لم تستفق عدن بعد من جائحة كورونا والتي تسبب في مئات الإصابات، حتى انتشرت أمراض الحميات وأمراض أخرى تفتك بالمواطنين وتهدد حياتهم، وفي الأوان الأخير تزايدت أعداد حالات الإصابة بالحميات الأمر الذي تسبب بقلق كبير بين مواطني عدن.
وما زاد الطين بلة انتشار أمراض جديدة كالرمد والحصبة وجذري الماء "الجتيعة"، حيث أصيب المئات من المواطنين في عدن بها وخاصة في السجون والأحياء السكنية الفقيرة.
عوامل عديدة تسببت في تفشي هذه الأمراض منها، قلة وعي المواطنين بضرورة هدم بؤر تكاثر البعوض، إضافة إلى قلة النظافة، وانقطاع الكهرباء وخاصة في فصل الصيف، ما تسبب في انتشار الكثير من الأمراض الجلدية.
هذا الأمر جعل وزارة الصحة تكثف من حملاتها التحصينية والتوعوية من هذه الأمراض من أجل الحد من انتشارها وحماية المواطنين من الإصابة بها.
* * عوامل الانتشار
الدكتور سالم الشبحي، رئيس لجنة الصحة والبيئة في الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، وكيل وزارة الصحة العامة قطاع السكان، أشار إلى أن انتشار الأمراض في الأوان الأخير جاء نتيجة للحروب الدائمة في البلاد، إضافة إلى أن هناك عددا من العوامل الأخرى التي فاقمت من انتشارها، أهمها هو عدم وجود النظافة وكدا انقطاعات المياه المستمرة، الذي يتسبب في ركود المياه أمام خزانات المياه المتواجدة في الشوارع الأمر الذي يعد بؤرة للبعوض التي تنقل الأمراض كحمى الضنك والملاريا.
* * انتشار كبير
وأوضح الدكتور الشبحي في هذه الأيام ينتشر مرض الرمد والحصبة وغيرهما من الأمراض بشكل كبير بين المواطنين في عدن وفي محافظات الجنوب الأخرى، ويجب الوقاية منه عن طريق الابتعاد وعدم الاختلاط بالأشخاص المصابين، إضافة إلى التعقيم المستمر، وهذا الأمر يحتاج إلى رفع الوعي والتثقيف الصحي للمواطنين في كيفية الوقاية من هذه الأمراض.
* * عدم أخذ اللقاحات
وأضاف أن انتشار الحصبة كان بسبب عدم أخذ بعض المواطنين للقاحات، وأيضا التنقلات بين المناطق المحررة ومناطق سيطرة الحوثيين كون الحوثيون قاموا بمنع المواطنين من أخذ اللقاحات، مطالبا المنظمات الدولية بضرورة الضغط على الحوثيين من أجل إعطاء المواطنين اللقاحات ضد الأمراض للحد من انتشارها ومحاربتها.
* * حملات توعوية
وفي ختام حديث الدكتور سالم الشبحي، رئيس لجنة الصحة والبيئة في الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، وكيل وزارة الصحة العامة قطاع السكان، قال إن وزارة الصحة نفذت خلال المدة الماضية عددا من حملات التحصين من أمراض الحصبة وكورونا وشلل الأطفال، إضافة إلى الحملات التوعوية للوقاية من هذه الأمراض.
* * عشرات الحالات
من جانب مديرة مجمع الميدان الصحي بمديرية صيرة الدكتورة أنصاف عبدالله الخامري أوضحت أن المجمع يستقبل عشرات الحالات المصابة بالحميات والرمد من مختلف الأعمار، وهناك أطباء كثر في النوبات الصباحية والمسائية، ويستقبل الطبيب الواحد ما يقارب عشرين حالة نصفها مصاب بالحميات والنص الآخر مصابا بالرمد.
* * تنسيق مشترك
وتابعت حديثها بالقول هناك تنسيق بين المجمعات ومديرة مكتب الصحة بالمديرية أماني عمبر والجهات المختصة، وكدا عبر التنسيق مع فريق الترصد وفريق الاستجابة السريعة في حالة تم البلاغ عن وجود حميات أو حصبة أو رمد والنزول إلى المنطقة المنتشر فيها هذه الأمراض، للحد من انتشارها، مقدمة شكرها لمديرة مكتب الصحة والجهات المختصة للجهود التي يبذلونها لأجل مصلحة المواطنين، ومن أجل أن يكون المجتمع خاليا من الأمراض.
* * إجراءات وقائية
وأشار الدكتور أنصاف أن الوقاية من هذه الأمراض يمكن في التوعية كونها لها دورا كبيرا في خفض مستوى الأمراض في البلاد، إضافة إلى الحملات الوقائية التي تنفذها وزارة الصحة عن طريق أخذ اللقاحات المتوفرة في جميع المراكز الصحية.
واختتمت مديرة مجمع الميدان الصحي الدكتور أنصاف حديثها مشيرة إلى أن الوزارة نفذت أيضا حملات توعوية عن كيفية الوقاية من أمراض الحميات وأعراضها والمضاعفات، كيفية التخلص من بؤر البعوض الناقلة لهذه الأمراض، وكدا حملات الرش الضبابي وحملات الرش المبيدي التي ساهمت بشكل كبير في القضاء على بؤر البعوض والحشرات الناقلة للأمراض.