الرئيس الزُبيدي: لا سلام في المنطقة في ظل استمرار الإرهاب الحوثي برًّا وبحرًا
التقى الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في مقر إقامته بالعاصم...
في وقت قطعت دولة قطر شوطا كبيرا في دعم الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، فضلا عن دورها في إشعال الفتن بالتدخل في شؤون الدول العربية والخليجية، أو عبر ذراعها الإعلامي قناة الجزيرة، دون أن ترتدع من قرارات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، كشفت معلومات جديدة حصلت عليها «الوطن»، عن قيام قطر بعقد اجتماع في تركيا ضم قيادات حوثية وقيادات من جماعة الإخوان وأعضاء من حزب الله لتحقيق المصالحة بينهم وتنظيم صفوفهم، ودعمهم بالمال لأجل مواصلة الاعتداء على الحدود السعودية وإيذاء المملكة، ولتنفيذ المخطط القطري ضد السعودية بدعم عناصر الإرهاب وجماعات متطرفة سبق الإعلان عنها.
تحرك عاجل
كشف مصدر سياسي كبير، أنه منذ الساعات الأولى لإعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب قراراتها تجاه قطر، تحركت الدوحة بشكل عاجل لدعوة قيادات حوثية وإخوانية عليا لاجتماع عاجل في تركيا، مبينا أنه كان من المقرر عقد الاجتماع في الأردن لولا تغير الظروف في الفترة الأخيرة، إلا أنه ولأسباب غير واضحة تم تغيير مقر الاجتماع إلى تركيا.
وقال المصدر إنه رغم ما عرف عن تدخل قطر في بلدان عربية متعددة، إلا أنها منذ قرارات المقاطعة، ركزت على اليمن بشكل رئيسي بدعم الحوثيين تحديدا، من أجل الانتقام من السعودية، مشيرا إلى أن الدوحة ضاعفت من مرتبات القيادات الحوثية، ومنحت هبات ضخمة لعبدالملك الحوثي، ومحمد علي الحوثي، ومحمد البخيتي، وعلي العماد، والناطق باسم الحوثيين عبدالسلام فليته، المعروف باسم محمد عبدالسلام، فضلا عن شخص يدعى أبويونس. ولفت المصدر إلى أن القيادات الحوثية طالبت بمبالغ مالية كبيرة من أجل توزيع مرتبات ومكافآت على القيادات الحوثية في الجبهات وأن قطر التزمت بذلك.
الإغراء بالمال
أكد الباحث السياسي علي البكالي لـ«الوطن» أن قطر قامت فور إعلان قرارات المقاطعة، بعقد اجتماع في تركيا ضم قيادات حوثية إخوانية إلى جانب مسؤولين ودبلوماسيين قطريين، مبينا أن الاجتماع عمل على التقريب والإصلاح بين القيادات الحوثية والإخوانية، وإشعارهم بوجود خصم مشترك للطرفين، يتطلب توحيد صفوفهم لمواجهة هذا الخصم وهو المملكة العربية السعودية.
وبين المصدر أن قطر تكلفت خلال الاجتماع بدفع مرتبات ومبالغ مالية كبيرة ومغرية للطرفين من أجل التوافق بينهم، كما تضاعف الدعم القطري للحوثيين بعد قرارات المقاطعة وتزايد على المستوى الإعلامي من خلال قناة الجزيرة.
وقال في هذا السياق «إن ردود جماعة الحوثي بعد المقاطعة والتي أيدت قطر، في مقابل هجومها على الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، يبرز دعم قطر للجماعة»، مبينا أنه لأول مرة يبرز التنسيق بين القطريين والحوثيين وينتقل من السر إلى العلن حيث كانت الدوحة تدعم المتمردين بالمال والسلاح وقد مكنها ذلك الدعم من الانتقال من طور إلى طور حتى إسقاط الدولة والسيطرة على مؤسساتها وإشعال الحرب في كل محافظات اليمن.
دعم الجماعات المعادية
أشار البكالي إلى أن السياسة القطرية اتخذت من دعم الجماعات المعارضة والمعادية للدول والحكومات هدفا للوصول إلى تحقيق طموحاتها السياسية فقد وجدت نفسها محاصرة في قطعة أرض بحجم نصف مدينة وعدد سكان لا يؤهلون لأن تلعب دورا رياديا في الوقت الذي كانت تطمح أن تكون هي محورية في سياسات الشرق الأوسط.
وأضاف أنه من هذا المنطلق اتبعت قطر سياسات مضادة لسيادة الدول واستقرارها تحت مزاعم متعددة منها محاربة ظلم الأنظمة وحرية الرأي وغيرها، مؤكدا أن قطر لم تهدف فعليا لتعزيز مفاهيم الحرية والعدالة بقدر ما هدفت لزعزعة واستقرار المجتمعات من خلال تعزيز دور الجماعات المضادة للدول في المنطقة.
رغبة الانتقام
حسب البكالي فقد توافقت الرغبة القطرية النابعة من عقدة الشعور بالنقص ورغبة الانتقام، مع أهداف الجماعات المعادية والميليشيات الإرهابية في نشر العنف والفوضى بالمنطقة وتفكيك الدول وتدمير الشعوب تحقيقا للرغبة القطرية التي رأت في ذلك تأسيسا لحضورها السياسي. وقال البكالي إن هناك قيادات حوثية تلقت دعما قطريا خاصا كهبات شخصية مكنها من شراء فلل وقصور في صنعاء وغيرها، بعضها بمليارات الريالات اليمنية، كما أن ثمة منظمات حوثية أنشئت بدعم خاص من قطر وتملك مقدرات هائلة جدا، وتعمل كمنظمات مجتمع مدني وسيطة بين الحوثيين وقطر.
وأضاف أن الدلائل كلها تؤكد وجود رغبة قطرية في المصالحة بين الإخوان والحوثيين الموالين لإيران، ليس في اليمن فقط ولكن على مستوى المنطقة والدليل على ذلك تناغم السياسة الإيرانية التركية تجاه مقاطعة قطر ومسارعة كل منهما لتفعيل اتفاقيات الدفاع المشترك.
تجربة الخميني
أكد المحلل السياسي سام الغباري، أن قطر تدعم الحوثيين والإخوان لإيذاء السعودية، مشيرا إلى أن قطر من خلال ما يسمى بالربيع العربي كانت تريد ولا تزال محاصرة السعودية من الجهات الأربع ولذا أحدثت الفوضى في البحرين واليمن إضافة إلى العراق وسورية.
وأضاف أنه لهذا الغرض دعمت قطر الحوثيين في اليمن خاصة بعد أن فشلت في تفكيك الجيش المصري، مثلما فعلت بالجيش الليبي واليمني وغيرهما.
وحول دور الجزيرة في هذه المخططات القطرية، قال الغباري إن الخميني كان يؤكد أن صوته وصل إلى أطراف الدنيا ومنه إلى الداخل الإيراني كان عبر إذاعة «البي بي سي»، بينما الحوثيون يرددون حاليا «أن الجزيرة هي صوتهم الذي كانت تديره البي بي سي للخميني».
حضور حزب الله
أوضح البكالي أن تلك الاجتماعات التي جرت في تركيا بين قيادات حوثية ودبلوماسيين قطريين، شارك فيها عناصر من حزب الله المسير للحوثيين، كون غرفة العمليات الموحدة للطرفين موجودة في الدوحة، لافتا إلى أن دعم قطر لم ينقطع عن الحوثيين ولكنه تزايد خلال الفترة الأخيرة، وكانت قطر تستقبل خلال عامي 2011 و2012 وفودا من القيادات الحوثية وبعد الانقلاب على الشرعية تضاعف الدعم القطري، إضافة إلى عودة قناة الجزيرة للترويج لما يسمى مظالم الحوثيين، مؤكدا أن قطر بمخططاتها وأموالها، تسعى إلى تدمير الأمن القومي العربي.
وبين البكالي أنه بعد إعلان المقاطعة، رأت قطر أن الحوثيين يمثلون أكبر شوكة في مسيرة السعودية، والتطور الكبير الذي تشهده المملكة خليجيا وعربيا وإقليما ودوليا، لافتا إلى أن هذا الطموح الذي كانت قطر تسعى إليه، ولم يتحقق سبب لقطر عقدة ولذا تريد أن تنفذ أجندة معينة للانتقام من السعودية عبر الحوثيين والإخوان.
البي بي سي والجزيرة
أضاف أن إدارة «البي بي سي» انتقلت إلى الجزيرة أثناء إنشائها في منتصف التسعينات، مبينا أن الجزيرة إنتاج إيراني قطري داخل الجسد العربي وهي خطر على الأمة العربية، وهي تعمل بأيد عربية من خلال قطر، وحاليا قطر تقوم بتجييش الحوثيين والإخوان لمهاجمة الدول العربية.
وقال الغباري إن دعم قطر للحوثيين بعد إعلان مقاطعة قطر واضح ومفضوح خاصة وأن محمد علي الحوثي بدأ يتحدث عن قناة الجزيرة أكثر من العاملين بالقناة نفسها، والغرض الأساسي من تلك الأعمال هو إيذاء السعودية.
أهداف التحرك القطري
إنهاء خلافات الحوثيين والإخوان
مواصلة تهديد حدود المملكة
التأثير على الدور الإقليمي للسعودية
الوسائل
تقديم رشاوى مالية كبيرة
الدعم بالسلاح والمعدات
الترويج الإعلامي عبر قناة الجزيرة