سكان أبين يستقبلون رمضان بمعاناة مضاعفة وتبريرات غير مقنعة من الكهرباء

انطفاءات متكررة وشبه دائمة يعاني منها سكان مديرية جعار بمحافظة أبين ، وازدادت وتيرة هذه الانطفاءات منذ أواخر شهر ابريل وحتى اليوم ، الامر الذي فاقم حالة الاستياء لدى المواطنين في مدينتي خنفر وزنجبار ، وفي ظل شكاوي المواطنين ومناشدتهم للجهات المختصة بوضع حد لهذه الانقطاعات ، باتت اصابعهم تتوجه الى المؤسسة العامة للكهرباء ، ومحطة كهرباء ابين بمدينة جعار، وتحميلها مسؤولية تلك الانقطاعات خصوصا وان الصيف القادم ينذر بفصل لاسع.
انطفاءات الكهرباء بتلك المناطق تقابل بتذمر كبير من السكان ، في ظل محطتين كهربائيتين  لانتاج الطاقة الكهربائية في تلك المديريات ، والمتمثلة بمحطة التوليد التابعة للمؤسسة ، اضافة إلى الطاقة المشتراة من شركة اجريكو الاهلية، لكن المحطتين تعجزان عن تلبية احتياجات السكان من الطاقة ، والانقطاعات هي السائدة.
«عدن لنج» واسهاما منها في كشف الحقيقة ورفع المعاناة عن السكان ناقشت قضية الانطفاءات مع المختصين في الجهات المعنية ، وخرجت بالحصيلة التالية:

تيار راجع
بداية يوضح المهندس احمد المقبولي - مدير قسم التوليد بمحطة كهرباء جعار -  أن مولدات شركة اجريكو تعرضت لخلل اثر تيار راجع  بسبب رمي سلسلة "خبطة" على احد الاعمدة الكهربائية في منطقة شقرة ، ما ادى إلى تلف كرت نظام التشغيل الذي، يقوم بعملية التغذية  التي تدخل الشبكة.
وعن الحلول والمعالجات يشير المقبولي إلى انهم بحاجة إلى شبكة توليد خاصة بجعار يتولون هم بانفسهم برمجتها عقب استلامها ، لافتا الى ان الطاقة الحالية تعمل بنظام الشبكة ، وكان يفترض ان تعمل بنظامين، الشبكة ونظام ايمنلوود.
ومن قبل كانت تدخل في العمل من خلال الشبكة  لا تستطيع ان تعمل بذاتها وتعطي كهرباء.
وأكد "المقبولي توقف الـ "6" ميجا التي كانت تغذي المديرية ، إلى ان تاتي التغذية ، وكانت تقوم بهذا الدور، شركة اجريكو في حالة عدم وجود خط عدن حيث كانت "جريكو" تقوم بتغذية جعار بـ "6.8" ميجا وات ، اضافة الى "6.2" ميجا وات مضافة من كهرباء جعار ، ليصبح مجموع القدرة التوليدية "12" ميجا وات وتعمل المنظومة الكهربائية.

أحمال فوق القدرة التوليدية
وعن اسباب توقف أجريكو" يقول "المقبولي" أن شركة اجريكو لم يعد لديها اليوم الا ثلاثة مولدات تشتغل بهذا النظام ، ولم تعط هذه الثلاثة المولدات تيار كافي، ما دفع كهرباء جعار الى توليد الطاقة بالستة المولدات التي لديها ، مما يتسبب في تحميلها فوق قدرتها فتخرج عن الخدمة، فيلجأون إلى فصل الاحمال لتخفيف الضغط على المولدات وهذا السبب الرئيسي للانقطاع.
وللتغلب على هذه المشكلة يجب دخول التيار القادم من المحطة الكهروحرارية بالحسوة بعدن إلى الخدمة وانتظامه ، ليكون مجموع القدرة التوليدية لدى كهرباء جعار ، وكذلك مثيلتها لدى شركة اجريكو بنظام ايمنلوود، قادر على التغلب على العجز بحسب "المقبولي".

 تغذية عدن وكروت اجريكو
اما المهندس احمد سالم العسيري فيؤكد أن هناك مشكلة في التيار القادم من محطة الحسوة عدن فاذا صلح خط عدن ستتوقف الانطفاءات ولو بشكل نسبي ، لان كهرباء جعار تمتلك المولدات والوقود، وان تعمل المولدات الخاصة بكهرباء جعار بشكل منفصل عن الشبكة الرئيسية حتى لا يقع عليها ضغط كبير.  
وعن الاجراءات التي قام بها مهندسو كهرباء جعار لاعادة التيار الكهربائي اوضح عسيري أنهم تواصلوا مع الشركة الخاصة بالمولدات ( شركة اجريكو)  ، والتي أفادت بأن مولداتها تحتاج إلى تغيير كروت البرمجة وهذه العملية تحتاج الى اموال، وأبدوا استعدادهم انه وفي حال توفرت سيولة لشراء الكروت فإنهم مستعدون تغيير نظام الشبكة الى نظامين
كون التغذية تحتاج الى تيار معاكس.

17 مليون ريال
كما أفاد مدير العمليات في شركة اجريكو المهندس "حسيب" أنهم مستعدون توفير "دينمو" خلال يومين الى اسبوع وتشغيل المولدات بنظامين ؛ نظام الشبكة ونظام ايمنلوود ، لكن اجريكوا اشترطت اعادة تفعيل مذكرة التفاهم بين كهرباء جعار والتي تقدر تكلفة عقدها بـ 50 الف دولار خلال شهر مارس وابريل، منوهة الى انه ومتى ما تم اعادة هذا المبلغ فهم على استعداد لاحضار مهندسين وعمال  وفي غضون ثلاثة ايام تكون المولدات جاهزة للتشغيل اما في ظل وقوفها فلا يمكن العمل بالشكل الطبيعي. وفقا لعلميات "أجريكو".

وزارة الكهرباء
وحول ما اذا كانت مؤسسة كهرباء جعار قادرة على التعاقد مع شركة اخرى بدلا عن اجريكوا كحل مؤقت لمواجهة حر الصيف ، يؤكد المهندس "المقبولي"  ان هذه أحد الحلول الممكنة المطروحة امام المؤسسة ، اذا لم تستطع  شركة اجريكو ان تقوم بواجباتها ، لكنه ينوه هنا إلى أن الاتفاق مع اجريكوا تم عبر وزارة الكهرباء وليس، مؤسسة كهرباء جعار
لذلك فالحلول ممكنة وتريد تفاعل من ادارة مؤسسة كهرباء جعار.

مفاتيح التحكم
ويرجع المهندس عبدالسلام اليزيدي  - مندوب شركة اجريكو العاملة في مؤسسة كهرباء جعار - الانقطاعات المتكررة للكهرباء إلى عدة أسباب منها فصل المفاتيح والترجيعات التي تحصل من الخطوط، وهذا الامر افقد المؤسسة أحد مولداتها قبل اسبوع وأخرجه عن الجاهزية .
لكن اليزيدي يؤكد أنهم استمروا في التشغيل بعد خروج المولد وفي اليوم التالي فصلت المفاتيح فرجعت الاحمال كلها على مولدات المؤسسة.
ويتفق "اليزيدي" مع "المقبولي" ان هناك خللا في مفاتيح التحكم الخاصة بالمؤسسة، لانها بدون حماية وهو ما تسبب في خروج خمسة مولدات واحتراق كروت التشغيل ، لذات السبب ، موضحا أنهم في كهرباء جعار يعملون بنظامين؛ نظام جرندمول الثابت ونظام الشبكة ، اضافة إلى طريقة مولد نظام ذاتي.

انظمة التشغيل
وقال "اليزيدي" أنهم ناقشوا مع مؤسسة الكهرباء قضية الاحمال فوجدوا احمال المؤسسة كبيرة فطلبوا منهم الخطوط ذات القدرات المنخفظة وتستوعب ذلك حتى يبدأون التشغيل،
وعن ابرز المعوقات التي واجهت "اجريكوا" افاد "اليزيدي" أن المشكلة الوحيدة هي في خطوط نقل الطاقة التي قال انها كبيرة، مطالبا "المؤسسة " بإعادة تقسيمها من جديد  ، وان يستمر خط عدن في التغذية بشكل دائم  حتى يتمكنوا من تشغيل مولداتهم.  
وعن امكانية استمرار التيار الكهربائي دون الارتباط بكهرباء عدن يوضح "اليزيدي" أن اثنين من مولدات "اجريكو" تعمل بنظام التشغيل الثابت ومن باب التعاون قاموا بتجربة العمل دون خط عدن ، بحيث تعمل مولدات الشركة مع مولدات التوليد بالتوافق حتي يتم تشغيل احد الخطوط لكن الاحمال بدأت ترتفع وتم ادخال مولدات التوليد كلها وكان عليهم مراقبة الاحمال بشكل صحيح كي لا يفصل التيار.
ويضيف " جربنا هذه الخطوة عدة مرات وظل الخط شغال لفترة قصيرة ثم فصل والمشكلة انه ادخل اربعة مولدات دفعة واحدة من قبل اصحاب التوليد".

دور المواطنين
وتطرق "اليزيدي" الى مشكلة اخرى تواجه كهرباء جعار وهي ترك المواطنين للتيار الكهربائي في منازلهم في وضع الخدمة ، وبمجرد أن يتم تشغيل  المولدات ، يلاحظ ان جميع مفاتيح الكهرباء في المنازل مفتوحة طوال الوقت، وهذا يتسبب في سحب طاقة كبيرة لحظة تشغيل المولدات ، وايضا احتمالية وجود محولات بحاجة إلى مفاتيح تحكم.
ومن المعوقات التي تحول دون انتظام التيار الكهربائي في جعار توقف اثنين كروت خاصة بالمولدات التي تعمل بالنظام الثابت ، ولا يزالون ينتظرون من الشركة ان تاتي،بالكروت البديلة في حين كان يدفع للشركة 50 الف دولار شهريا، ولكن بعد توقفها لم تستطع كهرباء جعار توفير هذين الكرتين الا في حالة اعادة المبلغ الشهري يمكن اعادة البرمجة للمولدات. وفقا لليزيدي.