أمن شبوة يدشن العام التدريبي بعرض عسكري في عتق
احتضن معسكر القوات الخاصة في مدينة عتق، بمحافظة شبوة، اليوم الخميس، عرضا عسكريا بتدشين العام التدريب...
عدتً من مكتبة القمندان في حوطة لحج مغرب هذا اليوم مكثت لا أدري كم بالضبط ربما ساعات أو أقل حساب الزمن في مواقف كهذه يتوقف أو ربما لا أكترث به شخصيا ..ساعتين ربما ..!
النصف الساعة الأولى من الزيارة كنت في حالة ذهول والنصف الاخر قضيته في الاستماع لقصة الأسرة التي سكنت المبنى بعد أن تم تدمير منزلهم في الحرب الأخيرة , ما تبقى من الوقت قضيته في شرب كأس ماء بارد تكرم باحضاره رب الأسرة , بدأ لي ساعاتها أهم كأس ماء أشربه في حياتي - أشده مرارة ربما ! وكيف لا حين يخنقك الموت في حضرة رواد الحياة : توفيق الحكيم ..طه حسين ..العقاد ..نجيب محفوظ – تولستوي – برناردشو – ديكنز – شتاينبيك – همنغواي - الاعمال الكاملة لمحمود درويش – المقالح – البردوني- صلاح عبدالصبور – احمد رامي - الفيتوري - البياتي - السياب - صلاح جاهين – نزار قباني - لتصوير هذه الدواووين استلزمني وقت كافي لتنظيفها من التراب ..تذكرت اقتباس الممثل الاسمراني احمد زكي من فيلمه ( اضحك الصورة تطلع حلوة) انه سر الصورة الحلوة هو الابتسامة الصافية الحلوة النابعة من القلب قبل الوجه .
لذلك حرصت أن تبدو الكتب هذه في صورة مبتسمة لعدسة كايمرتي ... تنقلت هنا وهناك لأجد أهم الأعمال الشعرية لأدباء وشعراء يمنيين .أشعار عبدالله هادي سبيت ...روايات أعمال قيمة مترجمة ... كتب للقمندان بقلمه وأخرى مما كتب عنه أهمها كتاب عن مهرجان القمندان كنت أبحث عنه منذ زمن ...وحاجات كثيرة لو كتبت عنها لأيام لن أنتهي ..!
ماذا تريدون أن أكتب هذا المساء ...قلبي ينزف بصمت ..وقلمي غاضب وساخط من الجميع هنا في لحج ..من السلطة ..من اتحاد الأدباء .. من مكتب الثقافة ..من النخبة المثقفة بالتحديد أي كانت وتحت أي مسمى ..عار عليها أن تكن مثقفة وصامتة ومتخاذلة عن نصرة هذا الإرث الإنساني القيم تحت مسمى ( القمندان) الاسم الذي سيبقى للأبد مدعاة للفخر والاحترام ..!
حين تكون لحجيا وطيبا وانسانا ولك موهبة الكتابة ..فتيقن أنك الان في عداد الموتى الأحياء ..نجاحاتك الشخصية لا تعني شيئا مادمت محاط بفشل المحيط , قلمك سيكتظ الان بحبر أسود لن يجرؤ أحد أن يطلب منك أن تكتب عن قوس قزح , ولربما لا يهتم أحد بما تكتبه من البداية ..فاكتب بصمت او بضجيج .. لايهم !
....بالنسبة لي في خضم الاحباط هذه الليلة واليأس سأكتب كثيرا عما وجدته هناك ولن أفقد الأمل فالكتابة في حد ذاتها ( فعل حياة) والتوقف عنها بالنسبة لي تحديدا هو الموت بعينه وفي أبشع صوره ..
تخيلوا وفوق كل ذلك يأتيك أحدهم ويهدد بتفجير المكان بأكثر من عبوة ناسفة كونه مكان للفسق والكفر والفجور ( ثلاث كلمات كافية لتصيبني بالقشعريرة لساعات ) ..لولا أن قام أحد القاطنين بالمبنى بإخراج كتب إسلامية للتأكيد أن المكتبة تحتوي قسم يضم أيضا أهم الكتب والمراجع الإسلامية ...للأسف وسأؤكد لكم أن هذا الشخص لم يقرأ بعمره كتاب واحد والصدمة أنه حتى لا يجيد الكتابة ..!
مقهورة جدا هذا المساء لا أشعر بشيء حولي ..ولا أرغب بالحديث مع أحد فقط أشعر أني بحاجة لكتابة شيء مفخخ سينفجر في وجهي قبل الجميع ..!
ابقوا بعيدا عني هذا المساء ..