قرارات الرئيس الزبيدي وأهميتها في التمثيل الوطني لمختلف المكونات الجنوبية

عدن لنج/ كيان شجون

شرع الرئيس عيدروس الزبيدي بإصدار عدد من القرارات لهيكلة الهيئات التنفيذية في مختلف محافظات الجنوب، في خطوة بالغة الأهمية كونها تعود قرارات محورية لدمج الكوادر الجنوبية في المناصب المؤثرة في المجلس الانتقالي الجنوبي، هذه القرارات أيضا تعد دليلا واضحا على حرص الرئيس الزبيدي على التزام بمبادئ الميثاق الوطني.

* * مواكبة المرحلة
عضو مجلس الاستشاريين للمجلس الانتقالي الجنوبي مازن البغدادي أوضح أن عملية هيكلة المجلس باتت ضرورة حتمية لمواكبة تطورات المرحلة، وتطوير عمله، من خلال ضخ دماء جديدة شابة قادرة على العطاء، وتعزيزه بالكادر الكفء المتخصص، والمجرب، التي تتماشى مع إعادة تحديث لوائحه ووثائقه والمتزامنة مع استيعاب المكونات السياسية التي اندمجت في إطار المجلس مؤخرا، باعتبار المجلس الانتقالي الكيان الحاضن لجميع أبناء الجنوب بمختلف انتماءاتهم.

وأضاف البغدادي أن القرارات الأخيرة في هيكلة الهيئات التنفيذية بمحافظات الجنوب المديريات، اعتمدت على المعايير والمرتكزات التي وضعتها لجنة الهيكلة مسبقا لعملية الإحلال والتجديد في الكادر القيادي والوظيفي لهيئات المجلس المركزية، والهيئات التنفيذية في المحافظات والمديريات، وفي مقدمتها معايير الكفاءة، والمهنية، والتأهيل العلمي، والسن، والقدرة على العطاء، والآليات والأسس الموضوعية التي اعتمدت عليها في هذا الجانب.

* * تمثيل مختلف المكونات
وتابع حديثه بالقول إنه بموجب قرارات إعادة الهيكلة التي أصدرها الرئيس عيدروس الزبيدي، يتحول المجلس الانتقالي الجنوبي إلى مظلة تضم عددا من أبرز المكونات والقوى الجنوبية، كان منها تنفيذ عملية شاملة للمجلس الانتقالي لتعزيز الحضور والتمثيل الوطني لمختلف شرائح الشعب.

* * تكامل الهيئات
واشار مازن البغدادي إلى أن جهود الهيكلة وتطوير وتحديث بنية ونظم العمل المؤسسي للمجلس لن تتوقف، التي ستشمل ما تبقى من هيئاته بجميع مديريات ومحافظات الجنوب دون استثناء، وذلك سيحدث تحولا نوعيا في أداء وفاعلية وتكامل الهيئات بمختلف مستوياتها، وستكون هناك متابعة وتقييم الأداء، والمساءلة عن التواني في أداء المسؤولية الوطنية.

* * وحدة الصف
وعن تأثير قرارات الرئيس الزبيدي على مسار القضية الجنوبية بين البغدادي أن هذه القرارات تأتي لتجسيد الإرادة الصادقة لقيادة المجلس لاستيعاب الجميع من خلال الحوار الذي ساهم في تمكين وتعزيز وحدة الصف الجنوبي واستيعاب نتائجه في إطار هيئاته العليا وهيئاته التنفيذية بالمحافظات والعمل فيها لتأدية المهام النضالية لقيادة شعب الجنوب لاستعادة دولته.

* * جهود حثيثة
وبالنسبة لهيكلة المنظومة العسكرية والأمنية قال عضو مجلس الاستشاريين للمجلس الانتقالي الجنوبي مازن البغدادي من خلال متابعتي وقربي من بعض أصحاب القرار كوني عضوا في مجلس المستشارين للمجلس الانتقالي الجنوبي، هناك جهود حثيثة لترتيب وهيكلة تلك المنظومتين العسكرية والأمنية من قوات الجيش والأمن الجنوبي وذلك في إطار التوجه لتقوية أداء المؤسسات الوطنية وتنظيمها، الا أنها تواجه تعثرا محدودا وسيتم تجاوزه تتمثل برفض المجلس الانتقالي في الدمج مع أي قوى لا تتبع القوات الجنوبية.

* * مرحلة مفصلية
الكاتب والمحلل السياسي صالح علي الدويل باراس أوضح في حديثه "لعدن لنج" أن قرارات الرئيس الزبيدي بهيكلة الهيئات التنفيذية للمجلس الانتقالي في محافظات الجنوب تتخذ أهمية بالغة كونها في مرحلة مفصلية، فالحوثي يشن حربا على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن ودول التحالف تسعى جاهدة لخروجها من حرب ما حققت أهدافها.

* * دلالات وأبعاد
وأضاف إلى أن الهيكلة تعطي دلالات على التدوير وتوسيع المشاركة الوطنية الجنوبية ورفد الهيئات بدماء جديدة تحتاجها الهيئات تمنع جمودها ببقاء الاشخاص فترة طويلة في مواقعهم فيخفت فيها حماسهم ويقل عطاؤهم، كما أن التجديد يعطي الهيئات مرونة حركة وتعدد أفهام لقضايا المجتمع وتجديد أداء للهيئات بما يسهم ويعزز الأداء العام للمجلس.

* * تعزيز الميثاق الوطني
وأشار صالح الدويل إلى أن قرارات الرئيس عيدروس الزبيدي تأتي لتجسيد عملي للميثاق الوطني في توسيع الشراكة الجنوبية في المجلس بما يعزز وحدة الصف الجنوبي ويعزز مكانة القضية الجنوبية وتوحيد جبهتها للوصول لأهدافها في مرحلة من أخطر المراحل التي تمر بها إقليميا ودوليا.

* * وبين الكاتب صالح الدويل باراس أن المجلس الانتقالي هو حامل قضية وطنية وستسهم القرارات من خلال موقعه في الشراكة سواء في الرئاسي أو في الحكومة، حيث ستوصل الجهات التنفيذية للمجلس في المحافظات صوت احتياجاتها وخدمات محافظاتها عبر تلك الشراكة.

* * هيكلة عسكرية وأمنية
ووفي معرض حديثه عن اصدار الرئيس الزبيدي قرارات لهيكلة المنظومة الأمنية والعسكرية قال الكاتب والمحلل السياسي صالح الدويل إن من الطبيعي أن تصدر قرارات بهيكلة المنظومة العسكرية والأمنية، فالعمل في هيكلتها قائم وأصبح ضرورة لتشكيل مؤسسة أمنية وعسكرية مهنية في عموم الجنوب كون التحديات القادمة تفرض ذلك.

واختتم حديثة مشيرا إلى ان الحوثي يعتقد نفسه طرفا منتصرا على التحالف وأنه رقم عالمي بقرصنته على الملاحة الدولية ويريد استحقاق أن يفرض هيمنته على بقية القوى والقضايا لدى فهيكلة المؤسستين الامنية والعسكرية أصبحت ضرورة لمواجهة التحديات الحوثية القادمة، إلى جانب بسط الأمن الداخلي والحفاظ عليه.