أمن شبوة يدشن العام التدريبي بعرض عسكري في عتق
احتضن معسكر القوات الخاصة في مدينة عتق، بمحافظة شبوة، اليوم الخميس، عرضا عسكريا بتدشين العام التدريب...
هرع ناشرو كتابٍ يتناول الثقافة السورية إلى إعادة نشره بسبب الارتفاع الكبير في مبيعاته، حيث اجتاح الكتاب عناوين الأخبار الرئيسية خلال الأسبوع الماضي، بعدما اُعتُقِلت سيدة بريطانية مُسلمة عقب رؤيتها تقرأه على متن طائرة.
“سوريا تتحدث - الأدب والثقافة من أجل الحرية”، كان ذلك هو الكتاب الذي صدر لأول مرة عن دار الساقي للنشر، عام 2014؛ ولكنه تلقّى اهتماماً متجدداً الأسبوع الماضي، بعدما شوهِدت المعالجة النفسية فايزة شاهين التي كانت مُتجهة إلى تركيا تقرأه، من قِبل أحد أعضاء طاقم طائرة تابعة للخطوط الجوية لشركة طومسون البريطانية، وأبلغ عن “سلوكٍ مشبوه”.
وخلال عودتها من تركيا؛ حيث كانت تقضي شهر العسل، تم احتجازها واستجوابها من قِبل الشرطة بموجب البند السابع من قانون مكافحة الإرهاب، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الخميس 11 أغسطس/آب 2016.
“انتشرت القصة على نطاق واسع، وصارت على صفيح ساخن خلال الأسبوع الماضي”؛ هكذا قالت لين جاسبرد، العضو المنتدب عن دار الساقي للنشر. فقد ارتفع الطلب على الكتاب الذي يستعرض أعمال أكثر من 50 فناناً وكاتباً، عندما تحدثت فايزة بشأن ما حدث معها، وتقدّم الإصدار إلى قرابة المركز رقم 300 على مؤشرات موقع أمازون البيانية، وتواصل الآن دار الساقي إعادة طبع 1000 نسخة من الكتاب.
وقامت الدار كذلك بشحن 40 نسخة من الكتاب إلى الولايات المُتحدة الأميركية، و30 نسخة لأنحاء بيروت، وبحسب موقع رصد مبيعات الكتب Nielsen؛ فقد كان يُباع الكتاب خلال الأشهر الماضية بمعدل نسخة واحدة إلى خمس نسخ في الأسبوع.
تقول لين “كان علينا جلب كل هذه النسخ، لأننا استنفذنا المبيعات ظهيرة الجمعة الماضية”، وأضافت “أنا سعيدة للغاية، إن الناس لا يزالون يقرأون ذلك الكتاب لمدة تجاوزت عامين، على الرغم من أنني أشعر بالأسف من أجل فايزة، إنه لمن المُروّع تماماً ما جرى لها، أنا أتفهم بالكامل أن هناك حاجة لأن نكون حذِرين ومتيقظِين، وأن هناك مشكلة حقيقية، ولكن ذلك يأتي على حساب الناس”.
وقامت فايزة نفسها بإعادة نشر سلسلة من التعليقات عبر حسابها بموقع تويتر من قِبل مُستخدمين قالوا إنهم طلبوا الكتاب من المتاجر والمكتبات في دعم لها، حيث نشرت عبر حسابها تغريدة قالت فيها “أنا أمتن لكل دعمكم وتشجيعكم، وأنا سعيدة أن مشاركة تلك القصة قد أعلت من القضية التي تحتاج للحل”.
وكتبت المؤلفة المُشاركة للكتاب، مالو هالاسا، بصحيفة الغارديان، أمس الخميس : “بينما يعد الإنتاج الخلّاق لسوريا أكتر إتاحة من أي وقت مضي؛ على الغرب ألا يرفضه باعتباره شيئاً مُهدِداً أو غريباً، فإن هناك أصوات يجب الاستماع إليها، عند أخد مُستقبل سوريا في الاعتبار”.
بينما كتب جو جلانفيل، مدير مركز القلم الإنكليزي، بصحيفة الإندبندنت البريطانية، ما كان نصّه: “إن أردت الاحتجاج، ابدأ بشراء نسخة من كتاب سوريا تتحدث واقرأه على الملأ”، وكان جلانفيل قد قال في بيان سابق إن “حرية قراءة أي كتاب، بغض النظر عن مادته، يعد حجر الأساس لحريتنا”، وأنه “لا يجب على أي أحدٍ أبداً أن يُعتَقَل أو يُستجوب من قِبل الشرطة بِناءً على العمل الأدبي الذي يقرأه”.
وأشارت لين إلى إن الوضع في سوريا تحوّل منذ أن نُشِر الكتاب؛ حيث قالت “إن الوضع الآن فوضوي ومُضطرب بالكامل، ولكن هؤلاء الناس (مُشيرة إلى الفنانين) لايزالوا موجودين، وأصواتهم تُحجب”.
وأضافت “إنه لشرف كبير أن نشارك في هذا الكتاب ونكون قادرين على نشره، إن الأمر ليس متعلقاً أبداً بالمال؛ بل من المهم أن نصل إلى تلك الأصوات وأن نحاول إيصالهم إلى الساحة السائدة”.
وفي أعقاب الأحداث التي جرّت الأسبوع الماضي؛ قال الكاتب روبين ياسين قصّاب، المُساهم بالكتاب، والذي سيظهر الآن أيضاً بمهرجان أدنبره الدولي للكتاب في 18 أغسطس/آب الجاري، في حلقة مُناقشة حول اللجوء والهجرة والتغريب والنفي والملاذ، إن “الأمر كان مبهجاً للغاية بالدعم في أوساط الكُتاب والقرّاء”.