجة المجهود الحربي.
* * خطوة بالطريق الصحيح
واختتم حديثه بالقول إن إنشاء شبكة اتصالات خطوة ممتازة وفي الطريق الصحيح ولو أنها جاءت متأخرة، كونها تعد أول شبكة اتصالات جنوبية لا تخضع لنظام صنعاء، كما أنها ستوفر خدمة كبيرة لأبناء الجنوب والمحافظات المحررة في الاتصالات والإنترنت وبداية لبناء مؤسسات دولة الجنوب التي نناضل من أجل استعادتها بكامل مؤسساتها.
* * تردي الاتصالات والإنترنت
أما من جانب رئيس الإدارة الاجتماعية بانتقالي شكع بالضالع جياب محمد عبيد قال إن المطالبات الشعبية الواسعة بإنشاء شركة اتصالات جنوبية مستقلة جاءت بهذا التوقيت بعد تردي خدمات الاتصال والإنترنت في المناطق الجنوبية وهيمنة الحوثيين عليها والتحكم بها واستخدامها كورقة ضغط للهيمنة وإخضاع شركات الاتصال العمل تحت أمرها.
* * التحكم بالمؤسسات الجنوبية
المهندس هاني مليكان أوضح في حديثه أن ما بعد حرب صيف ١٩٩٤م على الجنوب عمل نظام عفاش على تحويل الهيئات والمؤسسات الحيوية الإيرادية إلى صنعاء وذلك من أجل المركزية والتحكم بالمؤسسات الجنوبية والسيطرة عليها ومن ضمنها مؤسسة الاتصالات.
* * مطالبات جنوبية
وأشار مليكان إلى جميع أبناء الجنوب يطالبون بإنشاء شركات اتصالات جنوبية مستقلة، كون شركات الاتصالات اليمنية يسيطر عليها الحوثيين، ونحن بوضع حرب حيث يقوم الحوثيين بالتجسس على القيادات الجنوبية الأمر الذي يعرضهم للخطر.
وتابع بالقول إن إيرادات الشركات الكبيرة تذهب أيضا إلى الحوثيين، والتي يستخدمونها في الحرب ضد الجنوب وتهدد الدول المجاورة الإقليمية.
* * دور إيجابي
وقال المهندس هاني مليكان إن إنشاء الاتصالات بالجنوب لها دور إيجابي في دفن منابع الفساد بجانب الاتصالات ومنع الإيرادات للحوثيين، متمنيا أن يتم فك الارتباط بكل المؤسسات والهيئات بالجنوب مع الإرهابي الحوثي ودخول الشركات المنافسة الاتصالات وكذلك منافسة لشركات الطيران وغيرها من المؤسسات الإيرادية.