ارتفاع أسعار الإيجارات.. عبئ جديد يضاف إلى مواطني عدن

عدن لنج/ كيان شجون

أزمات متتالية تشهدها العاصمة عدن منذ ما بعد حرب عام 2015م ومن هذه الأزمات أزمة ارتفاع أسعار الإيجارات والتي تأثرت بشكل كبير بالوضع الاقتصادي المتدهور الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار بالعاصمة.

مواطنون في عدن قالوا إن أزمة ارتفاع الإيجارات التي تزداد يوما بعد يوم شكلت عبئا يضاف الى الأعباء التي أثقلت كاهل المواطنين في مدينة عدن وفاقمت من معاناتهم وأثرت على وضعهم الاجتماعي والنفسي.

وأضافوا أن هذا الارتفاع ناتج عن طمع وجشع المؤجرين الذين قاموا بتحويل سعر الإيجار من العملة المحلية إلى العملة الصعبة وبأسعار خيالية.

وأرجع المواطنون أسباب قلة وجود البيوت المؤجرة  إلى تزايد أعداد النزوح  والهجرة الداخلية التي تسببت في الكثافة السكانية التي تشهدها عدن.

** شروط تعجيزية 
المواطنة سهى عبدالله أوضحت أن ارتفاع إيجارات البيوت أو الشقق السكنية مشكلة كبيرة لا تقل أهمية من المشاكل المزمنة التي تعاني منها البلاد.

وقالت سهى أنا أعيش في بيت إيجار منذ 14 سنة وعلى مدى هذه السنوات كان الإيجار كل سنة يرتفع ويستمر بالارتفاع حتى وصلنا إلى دفع الإيجار بالسعودي وهذا الأمر أثقل كاهلي خصوصا أن العملة تتدهور يوما بعد يوما، مبينة حاولت أن أبحث عن شقة جديدة وبسعر معقول لكني انصدمت بواقع مرير حيث أن الإيجارات أصبحت خيالية، وأصبح إيجاد شقة جيدة أمر مستحيل أو معدوم في ظل شروط تعجيزية من المؤجر.

** غياب الرقابة 
واختتم سهى عبدالله حديثها مشيرة أن ارتفاع الإيجارات بات معضلة لا يمكن أن نجد لها حل في ظل التدهور الاقتصادي المستمر، إضافة إلى عدم وجود رقابة صارمة على المؤجرين، وإلزامهم باستلام قيمة الإيجار بالعملة المحلية بدلا من العملة الصعبة.

** أوضاع صعبة 
أما المواطن وليد محمد أشار إلى أنني أعمل متعاقد في أحد المرافق الحكومية، ومستأجر منزل صغير مكون من غرفة وصالة بقيمة تسعين ألف ريال، ولم أجد منزل أقل من هذا السعر وما يتبقى من راتبي لا يكفي لشراء الاحتياجات الحياتية.

وأضاف أحاول جاهدا أن أوفر مستلزمات الحياة لي ولأسرتي في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتدهور الوضع الاقتصادي في البلاد.

** العملة الصعبة 
المواطن أيمن محمد بين في حديثه" لعدن لنج" أبحث عن منزل للإيجار كون عرسي بعد شهرين من الآن لكني لم أجد نتيجة ارتفاع أسعار المنازل وأغلبها بالعملة الصعبة بالسعودي أو الدولار حيث تصل إلى 1000 ريال سعودي، وراتبي لا يكفي لدفع هذا المبالغ.

وتابع حديثه بالقول لا أدري كيف سأستطيع أن أجد سكن في أسرع وقت وبسعر مناسب، مشيرا إلى أن ملاك البيوت والشقق يستغلون حاجة الناس للمنازل لدى يقوموا برفع الأسعار بشكل جنوني، الأمر الذي يجعل المستأجرين بين خيارين أحلاهما مر، أما الدفع بهذا السعر أو العيش في الشارع.

وفي ختام حديث أيمن محمد طالب الحكومة والجهات المختصة بضرورة اتخاذ إجراءات لوقف ارتفاع أسعار الإيجارات، ووضع أسعار تناسب أوضاع المواطنين.

** إيجارات مرتفعة 
المواطنة منى عبدالستار بينت في حديثها "لعدن لنج" أعيش أنا وزوجي وأولادي الثلاثة في منزل صغير نستأجره بقيمة 80 ألف، وزوجي يعمل بالأجر اليومي وما يتحصل عليه لا يكفي لدفع قيمة الإيجار ومصاريف الأسرة، موضحة أنه من أجل سداد الإيجار نضطر لأخذ الدين من الأصدقاء، وإلا سنجد أنفسنا في الشارع. 
** أسباب الارتفاع 
المؤجر محسن سالم أرجع ارتفاع أسعار الإيجار إلى عدة أسباب حيث قال إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية، والوضع الاقتصادي الصعب يجعلنا نرفع أسعار الإيجار على المستأجرين لكي نستطيع أن نواكب الأوضاع المعيشية. 
** ظروف الحياة 
واستطرد حديثه بالقول استلم من المستأجر لمنزلي مبلغ 150 ألف ريال يمني، وأرى أن هذا السعر مناسب مقارنة بأسعار المنازل الأخرى التي بنفس حجم منزلي الذي يتكون من غرفتين وصالة، وهذا الأمر ليس استغلال كما يروج له البعض لكن ظروف الحياة تجعلنا نرفع قيمة الإيجار حتى نلبي احتياجات الحياة من مأكل ومشرب وملبس وغيره في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار.