الرئيس الزُبيدي: لا سلام في المنطقة في ظل استمرار الإرهاب الحوثي برًّا وبحرًا
التقى الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في مقر إقامته بالعاصم...
يوماً بعد يوم تتزايد الأدلة على مدى استهتار إيران بكل الأعراف والقيم الإنسانية، وأن كل مساعيها تدور حول سبل تنفيذ سياساتها التوسعية على حساب دول وشعوب المنطقة مهما كان الثمن. فمن الواضح أن إيران، تصر على المضي قدماً في تنفيذ استراتيجيتها التوسعية، دون أدنى نية لتغيير سلوكها وتدخلاتها في دول المنطقة خاصة في اليمن، حيث تواصل دعم هذه الميليشيات الانقلابية بالسلاح، وأيضاً توفير الدعم السياسي والإعلامي لها، على أمل أن تحقق لها هذه الميليشات الحلم الفارسي القديم بأن يكون لها مخرج يطل على مدخل البحر الأحمر من الجنوب. فقد استغلت إيران مناخ اليمن بعد اضطرابات عام 2011، وزادت من دعمها للحوثيين وشجعتهم على الانقلاب على الشرعية وابتلاع الدولة، واعتبار أن اليمن يمثل امتداداً طبيعياً لإيران، فيما لا تزال تواصل تقديم الدعم لهذه الميليشيات متجاهلةً في ذلك كل الدعوات الدولية التي تطالب بوقف دعمها العسكري والمعنوي لها من أجل استمرار الحرب والتوتر في اليمن على أمل ينتقل إلى باقي دول المنطقة.
غير أن الجديد هو ما شهدناه خلال الأيام الماضية، من تعاون إيراني حوثي في مجال لم يسبق أن ساعدت الظروف الطرفين للتعاون فيه وهو «الاستفادة من كوارث الأوبئة». فقد هرع مستشارون إيرانيون وأيضاً من أتباعهم وفي مقدمتهم حزب الله اللبناني، ليقدموا نصائح للحوثيين وصالح، بكيفية استغلال كارثة تفشي وباء الكوليرا، التي عملوا على توفير البيئة الملائمة لانتشارها، للضغط على المجتمع الدولي وممارسة الابتزاز باسم الإنسانية لتخفيف الضغوط بعد هزائمهم السياسية والعسكرية.
وركزت النصائح الإيرانية على شرح كيفية استغلال الانقلابيين لهذه الظروف والتأكيد على أن المجتمع الدولي لن يتحرك لوقف العملية العسكرية المرتقبة من قبل الجيش الوطني اليمني والتحالف العربي بقيادة السعودية لاستعادة مدينة وميناء الحديدة غرب اليمن، إلا بكارثة إنسانية كبيرة وانتشار وباء الكوليرا فرصة مهمة يجب استغلالها.
وبالفعل كان هناك دور مهم للحوثيين في انتشار وباء الكوليرا بين اليمنيين، من خلال تسببهم في حدوث أزمة النفايات في العاصمة صنعاء والتي نجمت عن إضراب نفذه عمال النظافة التابعون للبلدية لمدة عشرة أيام للمطالبة بالحصول على أجورهم التي منعها عنهم الحوثيون، ما أدى إلى ارتفاع أكوام القمامة في شوارع العاصمة حيث اضطر السكان إلى ارتداء الأقنعة بسبب الروائح الناجمة عن النفايات. هذا بالإضافة إلى تجارتهم بالأدوية في السوق السوداء، ومنها عن الأسواق والوصول إلى اليمنيين العاديين. كما أن الحرب التي تسببوا فيها منعت وجود أعداد من الكوادر الطبية اللازمة لمواجهة هذا الوباء. يأتي ذلك في ظل تعنت الميليشيات الانقلابية تجاه المرضى ومنع مستشفيات صنعاء من استقبالهم، بعد إعلانهم العاصمة اليمنية مدينة منكوبة.
وفي هذا الإطار صدرت اتهامات مماثلة من رابطة أمهات المختطفين في اليمن، لميليشيات الانقلاب، حيث أكدت الرابطة أن الميليشيات تقوم بمنع دخول الأدوية للمختطفين المصابين بوباء الكوليرا في السجون، وذلك بعد تفشي الوباء وارتفاع حالات الإصابة بين السجناء اليمنيين في سجن هبرة شرق العاصمة صنعاء. واعتبر بيان صادر عن أمهات المختطفين أن الإهمال الصحي لوضع المختطفين في السجون، جزء من التعذيب الذي يتعرضون له من قبل الانقلابيين. كما ظهرت اتهامات أخرى تتعلق بتعمد سلطات السجن تلويث الطعام القادم من خارج السجن، وإن الجنود يدخلون أيديهم إلى وسط الطعام، لأجل تفتيشه، مما يفاقم من انتشار الأمراض بين السجناء.