مع اقتراب شهر رمضان... رعب الخدمات كابوس أرهق المواطن في عدن

عدن لنج/ كيان شجون
تتفاقم الأزمات في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب بشكل مرعب، هذه الأزمات أثرت بشكل كبير المواطنين على الأوضاع المعيشية والتي تتزايد يوما بعد يوم منذ ما بعد حرب عام 2015 م.
 
وما اقتراب شهر رمضان المبارك شهدت العاصمة عدن تزايدا في الأزمات كان أهمها تدهور العملة المحلية التي تسببت في ارتفاع الأسعار بشكل كبير، إضافة إلى أزمات أخرى منها أزمة انقطاع الكهرباء والمياه، حيث أصبح المواطن يكافح من أجل تدبير احتياجاته الرئيسية في ظل تأخر صرف المرتبات.
 
* * مطالبات بتحسين الخدمات
مواطنون ونشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي عبروا عن حجم المعاناة التي يعانونها نتيجة ارتفاع الأسعار التي طالت مختلف السلع والبضائع وأهمها المواد الغذائية وخاصة مع قرب شهر رمضان.
 
المواطنون طالبوا الحكومة بالاضطلاع بمسؤوليتها تجاه المواطن وأن تحل هذه الأزمات بأسرع وقت لتحسين الأوضاع المعيشية وتلبية احتياجات المواطنين، متمنين من رئيس الوزراء الجديد أحمد عوض بن مبارك أن يحل هذه الأزمات، وان لا تذهب وعوده بالإصلاح مهب الريح.
* * محللون سياسيون
ويرى نشطاء ومحللون سياسيون أن صمت الحكومات المتعاقبة وصمتها على تردي الخدمات في عدن الجنوب عامة ما هو إلا دليل مشاركتها في حرب الخدمات التي تشن على أبناء الجنوب.
وأضافوا من الممكن في أي لحظة صبر المواطنين على هذه الأزمات المفتعلة، ينفذ، وينتفض المواطنون ضد الحكومة ومن يفتعل هذه الأزمات.
 
* * مؤامرات ضد الجنوب
عضو مجلس المستشارين في المجلس الانتقالي الجنوبي مازن البغدادي قال في حديثه "لعدن لنج " إنه لا يخفى على الجميع من هم أعداء الجنوب ليس منذ عام 2015 فحسب بل منذ الاستقلال عام 1967، مرورا بالعديد من المراحل السياسية، حيث بدأت المؤامرات على الجنوب منذ ذلك الحين من قبل الأنظمة التي تحكم صنعاء.
 
* * تغيير الهوية الجنوبية
وأشار إلى أنهم تعاقبوا بدءا بتغيير الهوية الجنوبية وزرع الفتن والشقاق بين الإخوة الجنوبيين، عبر الصراعات الفكرية والأيدلوجية والتي وصلت على أحداث ومواجهات عسكرية متعددة، عبر وجودهم في العمق السياسي مرورا بتثبيت ما سمي بالوحدة عام 1990 وليس انتهاء بحرب عام 1994 بل من منهم من انغمس في العمق الجنوبي ما قبل الوحدة حتى أوصلوه إلى ما نحن فيه على مر المراحل السياسية السابقة.
 
وتابع حديثه موضحا أن المؤامرة ما بعد عام 2015 فقد سلكوا منحنى آخر في التآمر على الجنوب من خلال خلاياهم المتنوعة منها الحوثيين ومنها جماعات الإخوان المسلمين ومعهم التنظيمات الإرهابية بأنواعها.
 
* * ضرب الخدمات
وأضاف البغدادي أنهم شكلوا جبهات فاعلة من الخلايا المغموسة في العمق الجنوبي لضرب الخدمات والبنى التحتية للعاصمة عدن ومحافظات الجنوب عبر طرق مختلفة وأساليب متعددة منها عبر تدفق النازحين والاستيطان الممنهج ومنها عبر إشاعة الفوضى من خلال استخدام وجودهم في مؤسسات الدولة، وكذلك من خلال الهيمنة التجارية وهوامير المال والاقتصاد المنتميين إليهم.
 
* * هيمنة صنعاء
وأوضح عضو مجلس المستشارين للمجلس الانتقالي أنه للأسف لم تتمكن الحكومات المتعاقبة من حل الأزمات التي تشهدها العاصمة عدن ومحافظات الجنوب، حتى الآن وذلك بسبب وجود الدولة العميقة والمتمكنة على تسيير الأمور لمصالحها، إضافة إلى أن وجود حكومة مناصفة على أساس أنها نصف جنوبي ونصف شمالي ولكن هذا غير منصف، فكيف لن أكون حكومة مناصفة لتحكم ما يسمونه المناطق المحررة والتي هي بالأساس مناطق جنوبية تضاف عليها أجزاء من بعض مديريات مأرب وتعز، فهذا غير منصف أن يحكم الشمالي مع الجنوبي الجنوب فقط.
 
وبين مازن البغدادي أن هناك العديد من مؤسسات الدولة لا تزال تحكم من صنعاء للأسف والتي حاولت الإفلات من هيمنة صنعاء بحيث ينقصها العديد من الإجراءات وحتى تتمكن من تفعيل دورها والتي سببها نقص البيانات لديها، إضافة إلى نقص الكادر الموثوق به والقادر على انتزاع السيادة وتفعل واستقلالية العمل بتلك المؤسسات.
 
* * وجود الحكومة بعدن
بالنسبة لوجود الحكومة في العاصمة عدن ورئيس الوزراء الجديد وإسهامهم في حل الأزمات المفتعلة في عدن والجنوب، قال البغدادي من وجهة نظري لا أرى إلا حماسة قد لا تستمر طويلا، لأن المشكلة ليست فقط بتواجد الحكومة من عدمها، ولكن حل الأزمة في عدن وغيرها من محافظات الجنوب مرتبط بالحلول السياسية بحسب المصالح.
 
* * حل الأزمات
وتابع: لا أرى أن تحل الأزمة إلا بتنازلات عن القضية الجنوبية فمن يقوم بالأزمة لا يمكن أن يساهم في حلها إلا لو حصل على تنازلات من قبل الطرف الجنوبي لصالح الطرف الشمالي وكذلك لصالح الأطراف الأخرى الخارجية المعادية التي تلعب دورا هاما في خلق الأزمات وإشعالها.
 
* * تحسين الخدمات
واختتم مازن البغدادي حديثه "لعدن لنج " بالقول فنحن مع توجه القيادة السياسية في المجلس الانتقالي المتمثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي، الذي من جانبه أبدا استعداده للوقوف مع الحكومة والتي يرأسها أحمد بن مبارك ومع كل خطوات التي سيتخذها لحل الأزمنة في عدن والجنوب عامة، وننتظر القادم من الأيام على أمل أن يكون الأفضل في وضع حلول لتحسين الأوضاع الخدمية ومكافحة الفساد وانتظام صرف المرتبات وتحسين وضع المواطن.