إعلان فك الارتباط قرار تاريخي لاستعادة دولة الجنوب

عدن لنج/ كيان شجون

ثلاثون عام مرت على إعلان فك الارتباط بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية، الذي أعلنه الرئيس الأسبق علي سالم البيض في الواحد والعشرين من مايو عام 1994م.  
إعلان فك الارتباط بين الدولتين جاء نتيجة عدة أسباب كان أهمها انقلاب الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح على الوحدة وإعلان حربه على الجنوب في السابع والعشرين من أبريل من العام 1994م، إضافة إلى محاولته السيطرة على السلطة والثروات الجنوبية، وإنهاء الجيش الجنوبي. 
هذا الإعلان أصبح ذكرى يحتفل بها أبناء الجنوب، وجاءت الذكرى الثلاثين لإعلان فك الارتباط وقد حقق شعب الجنوب إنجازات وانتصارات عظيمة، أبرزها توحيد الصف الجنوبي من خلال تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي ككيان جامع لكل المكونات الجنوبية وحاملا لقضية الجنوب.

** المجلس الانتقالي 
ومع حلول هذه الذكرى أصدر المجلس الانتقالي الجنوبي بيان أكد فيه استمراره في العمل لتحقيق أهداف وتطلعات شعب الجنوب، من خلال إنجاز مشروع فك الارتباط، وبناء دولة التنمية والأمن والاستقرار في الجنوب على أسس المواطنة والعدالة والمساواة والشراكة الوطنية.
المجلس الانتقالي قال إن إعلان فك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية، جاء نتيجة لحرب اجتياح الجنوب في صيف 94م، والتي نتج عنها استباحة الجنوب أرضاً وإنساناً وعمدت إلى مصادرة إرادة شعب الجنوب وهويته الوطنية.

** انقلاب على الشراكة 
فضل الجعدي، عضو هيئة المجلس الانتقالي الجنوبي، الأمين العام للمجلس بين أن إعلان فك الارتباط في 21 مايو ‏لم يكن إلا إعلانا سياسياً على فشل الوحدة وموتها بعد أن لطخت بالدم على أيدي همجية القبيلة والعسكر والدين السياسي، الذين قتلوها بدم بارد وحولوها بحرب 94م إلى احتلال للجنوب وانقلاب على الشراكة وكل المواثيق والاتفاقات.

** لحظة فارقة
أما الدكتور صدام عبدالله، رئيس قطاع الإعلام ومستشار الرئيس عيدروس الزبيدي أوضح أن فك الارتباط مثل لحظة فارقة في تاريخ الجنوب، الذي عبر عن تطلع شعب الجنوب نحو الحرية والاستقلال، مشيرا إلى أن هذا الإعلان ‏ أصبح رمزًا لنضال أبناء الجنوب منذ احتلاله من أجل استعادة الدولة. 
وقال الدكتور صدام إن الذكرى الثلاثين لهذا الإعلان تأتي والشعب الجنوبي يقف عند مفترق طرق مهمة، ويجب على شعب الجنوب استخلاص الدروس والعبر من تجارب النضال الطويلة.

** نقض وثيقة العهد 
الكاتب والصحفي هاني مسهور قال في 21 مايو 1994 أعلن الرئيس الأسبق علي سالم البيض فك الارتباط بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية، وأن هذا الإعلان جاء بعد أن شنّ نظام علي عبدالله صالح هجوماً عسكرياً على الجنوبيين ناقضاً وثيقة العهد والاتفاق التي رعاها الملك الراحل الحسين بن طلال في العاصمة الأردنية عمّان.

** استعادة دولة الجنوب
وأشار مسهور إلى أن على الجيل المعاصر من أبناء الجنوب إدراك أن المعركة وإن كانت استعادة دولة بحدودها الوطنية فإنها كذلك استعادة روح الجنوب التنويرية، ويفتح الآفاق العلمية ويفشي روح أجداده الموصومة بالتسامح والتعايش فهذه مهمة جيل الاستقلال الثاني ولن يكون ببعيد.

** سياسيون جنوبيون
سياسيون وناشطون جنوبيون أكدوا على المضي نحو استعادة الدول، مجددين تفويضهم للرئيس عيدروس الزبيدي لاستكمال خطوات استعادة الدولة على حدودها المتعارف عليها حتى العام 1990.

وأوضح السياسيون والناشطون أن إعلان فك الارتباط مثّل إرادة شعب الجنوب بعد فشل مشروع الوحدة بإعلان الحرب والزحف العسكري لاجتياح الجنوب في صيف 1994م، مشيرين إلى أن تضحيات شعب الجنوب طيلة مشواره الثوري النضالي لن تذهب هدراً وبأنها محمية بإرادة الشعب وأبطال القوات المسلحة الجنوبية.